رسالة الاسلام هي خاتمة الرسائل السماوية وهذا يعني انها تضمنت كلما يحتاجه البشر الى يوم الساعة من تشريعات ، واليوم اكملت لكم دينكم ليست محصورة بالامامة بل بان الدين اكتمل وعليكم التفقه والدراسة والتبليغ .
وهذا يعني ان على المجتمع بكل مستوياتهم ومسؤولياتهم وتسمياتهم ان يكون على دراية كاملة في اختيار الخطاب المطلوب وفق الظرف المطلوب والحالة الاجتماعية التي يمر بها المجتمع ، ولتوضيح المطلب ن فمثلا يجب على رب تربية وتهذيب الابناء للنهوض باخلاقهم اي الخطاب عائلي ، وللمعلم خطاب على مستوى مجموعة الطلبة الذين يعلمهم ، اما الخطيب او الشخصية التي لها مكانة مرموقة فيجب عليها ان يكون خطابها مجتمعي لا ان نتحدث عن مستحبات الطعام والنوم وللاسف الشديد اقولها ولكل خطباء ودعاة الاسلام تصدر منهم خطابات تجعلنا محل انتقاد وحتى استهزاء لدى الراي العام ، مثلا وبكل وقاحة يصر في برنامج حواري فائدة شرب بول البعير ورضاعة الكبير والاخر يصر حضور اسد في واقعة الطف وماساة يحموم فرس الحسين عليه السلام ، ومن هذا المال حمل الجمال .
السيد محمد باقر الصدر قدس سره كان يصر على اجتهاد المجتمع وهذا هو المطلوب هذا الرجل مفكر من الطراز النادر ، واليوم مرجعيتنا الحكيمة صدر عنها مجموعة نصائح وتوصيات تنهض بالمجتمع والفرد معا ( نصائح وتوصيات للاطباء والشباب والمقاتلين والخطباء ) والتي تعد من ارقى الخطابات التي صدرت عن المرجعية ولو تمعنوا بها جيدا افضل من ارسال استفتاء للمكتب هل يجوز للمعلم ان يمنع الطالب من الغش في الامتحان ؟ بالله عليكم هذا سؤال !!!!!!
تصدر خطابات وتعميمات ليس انها غير صحيحة ولكنها تساهم على التفكير الفردي والتخدير الجمعي ، وهناك من يبحث عن روايات للاسف الشديد ليس محل استشهاد فيما نحن عليه من سهام موجهة من الاعداء لضرب صلب ثقافتنا الاسلامية .
لو لم يكن الدين الاسلامي رسالة شاملة وكاملة لما جندت وجهزت القوى الصهيونية ابواق تستهدف الدين الاسلامي واسوأهم اغبياء المسلمين الذين يعتبرون انفسهم تنويريين ويعرضون افكارهم الجهبذية منها مثلا القران من كتابة النبي محمد (ص) بل ومن يثبت ان هنالك النبي محمد(ص) واية الصوم ليست تفرض الصوم والزواج ليس من اربعة وحتى شكل الصلاة ليس هكذا وقس على ذلك حجم الطعنات التي يتعرض لها الجسد الاسلامي بسبب عدم تحصننا بقوة الافكار الاسلامية ضدهم
ويصرخ وسط المسلمين ( خفيفة باللسان وثقيلة في الميزان الصلاة على محمد وال محمد فتتعالى الاصوات ) لو ثقل الميزان فلنترك بقية الاعمال ، اياكم ان تعتقدوا الغاية رفض الصلاة بل الدوام عليها في كل دقيقة من وقت فراغك واجعلها تقودك لكي تتصرف بما يخدم المجتمع .
في فترة معينة من خطب الجمعة جاء تاكيد المرجعية على المواطنة ، المواطنة التي نحن بامس الحاجة لها للنهوض بالامة الاسلامية ولكن للاسف الشديد بسبب اختلاط الامور على بعض شرائح المجتمع وسببها تضارب الخطابات من قبل الجهات المتعددة المحسوبة على دين واحد وحتى مذهب واحد .
فقيه وخطيب ومحقق وصال وجال في نقد الافكار المتطرفة ينتهي به المطاف الى التخريف في انتقاء الروايات التي يعلم علم اليقين انها غير معترف بها لدى الفقهاء لينتقص هذا المذهب او تلك القاعدة الرجالية ، هذه الابتلاءات التي زادت من جراح المسلمين .
هنالك روايات تستنزف قوة الايمان عندما تستخدم في غير محلها مثلا الخضوع للظالم او النهي عن المنكر بالقلب ، او لكم دينكم ولي ديني ولو كانت التقية من ضروريات المذهب بالعموم فهل زيد بن علي الشهيد العظيم خارج الملة ؟ وهل حديث ان اعظم الجهاد قول كلمة حق عند سلطان جائر غير صحيح ؟
بعث الخليفة الثالث مبلغا من المال بيد مولى له وقال له لو قبلها منك ابو ذر فانت حر لوجه الله ، ولما اتى الى ابي ذر وطلب منه ان يقبل المبلغ اخرج ابو ذر قطعة رغيف يابسة قال هذه تكفيني لمؤنة الغد فلست بحاجة للمال … الى اخر الرواية ، قصدنا من ذلك دائما يؤكد الخطباء على قناعة ابي ذر بالخبزة اليابسة ، ولم يلتفتوا الى مصدر المال ولماذا يمنح هو دون غيره ولماذا رفض المال هل لانه يملك قطعة رغيف يابسة ؟