لم يبقى للعراقيين اليوم من ملاذ أمن … أو أمل يتعلقون به كلما أطبقت العتمة اعينهم ، غير حبل الذكريات , ذكريات الأمس … الزاخر بالحرية والمحبة والالفة والاستقرار , إلا أن هذا التعلق الحالم يسلمنا إلى الواقع المر الذي يعيشه أبناء الشعب العراقي , لم تبتل امة على وجه الارض منذ بدء الخليقة بمثلما ابتليت به مدن العراق من أبنائها وناسها وإفرادها ومنظريها ومثقفيها ومبغضيها وصحافيها , وكان أخرها ظهور الجثث المجهولة والقتل على الهوية بأسلحة كاتمة الصوت
مجهولة الهوية … راح ضحية هذه الأحداث عدد كبير من الشهداء الابرياء في عدد من مدن العراق ولم تجد الحكومات العراقية , مخرجا لهذه الأزمة غير التصريحات الغير واضحة بين هنا وهناك , ولو نظرنا مرة واحدة الى حجم البلد وحجم العراقيين في الداخل والخارج ومن يسمع صوتنا نحن ابناء هذا البلد العظيم وكيف نبدي رأينا ووجهة نظرنا وافكارنا للعالم اليوم لما حدث ماحدث صحيح ان شعورنا القومي والعراقي والوطني والعربي لا يزال حيا صلب الحضور وكثيف الانتشار، لكن في الوقت نفسه تتعرض جميع مناطق مدن ( السلام العراقية )الصغيرة منها والكبيرة الى الابادة والخراب والدمار بعد الإحداث الأخيرة في العراق اليوم … بسبب ساسة هذا البلد الجريح الباحثين عن المكاسب والمناصب , والتدويل والتفكير بصوت عال , بيوت تتهدم ومباني تسقط ومؤسسات تحرق ، وعقول تنفي وكفاءات تتعرض كل يوم إلى الاغتيال ، واشباح الرعب تتحول من مدينة إلى أخرى ومن شارع إلى أخر … عوائل تتهجر وبيوت تغتصب ,
متى – سنظل عاجزين عن ايقاف معاول الهدم , متى – ندرك ونعي حجم المؤامرة التي يتعرض لها بلدنا الحبيب المنكوب ,
متى – نقتنع أن واقعنا لا يغيره احد ، ولا جرح يضمده الساسة الجدد ,
متى – نتمكن من خلق موازنة هادئة بين عواطفنا وعقولنا , لأننا بعيداً عن تلك الموازنة لن نفلح في وضع الخطوة الاولي على أول الطريق الذي يربط الخطوة بالهدف الذي لا نزال نحلم بالوصول اليه ، الخطوة الرصينة التي لا تنزلق في متاهات الطريق والمنعطفات ,
متى – نتنبه إلى خطورة ( الالغام ) عفواً الأحكام التي نصدرها دون تحسب تجاه كل التوجهات الرامية إلي اصلاح حال البلد ,
متى – نمتلك الجرأة على التحرر من المجاملات والنفاق الاجتماعي للعديد من الشرائح الاجتماعية التي اتخذت من اساليب الرفض ما تعبر من خلالها عن فشلها وعجزها عن تقديم شيء يدعم مسيرة الاصلاح ويرفدها بفعل ايجابي بناء يؤهلها للانضمام إلى جانب الشرائح الاجتماعية الإصلاحية ,
متى نتحرر من الحيز الضيق إلى الآفاق الواسعة الرحيبة لنتمكن من قبول الاراء الحرة الصحيحة بصرف النظر عن عائدية تلك الاراء ومرجعياتها الحزبية أو الطائفية اوالعرقية ,
متى – نحرص على تحمل مسؤولياتنا ، كل حسب موقعه ، ونعمل بنية صادقة ، لا تركن الى صغائر الامور، لكي يكمل بعضنا بعضاً ولكي نبني عراقاً جديداً ذا كيان موحد يتسع لاستيعاب مختلف الافكار السياسية والدينية البناءة ,
متى – تحقق هذه ( الامنيات ) موعدها مع الفجر , فجر التوحد والتآخي والتآلف فجر العمل الصادق الدؤوب على تحويل ( حقول الالغام ) إلى ميادين اعمال مخلصة ، وحقول خصب ونماء , وإذا كان العالم اليوم يدين الكذب والخداع كونه من المراحل الماضية , فمن باب اولى ان نخاطب نحن العراقيين … أعضاء البرلمان العراقي الجديد بهذا المنحنى الذي تتعامل فيه هذه النخبه مع الشعب العراقي وعدم الاهتمام بهم , وقد عانت هذه الشريحة الحية من ابناء العراق من الاضطهاد والاعتقال والقتل من قبل قوات الاحتلال وقوات المليشيات وراحة ضحية الاعوام (11) الماضية أكثر من ( الملايين ) بين شهيد وجريح و معوق و مهجر لكن إرادة المواطن العراقي تقول للعالم اجمع نحن الاقوياء ,
واخيرا احب ان اذكر اخوتي العراقيون … ان من حكم العراق مذ تاسيس الدولة العراقية عام (1921) لحد عام ( 2014) هم (11) فرد ,
والسؤال المطروح للعراقيين ,
(متى ) نتخلص من حكم الفرد الواحد ؟؟؟