18 ديسمبر، 2024 10:08 م

متى يتخلص السيد العبادي من قيوده ؟

متى يتخلص السيد العبادي من قيوده ؟

صدحت الحناجر وتعالت أصوات الجماهير الغاضبة مطالبة بالإصلاح خلال التظاهرات السلمية الأسبوعية والمدعومة من المرجعية الدينية في النجف واستعادة الحقوق الضائعة واضعة نصب أعينها مساندتها من السيد العبادي كرئيس للوزراء وتمتعه بالصلاحيات الدستورية وقدرته على معالجة الاوضاع المتردية أملا بتحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية لعموم المواطنين ولملمة تصدعاتها واحتوائها فلم تكن التوقعات صائبةً وذات نتائج ملموسة تتسم وتطلعات الجماهير ولم يكن الرهان مقرونا على السيد العبادي ولم يكن هو الخيار الستراتيجي الأفضل لتسيير السياسة العراقية وتأسيس النظام الديمقراطي العادل المتوازن وتوحيد الفئات الشعبية المتناحرة واشاعة المساواة وتكافئ الفرص وتجنب سياسة الاقصاء والأضطهاد والأنقسام والتشتت والأزدواجية في معايير التعامل وسياسة الإعتقال بعيدا عن الصيغ القانونية السائدة والاعتماد على المخبر السري في الصاق التهم بالمواطنين وزجهم بالسجون والمعتقلات وممارسة العنف والتعذيب في الحصول على الاعترافات وأصبحت سياسة السيد العبادي متطابقة مع الممارسات القسرية للحكومة السابقة والتجرد من الوعود السياسية والأنتخابية بتأمين الحياة الحرة المتكافئة لجميع المواطنين وخلق عراق ديمقراطي مستقل ومستقر خالي من العنف والارهاب والتطرف بحكومة نموذجية عادلة تحقق المساواة لشعب متصالح ومتسامح مع نفسه وحكومته فتعذر إنجاز الإصلاحات المعلنة وانحدار الأوضاع لأسوأ حالاتها فلم يعد السيد العبادي قادرًا على تسيير الأمور وتفعيل حزمه الإصلاحية واجتثاث الفساد وتجفيف مصادره ومحاسبة الفاسدين وإحالتهم الى القضاء فلن يتحقق منها سوى النزر اليسير رغم الاسناد الشعبي المطلق وتأييد المرجعيات الدينية والدعم الإقليمي والدولي له فهو مكبل بقيود الحكومة السابقة والعناصر الانتهازية المتنفذة والمستفيدة من الفساد والتمتع بالامتيازات الواسعة بينما تسود التناحرات حياة المواطنين بمختلف توجهاتهم وطوائفهم ومدنهم ولم تستطع الدولة تسوية الخلافات فتسيد الاٍرهاب وتفاقم ضرره ودمرت البنى التحتية للمؤسسات ومنازل المواطنين والتهجير  والأنتشار في اصقاع المعمورة وتلكأت عملية دحر الاٍرهاب وتعويق عودة النازحين والمهجرين وتخلى البرلمان والطاقم الحكومي الرسمي عن تحمل مسؤولياتهم ومساندة السيد العبادي في إجراءاته الإصلاحية وأصبح يغرد وحيدا في سربه لذا لم يتمكن من تحقيق إنْجاز واضح من الإصلاح رغم المطالبة الشعبية والاستمرار في التظاهر والاعتصام بِمَا يزيد عن (١٤) أسبوع حتى بدا المتظاهرون غير آبهين لطروحات السيد العيادي فيما يتعلق بوعود التغيير وأًصبحت المطالَب تندرج باتجاه التغيير الحكومي الكامل وما عادت اسماء البدلاء السياسيين  سرا فأصبح تداولها علنا بين الأوساط الشعبية وبين السياسيين والمثقفين ولكي يكون السيد العبادي مؤثرا وقادرا على التغيير يجب ان يتحلى بالجرأة والشجاعة والمجابهة والاقدام في اتخاذ القرارات والاصرار على تنفيذها بعيدا عن تأثير الفرقاء والتوافقات والأئتلافات السياسيَّة وان يكون صلبا في مواجهة الصعوبات والمؤامرات التي تحاك ضده لأعاقته وتكون إجراءاته منسجمة مع المطالَب الجماهيرية وتوجهات المرجعيات الدينية وان يتحمل مسؤولياته كاملة ويتجنب الخضوع لرغبات كتلته المتعارضة مع إرادة الإصلاح والتغيير لكونها تمس مصالحها المباشرة وبعكسه سيكون البلد امام مفترق طرق تفقده القدرة على الصمود امام تحديات الاٍرهاب وعدم معالجة  الأزمات المزمنة الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية وتردي الخدمات فلا بد من صموده امام الصعاب والتحلي بالصبر والمواظبة والاصرار على التغيير وخلق قيادات بديلة وطنية متعاونة وكفوءة تمتلك الخبرة والاختصاص وتسهم في الإصلاح والتغيير بما ينسجم مع المطالَب الشعبية والقضاء على الفساد والمفسدين والغاء الامتيازات وطرد العابثين والمخربين وتحقيق السلم الأهلي وتوحيد صفوف المقاتلين للقضاء على الاٍرهاب ودحره .