23 ديسمبر، 2024 6:16 ص

متى نكون مع العراق ويكون العراق لنا؟

متى نكون مع العراق ويكون العراق لنا؟

ما هي هويتنا نحن الساكنيين في العراق، هل تكفي الجنسية او البطاقة الوطنية والجواز ان يطلق على نفسه عراقي.
وهل ان من ولِد على ارضه لابويين سكنا العراق كي يكون عراقيا.
ثمة هوية اكبر من كل هذه الهويات تتحكم بالهوية الاصيلة الا وهي الهوية الوطنية ، والتي تعني الالتصاق الروحي والفكري والذهني بالوطن والتجرد بشكل مطلق من اي انتماء ثانوي اي الانتماء الديني والمذهبي والايديولوجي والحزبي
كوننا نعيش حالة من الا توافق والا انسجام سيما بعد الاحتلال الاميركي الايراني للعراق.
لقد انسلخ النسيج المجتمعي للشعب العراقي
وظهرت الفتنة الكبري والتي كانت مغلفة عبر حقب تأريخية هذه الفتنة التي صحت من سباتها الوطني الذي عشنا عليه لفترات كبيرة .
لقد غذيت هذه الفتنة بدأ من صدام وحكمه الفاشي أذكان من الواضح ولو بشكل غير ملموس ظاهرا الا اننا كنا نعيش حيثياته.
ومع اللحظة الأولى للاحتلال اصطفت الإرادات الاميركية والإيرانية بشكل واضح حيث تشرذم الشعب الى مكونات وأحزاب
الكرد لهم إقليمهم ، مستاؤون حين تطلق عليهم الاكراد.
في الإقليم احزاب ،الديمقراطي والاتحاد والتغيير
والإسلامي والشيوعي والجيل الجديد ، وهذه كلها متنافرة الواحد يناصب العداء للآخر ،اضافة للايزيدين وألشبك والمسيحيون وربما توجد قوميات كالتركمان او سواهما،إذن نحن امام توليفات لا يمكن لها الانسجام ومع ذلك ربما هي أفضل حال من الوسط والجنوب حيث تشاهد ربما هناك خطط للبناء والعمران وبعض الاصطفافات عند الاختلاف مع حكومات المركز
اما خارطة المناطق الغربية فهي وان كانت ذات مذهب واحدالا انها ايضا تحمل صفة التعددية الحزبية والعشائرية التي جاءت نتيجة الوجود الاميركي والتشظي الذي اصابها بسبب تشكيلها احزاب ذات ولاءات متعددة
والحال اكثر سوءا على العراق في الجنوب والوسط حيث الغالبية الشيعية التي تقود البلاد بنسبة اكثر من النصف
كانت منذ النظام الفاشي تقود المعارضة وكونت لها قاعدة داخلية وخارجية ،داخلية بالاعتماد على ما قام به صدام من كبت لهذا المذهب واحزابه بالذات حزب الدعوة وخارجيا استطاعت ان تستقطب الرأي العالمي الذي اتاح لها عقد المؤتمرات في العديد من الدول ووقف معها لوجستيا الى ان اسقط النظام البعثي وسلم لهم العراق على طبق من ذهب،
وازاء هذا الحال وبدلا من استيعابها للواقع العراقي والتوجه للتصرف بحكمة وعقلانية تجدها
اتخذت عدة مواقف كان اخطرها الاصطفاف مع ايران بشكل علني وراحت تتناغم مع سياسته وكادت ان تجعله وصيا على العراق حيث شكلت احزاب وتيارات مرتبطة كليا مع ايران وهذه الاحزاب علاوة على ذلك مارست سياسات اقصائية للاخريين واستحوذت على كل مقدرات الشعب من خلال الفساد المالي والاداري اضافة الى مسكها مجلس النواب والوزارات التي جعلت من يدها الطولى في التشريع وخاصة الانتخابي والدستوري الذي احالها لبسط السطوة الكاملة على كل مجريات الواقع وحدثت اكثر من انتخابات كانت تجد نفسها دوما في الريادة بحكم التزوير ان على مستوى بذخ المال او التقوية على اساس البعد المذهبي والذي وجد له تناغم من قبل المرجعيات الدينية والتي وقفت مع عدد من القوائم تحت ذريعة مسك زمام الامور وعدم اضاعة الفرصة التأريخية للشيعة ،
بكل تأكيد تنطبق هذه القواعد على حزب الدعوة والمجلس الاعلى والتيارات التي نشأت نتيجة انشقاقات داخلية من رحم هذه الاحزاب ،كذلك كان لوجود التيار الصدري والفضيلة دورا كبيرا اذا انهم كانوا يمتلكون الفرص الكبيرة في قيادة الدولة من خلال التواجد في التشكيلات الوزارية او مجلس النواب ومجالس المحافظات او التوغل في القيادات الامنية والعسكرية والذي ينطبق هذه الامر على غالبية الاحزاب الشيعية
واضافة لذلك فان بعض الطوائف المذهبية اصطفت هي الاخرى بالعملية السياسية مثل الشيخية والاخبارية وكذلك العشائر والتي كانت اقرب للاحزاب وبالذات الاسلامية وهذا يشمل بعض الشيوعيين ايضا
وعلى ضوء ذلك يتضح كم هي الهوى واسعة وكبيرة بين المراد تحقيقه وتقديمة للوطن وبين مصالحها الفئوية وانغماسها في الولوج تحت النفوذ الايراني ،
ستة عشر سنه وحال الوطن من سيئ الى اسوأ حيث هدرت اكبر ثروة اقتصادية تصل الى٩٥٠ مليار دولارذهبت غالبتها لتحقيق مأرب الساسة
والفساد الكبير .
من هنا يتبين ان التمزق الذي اصاب النسبج المجتمعي بسبب كل ما اشرنا لا يجد في الافق حل لهذه المعضلات لان الواقع حينما وصل الى ان العراق اصبح ساحة للصراع بين اميركا وايران فانه لا يوجد اي افق لاي حل واستقرار الا بوجود حكما قويا عسكريا اقرب لما جرى في مصر او السودان واجد ذلك ممكنا واراه هو الحل وهو الاقرب لانتشال العراق من محنته.