بعد احتلال العراق عام 2003 وتنصيب ( برايمر) من قبل القيادة الامريكية حاكما لادارة شؤون العراق اختاره الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن وكان اختيارا فاشل نتيجة انفعال وحقد ،استطاع هذا الرجل الاعتماد على اشخاص يفتقدون للحكمة والتعقل واستطاع بقراره تمزيق العراق بإدخال الفصل الطائفي والعنصري فقسم العراق ثلاث أجزاء جزأ للاكراد واخر لطائفة مذهبية في الجنوب وأخرى لطائفة مذهبية في الشمال وعلى هذا الأساس تم أنشاْء المحاصصة البغيضة التي طعنت واهدرت الشعور الوطني الذي جمع العراقيين بوحدتهم على مر السنين وهم يتفاخرون به امام شعوب العالم بوصفهم أصحاب حضارة تمتد عبر التاريخ وهم من علم الانسان القراءة والكتابة .
وبعد كل هذه التجاوزات الغى بريمر الجيش والشرطة الذان هم حماة الوطن فقد عم البلاد فوضى استطاع خلالها من يتربص بالعراق للانقضاظ على منشأته العسكرية والاقتصادية والصناعية بالتدمير والحرق وسرقت كل نفائسه واثاره ، وحرق الكثير من اثاره التاريخية والمهمة جدا ، وبيعت مصانعه واسلحته بالخردة على شكل (سكراب) على مرئى ومسمع الحاكم ومن نصبهم؟
وبعد خروج قواة الاحتلال من العراق تشكلت حكومات متتالية عديدة برئاسة كل من الدكتور اياد علاوي وأخرى الدكتورالجعفري وثالثة الدكتور المالكي دورتين ورابعة الدكتور حيدرالعبادي دورة واحدة والدكتور عادل عبد المهدي اسقطته انتفاظة شباب تشرين قبل اكمال الدورة نتيجة قتل سبعمائة متضاهر والاف الجرحى والمعوقين .
معظم هذه الحكومات فشلت بسبب الفساد والانصياع لتوجهات الأجانب وتفشي سرقة المال العام وتدهور الاقتصاد وانتشار البطالة وانهيار المؤسسات التعليمية والإنتاجية والصناعية ، رغم ان الدكتور حيدرحاول تحقيق شيء من الاسقرار وتحرير الأرض من إرهاب داعش الا انه لم يستطع انهاء الفساد والانفلات الأمني بسبب ضغوط الأحزاب المتطرفة .
تمر الشهور بالنزاع على السلطة مجددا لتعين رئيس وزراء جديد وبين التخوين والاتهامات وفضح المستور والتهديد والتدخلات الخارجية واسقاط ثلاث مرشحين والدوامة اخذت تطحن بالبلاد من توقف عجلة الاقتصاد والبطالة والمعامل المعطلة والخزينة الخاوية و الوباء الذي انتشر في العراق تاركا وراءه مقابر امتلئت اضطر رؤساء الكتل والأحزاب الاتفاق مجبرين على ترشيح الدكتور مصطفى الكاظمي الذي كان يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات وبعد معانات استطاع الرجل الحصول على موافقة مجلس النواب على منهاج العمل ووزارته وفي مقدمة عمله اجراء انتخابات مبكرة و محاسبة قتلة المتضاهرين ومعالجة الفساد وإنقاذ اقتصاد البلاد من الانهياروحصر السلاح بيد الدولة ، واكيد كان الرجل جاد بتحقيق ما ينقذ العراق وعند مباشرته تحقيق هذه الأهداف تصدت له قوى الظلام كي لا يمس مصالحها الغير مشروعة ، بل تكاثرت عليه التهديدات والتهم الملفقة وابطال كل حركة او مشروع يقدمه من اجل مصلحة الشعب ، هو رجل مستقل لوحده ليس لديه حزب او كيان يسنده في مجلس النواب ماذا يفعل ؟ أكيد أبناء الانتتفاضة وشبابها الذين اوصلوه الى منصبه هذا والذين سيقفون معه بعد اطمئنانهم لتحقيق مطالبهم المشروعة .
الغرض من استعراض الموضوع من بداية الاحتلال ولحد الان هو تذكير القيادات والأحزاب التي جثت على صدور الشعب العراقي منذ عام 2003 ولحد الان هي نفسها وفشلت فشلا ذريعا باعتمادها على نظام المحاصصة والطائفية والعنصرية والسماح للأجانب والعصابات واللصوص والإرهاب التدخل وانتهاك حرمة العراق وكرامته ووطنية شعبه وافقاره لاخضاعه وجعل ابناءه يفقدون التعليم ولقمة عيشهم لينعم بها حيتان المال واللصوص والقتلة اليس هذا هو الواقع ونتاج ما صنعتموه بالمحاصصة والطائفية ؟ لاحظوا ان الكتل الثلاث الكردية والجنوبية والشمالية (اسميها هكذا ) تتصارع داخليا فيما بينها وعلى المصالح ليس هناك توافق فيما بينها على نطاق الكتلة الواحدة او بين الكتل الثلاث بسبب بسيط هو فقدان الشعور الوطني والتمسك بالطائفية والمذهبية والعنصرية والمحاصصة القاتلة لكل الكفاءات والاختصاص العلمي والمهني ، متى تدركون ان بعض الجيران بشجعوكم على الخطأ لمصلحتهم عطلو الزراعة وتربية الحيوانات لتصريف بضاعتهم اتسمعون صراخ الفلاحين اترون طماطم البصرة والزبير ترمى في الشارع بسبب غزوالطماطم والخضر والدجاج والبيض للأسواق العراقية ؟ الم تسمعو تدخلهم بواسطة اعوانهم بإبقاء الاف المعامل العراقية معطلة لتغزو بضاعتهم أسواق العراق متى تدركون ان عراقنا الحبييب اصبح مئوى لعصابات المخدرات وعصابات الجريمة المنظمة ومخابرات الجهات الأجنبية ؟ الا تخشون على ابنائكم واحفادكم من العار الذي يلحقهم مستقبلا بعد زمن تكشف فيه الحقائق ؟ متى تنتفضون بوجه هذه التحديات وتصرخون بكل من يريد تحريضكم على قتال الاخوة العراقين فيما بينهم لان ذلك جزء من مخططاتهم لاضعاف العراق ، انتم من البداية صنعتم هذا النظام ووافقتم على دستورفيه من النقاط التي تحول دون تعديله حتى لو تم باستفتاء الشعب، فسحتم المجال لدخول الوطن عن طريق حدود مفتوحة استغلت لتهريب السلاح والمخدرات والسلع الرديئة ومواد الغذاء منتهية الصلاحية وبملايين الدولارات ، وهكذا استهان الأعداء بكم وبشعبكم واعتبروكم عبيدا لهم كيف ترضون إهانة شعبكم ان كنتم عراقيين والعراقي لا يقبل ان يذل اليس هناك من صحوة وانتفاضة منكم بوجه كل من يريد الشر بالعراق لتاخذكم الغيرة والنخوة للتصدي لمن يدعي مصلحتنا وفي قلبه مرض وحقد وشريضمره لشعبنا ، الحياة مصالح والدول تهمها مصالح بالدانهم على حساب الغير لا تفرطوا بوطنكم ولا تغرنكم الشعارات والعنجهيات والمذاهب الطائفية والتهديد وغيرها من بدع لا تغني شيئا ؟