19 ديسمبر، 2024 1:38 ص

متى نفكر بعقولنا ونترك التفكير بجيوبنا ؟

متى نفكر بعقولنا ونترك التفكير بجيوبنا ؟

إن الحب الحقيقي لآل محمد والذي أمرنا به الله وأوصانا به نبينا عليه وآله الصلاة والسلام، هو إتباع ما كان عليه الرسول وما كان عليه أهل بيته وآله المؤمنين المخلصين وجعلهم القدوة في كل خطوة:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31
{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء115
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
إن هذا الحب يترتب عليه أن نحب ما كانوا يحبون ونفعل ما كانو يفعلون: أن لا نشرك بالله شيئا ونستعين به وحده وأن لا ندعو سواه وهم القدوة والقمة لنا في ذلك، ونحرص في الحفاظ على الفرائض من العبادات والصوات أقتداء بهم فهم القدوة والقمة في ذلك، ونتحرى الصدق والامانة ولانكذب وهم القدوة والقمة في ذلك، وأن نتجنب الفواحش ما ظهر منها وما بطن وهم القدوة والقمة في ذلك، ونسعى للاخلاص في النية والعمل لإعمار الارض ومنفعة الآخرين وهم القدوة والقمة في ذلك، ونعمل على تقوى الله ومخافته وهم القدوة والقمة في التقوى والخشية من الله سبحانه …… وندعو بالمغفرة لنا ولهم ولمن سبقنا بالايمان في كل الاوقات وفي كل صلاة عسى أن ننال شفاعتهم بإذن الله، وذلك هو العمل الصالح الذي أمرنا به الله ورسوله بعد الإيمان. وهذا العمل الصالح هو البطاقة التي تدخلنا في رحمة الله فيأذن لهم بالشفاعة لنا. أما أن نقصر بشيء مما كانوا عليه ونعمل السوء كيفما نشاء كما يحصل اليوم من كذب وخداع وفساد وقتل وسلب ونهب مدعين أننا نحبهم بالأقوال والأفعال التي ما أنزل الله بها من سلطان ونظن أننا سننال شفاعتهم بمجرد ولائنا الكاذب لهم، فهيهات هيهات لذلك:
{…..إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف40
وأنظر كيف هو حكم الله سبحانه وتعالى:
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ{38} إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ{39} فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ{40} عَنِ الْمُجْرِمِينَ{41} مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ{42} قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ{43} وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ{44} وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ{45} وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ{46} حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ{47} فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ{48} فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ{49} المدثر
فمتى نفكر بعقولنا ونترك التفكير بجيوبنا ونتبع ما كان عليه قدوتنا الرسول الكريم وما كان عليه أهل بيته وآله، فبدون ذلك لن يرفع الله البلاء عنا في الدنيا ولن يجعل لنا نصيبا في الآخرة:  
{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}القصص83
اللهم أجعلنا ممن يحبونك بإتباع نبيك وأهل بيته وآله وأعنا على تقواك ومخافتك وقنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، اللهم آمين.
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله أجمعين والحمد لله رب العالمين.

أحدث المقالات

أحدث المقالات