23 ديسمبر، 2024 12:27 م

في مشهد يظن الرائي أنه طقس ديني يلجأ بعضٌ من الهندوس الذين اتخذوا غانيشا وشيفا وكريشنا وهانومان و….. آلهة وأرباب تعبدُ من دون الله ، يلجأ نفرٌ من هؤلاء إلى تعذيب أجسادهم بسوط طويل يمسك بأحد الأيدي ليلتف على الجسم بعد أن يضرب الهندوسي نفسه بهذا السوط على مرأى ومسمع من المحتشدين والمتجمهرين الذين يهبوا بعد رؤية هذا المشهد المؤلم الدامي بجمع بعض الروبيات لمن يفعل ذلك  ممن امتهن هذا الفعل كوسيلة لكسب قوته وتأمين رزق عياله ممن ضاقت بهم الأرض بما رحبت وأعيتهم صعوبات الحياة وتقطعت بهم الأسباب في بلد يعاني من فقر مدقع وشظف العيش ، إذن فبالرغم من بشاعة الأمر وقسوته فهو وسيلة لديمومة الحياة واستمراها ….
وأنا اتابع هذا المنظر الدرامي على مسرح الحياة جنح بي الخيال إلى العراق ويكأني أرى رجلاً عظيماً استعاض عن السوط بمشارط ومناشير يُقطِع بها أوصاله وقد تجلبب بأحزمة من شأنها أن تنسف ما تبقى من ذاك الجسد المنهك الغارق بدمائه والمُقطَع العُرى النازف الدامي بعد أن أوشكت أن تنفصل الأذرع والسيقان عن الرأس والجسد ليتركهُ أثراً بعد عين …. رباه ما هذا ؟ وما وجه المقارنة …؟؟؟
نعم هذا ما يفعله أبناء العراق بأنفسهم ، ويبقى البَونُ شاسع والفرق أكبر بين الهندوس عبدة غانيشا وشيفا وكريشنا وهانومان و…. الذين يستثمرون الأمر لمواصلة الحياة وديمومتها وبين أهل العراق عُباد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذين  يمارسون أبشع الأفعال من اعتقال واغتصاب طال الرجال قبل النساء وتهجير وتفجير وقتل تفننوا في صناعته ما بين كواتم وعبوات لاصقة وأخرى قافزة وأحزمة ناسفة أو صهاريج ملغمة والأدهى والأمَر من كل شيء أن تلك الأفعال تُمارس بل وتشرعن بأسم الله ونصرة الدين والمعتقد وانتصارُ المذهب ، فكلٌ يدعي وصلاً  بليلى ….. بالله عليكم  كيف تحكمون …؟؟؟
لك الله يا عراق ، وكان الله في عوننا أهل العراق …
واذا ما أردنا أن نعي الدرس فلا بد لنا أن ننظر للأمر من كل الزوايا والأبعاد والجوانب التي جعلت من أبناء الرافدين بيادق تُحركها أيدي اللاعبين من خلف الحدود .
 
     فأميركا أرادت أن تدرأ الخطر عن أراضيها ومواطنيها احتلت أفغانستان وبعد أن مُنيت بخسائر جسيمة بقتالها في مناطق جبلية وعرة كجبال تورا بورا وغيرها لذا كان لابد من البحث عن خيار بديل وبيئة بالإمكان استثمارها استثماراً أمثل لجذب  أعدائها إليها وجعل الخصوم تتقاتل فيما بينها نيابة عن أميركا فكان العراق هو الخيار الأمثل ، فشرع الأمريكان بتنفيذ أجندتهم مستندين إلى  إستراتيجية مبنية على المبدأ التالي : (نحن لا نختلق المشكلة… بل نعثر عليها ونساعد على استفحالها. نحن مثل المنقبين عن النفط، لا نصطنعه بل ننقب عنه وما أن نعثر عليه حتى نحفر الآبار من اجل تفجيره واستثماره!) فالعراق محاطٌ ٌ بالخصوم أو الأخوة الأعداء بدءاً بإيران التي خاض معها حرباً ضروس في العام 1980م امتدت لثمانية سنين في محاولة العراق التصدي (للثورة الإسلامية الإيرانية) ومنع تصديرها للعالمين العربي والإسلامي ، حربٌ أزهقت فيها الأرواح والمهج فما من بيت في العراق إلا وفيه نائحةٌ ثكلى … لتتراكم الديون إثر هذه الحرب والتي أثقلت كاهل الإقتصاد العراقي ليتحول الأمر بعدئذ إلى ورقة تلعبُ بها دول الخليج وخاصة الكويت لينجم عن الأمر بعد الوصول إلى طريق مسدود في المفاوضات.. . ..إلى اجتياح الكويت في العام 1990م وما التأريخ عنكم ببعيد …لتتبنى السعودية رأس الرمح في حملتها المناوئة للعراق في محاولة لإجباره على مغادرة  الأراضي الكويتية التي استولى عليها لذا جعلت السعودية من أراضيها معسكرات لجيوش قوات التحالف الغازية فضلاً عن قواعد الإحتلال في قطر وغيرها من دول الخليج  ، لينتهي الأمر بحرب العام 1991م وما تلاه من أحداث وقتال داخلي استشرت نيرانه سواءاً في المحافظات الكردية أو في الفرات الأ وسط وجنوب العراق الأمر الذي أدى إلى احتقان كردي شيعي اثر قمع هذه الأحداث ، كل ذلك ترافق مع انقطاع العلاقات منذ ألثمانينات مع سوريا الشقيقة رغم كون أن الحزب الحاكم في كل من العراق وسوريا هو حزبُ البعث العربي الاشتراكي .
وأما على صعيد العلاقات العراقية التركية فكانت متشنجة بسبب تبني الرئيس التركي سليمان ديميرل (مشروع أنابيب مياه السلام التركي ) وطرحه لفكرة برميل ماء ببرميل نفط وإنشاء سد أتاتورك في العام 1989م أي بعد خروج العراق منتصراً في حربه مع الجارة إيران فالتزم العراق الصمت تجاه سد أتاتورك ليفسر الأتراك صمت العراق على أنه تهديد كون العراق كان في موقف قوة لذا لم يتم إملاء السد بالماء إلا في عام 1992م فضلاً عن إدراج محافظة نينوى (الموصل) ضمن الموازنة المالية التركية باعتبارها جزء من تركيا كلُ ذلك أدى إلى توتر العلاقات العراقية التركية .
يتضح من كل ما سلف أن العراق هو البيئة الأنسب في العالم لإستقطاب قوات الإحتلال والأرض الخصبة لتصفية الحسابات خاصة وقد  لاحظنا الاحتقان الداخلي والتوتر والخصومة والعداء الخارجي ، يضاف إلى كل ما ذكرناه ما أورده الكاتب العراقي سليم مطر عن اخطر أسرار الإستراتيجية الأمريكية في العراق والشرق الأوسط
 :  هذه الأسرار الخطيرة كشفها لي صاحبي (الحكيم الأمريكي) وهو على فراش الموت علماً انه احد زعماء (فدرالية الأخوة العالميةIFB) وهي المنظمة السرية التي تتحكم بالعالم من خلال سيطرتها على قيادات أمريكا والكثير من الدول الغربية. طلب مني أن افعل كل ما يمكنني لكي أبلغكم هذه الحقائق التي تجهد قيادات أمريكا لإخفائها رغم أنها متداولة بين العديد من قادة الغرب والمختصين بمتابعة السياسة الأمريكية.
خلق التوتر والعداء والتعصب بين الجماعات الأساسية التي تتكون منها مجتمعات الشرق الأوسط ـ السنة، الشيعة، العلمانيون، المتدينون، اليهود، المسيحيون، بالإضافة إلى الجماعات القومية المختلفة من عرب وأتراك وفرس وأكراد، وغيرهم. فأن (IFB) وضعت إستراتيجيتها التي تتمحور حول الهدف الرئيسي والنهائي التالي:
منع أية إمكانية لتوفر شروط ثقافية ودينية وسياسية واقتصادية مستقرة وآمنة تسمح لشعوب المنطقة بأن تتقارب وتتعاون وتبني قوة حضارية كبيرة قد تشكل مستقبلا امبراطوية خطرة تهدد سلامة الغرب، ومصالح أمريكا بالذات!! باختصار شديد، إن سلامة الغرب وأمنه يستوجب الضمان الأكيد بوجود أنظمة ملائمة ومتحالفة مع الغرب ومع أمريكا بالذات. وليس هنالك أية إمكانية لتحقيق هذه الضمانة إلا باللجوء إلى المبدأ المعروف(النظام ينبثق من الخراب)، أي العمل على تهيئة جميع الأسباب لتدمير المنطقة بكاملها من اجل إعادة بنائها، دول وشعوب وثقافات وقناعات ومصالح، بما ينسجم تماما مع مصالح الغرب من خلال جملة أمور نوجزها بما يلي :
أولا. تدمير الإسلام من خلال خلق العداء والتناحر بين السنة والشيعة ،إن هذه النقطة تعتبر من أهم واخطر أهداف استرتيجتنا الكبرى في إضعاف المنطقة وإنهاكها وتغذية روح الضغينة والحروب بين شعوبها.
ثانيا. منع أي تقارب بين الجماعات القومية الأساسية التي تشكل الشرق الأوسط، من خلال دعم التيارات القومية العرقية المتعصبة ذات الأحلام الإمبراطورية والتوسعية، مثل تيارات القومية العربية والإيرانية والتركية والكردية.
ثالثا. منع أي تقارب بين العلمانيين والمتدينين، من خلال دعم الاتجاهات المتعصبة والمتطرفة لدى الطرفين. أننا بالوقت الذي سخرنا كل إمكاناتنا الإعلامية والثقافية والسياسية من اجل نشر الثقافة الغربية وتشجيع النخب العلمانية الحداثية
رابعا. منع أي تقارب بين العرب(مسلمين ومسيحيين) واليهود. إن أي تقارب عربي ـ يهودي يمكن أن يشكل اكبر خطر على الهيمنة الغربية
خامسا. منع أي تقارب مسيحي ـ إسلامي في الشرق الأوسط ، خصوصا في(لبنان، والعراق، ومصر)، من خلال دعم العناصر المتعصبة لدى الطرفين، وتشجيع التوترات والحروب والمذابح بينهما.
فكان احتلال العراق عام 2003م لتبدأ معه صفحة المقاومة المُشرفة وهذا ما نصت عليه الشرائع السماوية ومنها الإسلام : فإذا ما وقع الإحتلال على أحد بلاد المسلمين أصبح الجهادُ فرض عين على أهل ذلك البلد وفرض كفاية على المسلمين أما إذا عجز أهل البلد المحتل عن ذلك يصبح الجهاد فرض ُ عين على كل المسلمين . لذا أصبح العراق ساحة حرب خاصة بعد أن ترك الإحتلال الحدود مفتوحة عن قصد لإستدراج كل الجماعات الجهادية إلى أرض العراق .
ما ذكرناه يتعلق بالجانب الشرعي أما في الجانب القانوني فإن قتال المحتل لا يُعدُ إرهاباً استادناً إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي ُيحرم استخدام القوة، وبالتالي يحرم الحروب العدوانية ولا يعترف بشرعية الآثار التي تترتب عليها وفي الوقت نفسه أجاز حق الدفاع عن النفس بموجب المادة (51) من الميثاق والتي تنص : (ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء “الأمم المتحدة” وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورا، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس – بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق – من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه ). ومن الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة قد ميزت بين الأعمال الإرهابية والنضال العادل للشعوب الذي تخوضه حركات المقاومة ضد الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والعنصرية، وذلك في القرار الذي اتخذته في كانون الأول عام 1972.
واتخذت المنظمة الدولية في كانون الأول العام 1974 القرار رقم (3214) حول تعريف العدوان، وأجاز التعريف حق الشعوب في النضال بجميع الأشكال بما فيها الكفاح المسلح من أجل الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير، وبالتالي أجازت مقاومة الشعوب للاحتلال أي أجازت المقاومة العراقية ضد الاحتلال الإمريكي البغيض.
  وكانت الأمم المتحدة قد وافقت في التاسع من كانون الأول عام 1981 على الإعلان الخاص بعدم جواز غزو أراضي الغير والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، إذ يؤكد الإعلان على التزام الدول بالامتناع عن ممارسة الإرهاب كسياسة للدولة ضد الدولة الأخرى، أو ضد شعوب ترزح تحت نير السيطرة الاستعمارية أو الاحتلال الأجنبي أو تحت نير أنظمة عنصرية.
إن ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ومبادئ وأهداف الشرعية الدولية تدمغ جميع الأعمال العدوانية كالغزو والاحتلال والتدخل في الشؤون الداخلية للدول والاستعمار الاستيطاني بالإرهاب، وتؤيد حق الشعوب والأمم في مقاومة الاحتلال وحق تقرير المصير ونيل الاستقلال الوطني ، إن اشتداد المقاومة ينتج عن إرهاب المحتل والمغتصب للأرض والحقوق والمقدسات، فسياسة الاستعمار الاستيطاني والقتل والتدمير والإبادة الجماعية تدفع بالشعب المحتل إلى الرد على الإبادة الجماعية والاحتلال باللجوء إلى القوة لتحرير الأراضي المغتصبة والمحتلة من نير الاحتلال الإمريكيي الذي ولد ويولد شعوراً كبيراً من الغضب والاستياء الديني والوطني والقومي لدى العرب والمسلمين.
ويميز القانون الدولي أيضاً بين الإرهاب والمقاومة، وهو ينص على تجريم إرهاب الأفراد والدول ويعترف في الوقت نفسه بشرعية المقاومة المسلحة ضد الاحتلال ومن أجل ممارسة حق تقرير المصير، ويركز على ضرورة ممارسة الشعوب والأمم لحق تقرير المصير فها هي الأمم والشعوب تتخذ من قادة المقاومة والتحرر رموزاً لها ولعل العالم بأسره يشهد للكثير من الأسماء بهذا الفضل على مر التأريخ.
والآن لنسلط الضوء على ما حققه كل طرف على حدة :
1. الولايات المتحدة الأمريكية .
استقدمت المجاهدين الإسلاميين من الجبال والسهول والتلال والوديان والوهاد ومن كل حدب وصوب إلى أرض العراق وأوكلت مهمة قتالهم بعد أن مُنيت بخسائر جسيمة ومُرغ أنفها بوحل الهزيمة بحيث أضطرت أمريكا بخُيلائها وكبريائها وجبروتها إلى أن تسعى للتفاوض مع مدينة عراقية صغيرة إسمها (الفلوجة ) فلوجة العز والفخار، فكان خيارها أن يُقاتل بالنيابة عنها أبناء البلد ممن انتسب إلى الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية المتشكلة في ظل حكومات الإحتلال ، وعندما تكبدت خسائر جسيمة  أوكل الأمر إلى الصحوات المُشكلة من أبناء السنة حصراً ، وبهذا أوقعت امريكا السيف بين السنة والشيعة كون أغلب منتسبي القطعات الأمنية هم من الشيعة وبين السنُة والسُنة كون الصحوات كما سبق ونوهنا ، ليُصبح في نهاية المطاف الأمن القومي لأمريكا في مأمن وبعيد كُل البُعد عن ( الإرهاب) ، اذن فأمريكا ارضاً وماءاً وسماءاً وارواحا ً في مأمن ومن يدفع فاتورة دماء المرتزقة من قطعانها هم دول الخليج أولاً ومن نفط وثروات العراق ثانياً .
2. إيـــــــــــــران .
يُشكل الأمن القومي الإيراني الهاجس الأول وحلم الإمبراطورية الفارسية الهاجس الثاني ويقيناً لم ولن ينسى الفرس ذهاب مُلك الأكاسرة وضياع عاصمتهم المدائن الواقعة جنوب شرق بغداد (العراق) الذي دالَ لحكم الإمبراطورية الفارسية لقرون عدة  حتى تلاشت ذاك الملك العظيم والإمبراطورية المترامية الأطراف على يد عمر بن الخطاب وهذا ما يفسرُ حنق الفرس حتى على إسم (عمر) ، على كل ماهو عربي حتى قال الشاعر مصطفى باكدوباي الذي فاز في أحد المهرجات الشعرية في قصيدته التي انتقص فيها من العرب والجنس البشري العربي يقول فيها :
يا اله العرب أحشرني في قعر جهنم
شرط أن لا أسمع صوت عربي فيها….
 الأمر الذي أثار حفيضة العرب في ايران ليرد عليه الشاعرفاضل الأحوازي بقصيدة جاء في مطلعها
شلون تسب هلي ….وأهلي لهلك سادة
هلي منهم رسول الله …وهلك للنار عبادة
أما وقد أحتُل العراق الذي كان يحول دون تصدير( الثورة الإسلامية الإيرانية) أصبح الحُلم حقيقة لتكتسح هذه الثورة العراق وسوريا ولبنان واليمن والسعودية ومصر وليبيا والصومال امتداداً حتى نيجيريا وصولاً إلى أوربا ، لتصبح إيـــــران هي الحاكم الفعلي للعراق ومن بيده دفة القرار ناهيك عن الإنتعاش الإقتصادي فمهما فُرضت عقوبات دولية فبوجود العراق يبقى للقرار تأثير طفيف ، ويقيناً لن تنسى إيران في يوم من الأيام من تسبب في إيذائها فقد تم الإقتصاص من قادة الجيش العراقي الذين شاركوا في الحرب ضدها ومن الطيارين الذين استهدفوها في حرب الثمان سنين ، لتكون في نهاية المطاف القوة المهيمنة على الشرق الأوسط .
3. الكويت .
استحصلت الكويت كل الديون التي تمت مضاعفتها أضعافاً عديدة والتي تم تحميل العراق عبئ هذه الديون التي أرهقت كاهل الإقتصاد العراقي ، وتغيير الخارطة الجغرافية لتلتحق آبار النفط العراقية بالكويت وتصبح حدود الكويت الجديدة تقتطع أجزاءاً من مدينة سفوان (صفوان) وتتمدد على الخليج العربي فتكون المتحكمة في الملاحة وما جرى في ميناء مبارك ليس بعيد عن الذاكرة العراقية وبذلك تكون قوة اقتصادية مؤثرة في اتخاذ القرار ، اذن فقد اتسعت الكويت ارضاً وماءاً وسماءاً واقتصاداً .
4. تركيا .
انتعشت انتعاشاً اقتصادياً ما كانت لتحلم به وأعادت حلم الإمبراطورية العثمانية وأمجادها لتُصبح القوة المعادلة لكفة القرار الإيراني المهيمن في الشرق الأوسط فضلاً عن توجيهها للكثير من السياسات الدولية وانفتاحها على العالمين العربي والإسلامي في شتى المجالات 
ولعل مايزيد عن 80%  من الشركات العاملة في كردستان وحدها هي شركات استثمارية تركية ومن يزور اسطنبول اليوم يرى أن مطار أتاتورك في كل ثلاث دقائق تحط أو تقلع منه طائرة وافدة أو مغادرة .
5. سوريا .
انعكس ما جرى في العراق ايجاباً على سوريا حيث أمنت على حدودها وانتعش اقتصادها واصبحت ملاذاً آمناً لأكثر من مليوني عراقي ، وكذا الأمر في الأردن ، الإ أن سوريا وقعت في مستنقع الطائفية الذي غزا العراق فحل بها الخرابُ والدمار والأيامُ حبُلى …حفظ الله أهل العراق وسوريا وكل الشعوب المبتلاة .