18 ديسمبر، 2024 11:59 م

متى نستيقظ من عالم حكومة (ماتركس Matrix) الإفتراضية ؟!

متى نستيقظ من عالم حكومة (ماتركس Matrix) الإفتراضية ؟!

فلم (ماتركس) من الأفلام التي أثارت جدلا واسعا على الصعد الجدلية والنقدية والأخلاقية ، وكلمة (ماتركس) تعني حرفيا (مصفوفة) ، وهي طريقة تستخدم في الرياضيات لحل خوارزميات المعادلات (Algorithms) التي تستخدمها الحاسبات عادة ، يفترض هذا الفلم ، أن آلات الحواسيب قد إمتلكت قدرا كبيرا من الذكاء الإصطناعي (Artificial Intelligence, AI) ، بحيث تمتلك بالحصيلة وعيا تستطيع بمقتضاه التمرّد والسيطرة على البشر ، بواسطة (إفتعال) وعيا إصطناعيا يحياه البشر ، وإقحامهم في واقع إفتراضي (Virtual Reality) ، وبالتالي تتمكن من السيطرة عليهم وتسخيرهم ، بإعتبار أن الحواس الخمس ما هي إلا إشارات كهربائية تصب في مستوعب الوعي البشري ، لتكوين وعي مزيّف تمليه تلك الآلات ، عن طريق كابل معلوماتي متصل بمؤخرة رأس كل فرد إلى حيث الآلة المركزية ، فيتوهّهم الإنسان أنه يحيا حياة سويّة ، لكنه في الواقع المطلق ، يعيش (خاملا) تماما في حجرات صغيرة يتغذى فيها إصطناعيا فقط ليحيا بقدر ما تريده تلك الآلات ، لتستمد تلك الآلات طاقتها من حرارة تلك الأجساد (النائمة) ، بتحويلها إلى طاقة كهربائية ضرورية (لديمومة) تلك الآلات ! ، وتقوم بإذابة الأجساد الميتة منها ، وتعيد تدويرها لتغذية الأجساد الحية الباقية ! ، إنها العبودية المطلقة الي أفرزتها أحدث التكنولوجيا ! ، والغريب واقعا ، أن التكنولوجيا متوجهة حاليا بكل ثقلها إلى درجة التهافت ، لتكريس هذا الذكاء الإصطناعي ، منها ما نشهده من تقنيات قيادة السيارات دون سائق ، وكأن البشريعيشون بحبوحة وبلا موجات نزوح ولجوء هي الأكبر في التاريخ ، وبلا بطالة عالمية ذات أرقام قياسية ! .

ثم يظهر شخص بإسم (مورفيوس Morpheus) المتمرّد على هذا النظام والذي يقلب اللعبة على تلك الآلات ، وهو أسم إله (الأحلام) عند الإغريق ومنه اشتُقّ اسم العقار المُخدّر (المورفين Morphine) ! ، و(مورفيوس) هذا هو إبن الإله (هيبنوس Hypnos) إله النوم ! .

سقت هذه المقدمة بسبب شكوكي المشروعة في إننا نعيش واقعا إفتراضيا (ماتركس) بكل ما به من نوم ، وأحلام زائفة ومخدر ، ماتركس سيء التصميم للغاية من قبل حكومة مقلوبة الموازين ، تختلف عن كل حكومات العالم ، دأبت على لبس الحق بالباطل وإنتهاج مبدأ اللامعقول في كل شيء ، وترى الأسود على إنه أبيض ، وهي تضرب عرض الحائط ، كل الكوارث التي تهدد زوال البلد بأكمله ، هذا إذا لم تسعَ هي نفسها لأستقطاب تلك الكوارث ، بحيث أن (السيادة المسلوبة) أبسطها ! ، نفس الوجوه ما بين الفاشل والعميل والخائن والسارق الدولي ورئيس عصابة مافيا والكذاب ، والداعشي والمتعصب ، متأسلم (دون دين أو رب) وعلماني (دون علم أو منهج) ، يرفعون عقيرتهم المفتعلة كل ضد الآخر ، فقط في واقع إفتراضي (ماتركس) موجّه لنا نحن الضحايا ، لكنه في الحقيقة المطلقة ، إئتلاف جهنمي متجانس ومتناغم ، حكومة بأحزاب ليست لها أية أيديولوجيات ، لا تؤمن إلا بالعبث والفوضى ، ودون أدنى حدود لأي برنامج قيادي ، حكومة بلا أية أفكار أو إستراتيجيات لتحسين أوضاع مزرية لوقت ما كان ليطول ، بل ما كانت لتبقى لساعات ، لو كان أي شعب مبتلي بها غير الشعب العراقي ، كل ذلك يجعلني أعتقد ، إننا نعيش واقع (ماتركس) كابوس حكومي ، فحتى الات العبودية تعطي شيئا لتحصل على شيء بالمقابل على عكس (ماتركس) حكومتنا ، لأنها إستعبدتنا وإمتصتنا حتى النخاع ، سلبتنا حريتنا وكرامتنا وخبزنا وأحلامنا ، جعلتنا مسخرة أمام كل سكان الكوكب ، ماتركس لا يمتلك (الذكاء الإصطناعي) لتلك الآلات في الفيلم ، حكومة هي من الغباء بحيث لاتستطيع تصميم هذا (الماتركس) ، لكن يبدو أن الحكومة قد إشترت هذا الماتركس من خلال موفدين أميين ومتخلفين (كعادة موفديها) من الأسواق العالمية بأرخص سعر ممكن ، كي تستأثر كالعادة بغالبية مبلغ الشراء !.

كل الذي تحسنه تلك الحكومة – الماتركس ، هو مدّنا (من خلال كابلها القبيح) ، بفصول دورية لمسرحيات سمجة كئيبة ومخيّبة عن ما يسمى (الإنتخابات) ، أتصوّرهم جالسون خلف آلاتهم يضحكون علينا ، وهم يروننا ممددين داخل حجراتنا الأسمنتية ، بلا حراك ، بلا إرادة ، بلا حول وقوة ، دون كلمة ، فمتى ننزع قوابس كابلات تلك الآلات الحقيرة من مؤخرات …. رؤوسنا ؟!.

 

 

 

  

 

Majid Al-Khafaji / Electrical & Electronic Engineer

Iraq-Baghdad