قد يتبادر الى ذهنك ايها القارىء العزيز بأن هذا العنوان أستفزازي بعض الشيء ، أو للدعاية المجانية لكيفية عمل هذه الأكلة البسيطة، وقد يعتقد البعض انني من هواة الطبخ والنفخ وان همي ان اكون شيفاً ( رئيس طهاة) يظهر كل صباح على شاشات الفضائيات وما أكثرها هذه الأيام لكي يقوم بتعليم السيدات فنون الطبخ والطبيخ، كل ما في الامر ان القول الذي اعجبني واحببته فيه اشارة لأكلة الاومليت.
حسناً، سأدخل في الموضوع.
في تسعينيات القرن الماضي قرات مقالاً شيقاً في احدى المجلات الأمريكية المعروفة لكاتب أمريكي يعمل استاذا لعلم الأجتماع في جامعة مدينة نيويورك اسمه Bogdan Denitel ، يتحدث فيه عن تداعيات اسقاط الأنظمة الشيوعية في أوربا الشرقية وقد أستهوتني عبارة في المقال المذكور، ورأيت أن من المفيد ذكرها كما جاءت بلغتها الآنكليزية الأصلية مع ترجمتها أيضاً.
تقول العبارة:
They broke the eggs but didn’t make an Omelet.!!!!!
أما ترجمتها فتعني:
(لقد كسروا البيض ولكنهم لم يستطيعوا عمل الأومليت).
ويقصد بهؤلاء طبعاً شعوب هذه الدول التي أستطاعت أسقاط تلك الأنظمة الدكتاتورية وتأسيس انظمة جديدة على غرار النظام الديمقراطي الغربي.
ينتقد الكاتب الانظمة الجديدة ويقول انها لم تحقق اي شيء لشعوبها وانها فشلت في ادارة دولها ، هذا الكلام في تسعينيات القرن الماضي وفي بداية سقوط هذه الانظمة.
نعم استطاعت ان تكسر البيض ، أن تطيح بهذه الأنظمة لكنها فشلت في اكمال الطبخة واية طبخة انها طبخة بسيطة هي الاومليت ، اي انها اخفقت في ابسط الأمور ما بالك بالامور الاخرى الأكثر أهميةً وتعقيداً.
المفروض ان يعرف الجميع وخاصة الساسة كيفية صنع الأومليت ، اقصد طبعاً كيفية ادارة الدولة بكل مفاصلها وتفرعاتها، هل اخفق هؤلاء حقا في اعداد اومليت شعوبهم، قد لا اتفق الان مع الكاتب لان هذه الدول ومنذ التسعينات بدأت بتطوير مؤسساتها وانظمتها الأقتصادية والأجتماعية وحققت الكثير من المكاسب وكلنا يعرف حجم التطور الذي حصل في هذه البلدان.
نحن في العراق كسرنا البيض منذ عام 2003م ، وبعدها قام الأشقاء في ليبيا وسوريا واليمن وتونس ومصر بكسر البيض ايضاً لكن وهنا بيت القصيد هل استطاع هؤلاء عمل الأومليت ؟