عندما نأخذ العبر من تجارب الماضي والحاضر التي مر بها تاريخنا، عندها سنعرف كيف ندرك الزمن، وحتى نلحق الركب، يجب علينا ان نزيح عنا الظلام، الذي خيم على العراق بمدارس وثقافات تريد طمس تاريخنا الحافل بالعلم والمعرفة والتحضر، هل نبق كالحجر دون حراك تنفيذا لرغبة فئة متخلفة محسوبة على شعبنا!! حرام علينا إن نخطو خطوة واحدة نحو الإمام ،حرام علينا مواكبة شعوب العالم التي تعيش عصر ارتياد الفضاء وعصر التكنولوجيا والتطور العلمي الذي لا مستحيل يقف إمامه ، إلى متى يبق شعبنا يخوض في الوحل ، إلى متى تنهش بنا التجزئة الدخيلة ، إلى متى نتقاتل بيننا كما أراد لنا الأعداء ، وها هي الأيام تمر والسنيين ولا تعليم لأبنائنا بل السعي المجنون نحو التخلف ، جاع الشعب وتشرد ، الفقر والجوع يلاحقه ، والموت يتصدى له ، الملايين بلا سكن، ولا بيت ولا أمان ، الفئة المتحكمة لا تسمح للنور إن يخترق الظلام الجاثم على أرضنا التي شهدت حضارات وديانات ومذاهب مختلفة ورجال وأحزاب وقاده .
لكن الشيء المؤلم إن كل تراثنا الغني بالتجارب والعبر لن يزيح من عقول هؤلاء التعفن والتخلف الذي عشش فيها. ولهذا سبقنا العالم بخطوات كبيرة لا يمكن تجاوزها لأننا نخطو للوراء والعالم يخطو للإمام، وعسير علينا اللحاق بالركب.
. متى يدرك هؤلاء إن بلدهم شهد أعظم حضارات العالم: -الحضارة السومرية والحضارة البابلية التي علمت العالم الكتابة لأول مرة، وأنشأت قانون موحد ولها ابحاث بعلم الفلك كما مدون في الرقم الطينية، طوروا الزراعة والري والتعليم. والميزة الأساسية للحضارة السومرية هي تطويرها لحضارة متقدمة في بيئة طبيعية كانت بحاجة إلى جهد إنساني كبير من اجل استثمارها لخدمت البشرية. نعم خدمة البشرية.
اذن (لم نحن نسير خلف أذيال الآخرين)، وهذه حضارتنا؟!).
العراق مر بفترات تاريخية وحروب دموية وقاسيه ليس له يد فيها انما فرضت عليه لهذا يمكن ان تكون سبب مؤثرا في طبيعة شعبنا، من خلال هذه الحروب والغزوات والمآسي والتي لا زالت أثارها كما نعتقد باقية
ورغم تعاقب الحكومات (لازال التخلف يتعمق اكثر فأكثر )– جاءت حكومة السيد نوري المالكي لدورتين وغيرها لكن كلها فشلت وعم التخلف والفساد كل مرافق الدولة، وأشد النزاع بين جميع المكونات وساد الإرهاب ونشطة العصابات (قتل وتهجير وخطف ) وأصبح العراق على حافة الهاوية. بعد إن احتلت الموصل والرمادي وتكريت وغيرها من قبل داعش الارهابي، ثم شكلت حكومة جديدة برئاسة الدكتور حيدر العبادي الذي تعهد بإصلاح الحال وفعلا كان الرجل مخلصا لوطنه فقدم بعض الاصلاحات لكن تصدى له المفسدون والطائفيون واصحاب المصالح لإفشاله؟ ورغم ذلك مضى بعملية تحرير العراق من عصابات داعش وفعلا اوشك عل انجاز العمل، إن القوانين الدولية ومحكمة الجنايات الدولية أخضعت جميع جرائم العنف ضد المدنيين لإحكامها ،ولان هذه المجاميع ترفض كل أساليب التطور الحضاري والديمقراطي الذي تنعم به البشرية حاليا ؟ إذن تستطيع الحكومة والجهات الامنية والمنضمات المدنية تشخيص هؤلاء وفضح أعمالهم واتخاذ الاجراء القانوني ضدهم واخبار المحكمة الدولية بجرائمهم، (كي نزيل التخلف والفسادالذي لا مثيل له في العالم اجمع.) لقد أصبحنا أضحوكة، وقيل عنا مع الاسف: نحن شعب تحركنا العشوائية. تتحكم بنا العواطف الطائفية والقبلية، شعب بسيط يخضع للأوهام ويساق العاطلين والبائسين والمحرومين فيه نحو الإعلام والثقافة المنحرفة ويصطفوا مع مروجي نظرية التخلف مع الأسف.