3 ديسمبر، 2024 8:42 م
Search
Close this search box.

متى نرميهم في البحر؟

متى نرميهم في البحر؟

أكبر نصر حققه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل تدجين الشعوب العربية وترويض حكامها وإعترافها من حيث لم تقل إنها لا تقوى على فعل شيء حيال الغطرسة الإسرائيلية.

نصر نتنياهو جعلنا نرى حقيقتنا التي كنا نخشاها بأننا كغثاء السيل تتداعى علينا الأكلة كما تتداعى إلى قصعتها.

أمة يبلغ تعدادها أكثر من مليار موحد لا تُجيد سوى الدعاء ورفع الأكف إلى السماء والجلوس في المساجد والجوامع تحت أجهزة التبريد وهي تلفح في وجوههم ذلك الهواء العليل الذي يشد من أزرهم في الدعاء.

في حوار صحفي أُجري معه في مطلع السبعينات قال موشي ديّان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق “العرب أمة لا تقرأ” ولو أُتيح للمرء أن يضيف إلى جملة ديّان لكانت الإضافة هي “العرب أمة لا تتعظ”، فمازال الغرب أسيراً لنظرية إسرائيل التي ترسم لنفسها صور في العقل الغربي بفضل دعايتها الإعلامية كدولة صغيرة محاطة بالأعداء من كافة الجهات، وتوظيف هذه المحرقة النازية في إطار هذه الصورة وكأن هدف العرب كالنازيين هو إبادة اليهود.

لم نتعظ من هراء من قال “سنرمي إسرائيل في البحر” وليته كان حاضراً حين نستذكر هذه الكلمة، لكن الدولة العبرية اليوم هي من تحاول أن ترمي العرب في البحر.

لا نتعظ أو نفكر ولو قليلاً إن إسرائيل دائماً ما تستغل البروباجندا الحماسية للعرب لترويج فكرة مظلوميتها.

لازال البعض يردد هذه المقولة وهو يشاهد مشاهد الدم والجثث المتفحمة تحت الأنقاض في أعنف إبادة بشرية تمارسها إسرائيل بحق مواطنين أبرياء لازالوا يعتقدون بالعمق العربي والمصير المشترك.

أوطاننا أصبحت أوهن من بيت العنكبوت وأفضل ما نجيده هو البكاء على الأطلال وتذكر الماضي التليد.

شعوب مهزومة لا تجيد غير الدعاء والتوسل إلى السماء من أجل إنزال الغيث، تقول جولدا مائير رئيسة وزراء سابقة لإسرائيل عن أسوأ يوم وأسعد يوم في حياتها فقالت “أسوء يوم في حياتي كان في يوم إحراق المسجد الأقصى لأنني خشيت من ردة الفعل العربية والإسلامية، وأسعد يوم في حياتي هو اليوم التالي لأنني رأيت العرب والمسلمين لم يُحركوا ساكناً”.

كأطلال من الماضي، لم يبق سوى الذكريات وذلك الماضي التليد التي نتغنى به أو نحكي قصصه لأطفالنا أما دون ذلك فنحن مجرد أرقام فارغة تحمل الكثير من الأصفار دون فائدة وذلك هو الواقع العربي الذي نعيشه.

أحدث المقالات