متى نترك عبادة الأصنام ونتوجه لعبادتك، ونحج إلى كعبتك يا وطن؟ متى تستريح من جراحك يا وطن؟ لقد أتعبناك بنفاقنا وإجرامنا وتخلينا عن أبسط سجايا الأخلاق التي أودعها الله في خلقه،نحن مسلمون وحب الوطن من الإيمان ومع ذلك فالجميع كفر بك يا وطني.
نقول ذلك لأننا على يقين أن الحكومة ومعظم القوى السياسية انفصلت عن الشعب، ولايهمها من قريب أو بعيد المخاطر التي تهدد حاضره ومستقبله، ونوجه خطابنا إلى الملايين من الجماهير الإنبطاحية من الذين انتخبوا كتلة الأحرار وكتلة دولة القانون، وكتلة المواطن، إلى كل أبناء الشعب العراقي من الذين يتهمون الحكومة بالإنبطاح ـ وأنا منهم ـ أين أنتم من المؤامرة الأمريكية التي تسير بوتيرة متصاعدة منذ الأيام الأولى للانقلاب على الديمقراطية في العراق؟ أين انتم من تعاون أمريكا وإسرائيل مع عصابات داعش في الرمادي والموصل وصلاح الدين وبغداد؟ وعصابات ما يسمى بثوار العشائر؟ أين أنتم من التصفية الطائفية في وزارة الدفاع العراقية؟ أين أنتم من التمييز الطائفي في القتل والحزن والإستنكار؟ أين أنتم مما تعده أمريكا للانقلاب على العملية السياسية؟ أين أنتم مما جرى من نهب لخيرات العراق، وقتل أبنائه بالجملة؟ كلكم يسعى لكي يبقى صنمه عزيزاً حتى لو احترق الوطن، وفي ذلك لا أستثني أحداً .
أراكم تكفّرون بعضكم البعض، وأراكم تكفّرون من احتفلوا بعيد الحب، وتصرون على بقاء العراق بلداً للموت والحزن والمقابر.
وأراكم تتظاهرون لأتفه الأسباب قياساً بما يجري على العراق، فلماذا أنتم اليوم نائمون على ما يجري وهو خطر داهم على الجميع؟ لماذا لا تتظاهرون؟ لماذا لا تستنكرون؟ لماذا لا تهجمون على السفارة الأمريكية في بغداد؟ لماذا لا تطالبون بوقف التعامل مع أمريكا التي انقلبت عليكم بعد أن فشلتم في صياغة علاقة معها تحفظ لها مصالحها، وتحفظ لكم مصالحكم؟
فو الله لو اجتمع كل مستخدمي وسيلة التواصل الاجتماعي الفيس بوك من جماعة منؤؤؤؤؤؤررررر، وجماعة هواة لصق الصور، وقرروا التظاهر في بغداد والمحافظات لاستطاعوا أن يكونوا رقماً صعباً في المعادلة العراقية والإقليمية، ولكن لا نقول فيكم أيها التنابلة المنبطحون إلاّ ( حسبنا الله ونعم الوكيل). وما نحن إلاّ شعب معجون بالذل والهوان والنفاق؛ حيث يحيي ثورة الحسين(ع) الملايين منكم في كل عام ويزور الحسين في كل يوم ولكن لأنه منافق فلا يمكن أن يتأثر بمقاصد ثورة الإمام الحسين وكل الثورات العالمية التي تلتها، ولكن أقول عسى أن يكون لقولي من بارقة أمل دعونا نسير جميعاً في موكب جماهيري واحد ولو مرة واحدة حباً بالوطن وصوناً لحاضرنا ومستقبل أجيالنا، فالقادم لا تحمد عقباه والله من وراء القصد.