22 ديسمبر، 2024 11:47 م

متى ما اقتنعتم انكم دولة

متى ما اقتنعتم انكم دولة

كثيرة الأسئلة والاستفهامات التي يطرحها الشارع بصورة عامة، والسياسيين والنخب بصورة خاصة، عن الوقت الذي يصبح فيه العراق دولة، او متى نواكب التطور الذي تعيشه الشعوب والدول الأخرى؟

ربما يكون الجواب عن هذا السؤال يحتاج الى كثير من التفصيل والشرح، وسنحاول ان نوجز ذلك بعبارة” سيحصل ذلك عندما نشعر اننا بلد مستقل، وان جميع البلدان الأخرى تبحث عن مصالح شعوبها أولا، وهي ليست منظمات مجتمع مدني، او مؤسسات خيرية” عندها نكون قد وضعنا قدم على الطريق الصحيح.

البعض سيجيب ان هناك أشياء هي أوسع من الوطن، والتي هي اهم من الوطن، كالبعد القومي مثلا “العروبية” الذي لولا الاستعمار لكنا دولة واحدة، او البعد العقائدي، كالبعد السني او الشيعي بكل تشعباته ، والذي لا يعترف بالحدود او الخرائط التي رسمت لهذه الدول، وفق ما إرادة الاستعمار والامبريالية الصهيونية التي تعمل على تفتيتنا لتضعفنا، وربما البعض يذهب ليروي لنا قصة العصى الواحدة تكسر بسرعة، ومجموعة عصي تكون اقوى، وعصية عن الكسر.

نعم كلا البعدين ” القومي والعقائدي” مهمين واهم من الوطن واشمل، لكن ..

متى ما ذهبنا الى الأمم المتحدة, والغينا خرائط دولنا واسمائها, واستبدلناها بخريطة واحدة اسميناها” الدولة العربية” والغينا كافة الحواجز والمسميات الأخرى, عندها نكون قد حققنا البعد القومي, وكذلك البعد العقائدي, يجب ان نفعل نفس الشيء, ونسميها” الدولة السنية, او الجعفرية” وكلا حسب عقيدته, والا بلد لا تدخله الا بموافقة امنية, او سمة دخول, وتفرض عليك ضرائب استيراد وتصدير, ويقطع عنك الماء, ويحدد على المناطق التي يجب ان تدخلها عن زيارتك, ويمنعك عنك مناطق أخرى, وغيرها من القيود, ويأتي شخص ويتحدث عن تلك الابعاد, نعتقد نحتاج ان نتوقف قليلا.

حتى الاتحاد الأوربي، وتوحيد العملة، والاندماج الاقتصادي الذي حصل فيه، لم يكن ليتحقق لولا استشعار هذه الدول، لوجود مصلحة لكل دولة منها في الدخول في هذا الاتحاد، والدليل ان بعض الدول رفضت الدخول فيه، وأخرى خرجت منه عندما وجدت انه لا يتلاءم ومصلحة بلدها.

ان أراد العراق التطور، ومواكبة الدول التي طالما يضرب بها الامثال لما حققته من قفزات نوعية، عليه ان ينظر الى مصلحة العراق أولا، وهذا لا يعني ترك عمقه العربي، او بعده العقائدي، انما القصد البحث عن المشتركات التي تضمن مصلحة العراق، دون أي مساس بالأخرين، والا يبقى الحال على ما هو عليه.