18 ديسمبر، 2024 11:59 م

متى ما اضع العمامة تعرفوني

متى ما اضع العمامة تعرفوني

هذه جملة قالها الحجاج بن يوسف الثقفي اثناء توليه على الكوفة من قبل الوليد بن عبد الملك وهي ليس من بنات افكاره او ضمن ابيات ارتجل بها امام الحاضرين وانما هي قصيدة لشاعر فارس من رجال بني تميم هو (سحيم بن وثيل بن عمرو التميمي) بهذه الكلمات أنذر بها اهل الكوفة ووضع منهاج لعمله من طرق  القتل والتعنيف والمعروف عن الحجاج بتسلطه على رقاب الناس واستخدم القوة المفرطة في تسير امور الدولة وهذا نابع حسب ما يروي المؤرخون انه لم يرضع ثدي امه الا ان طلي الثدي بالدم ,ربما ذلك ايذانا ببدأ سيرة حياته القاسية رغم انها حققت نوع من الاستقرار بالحديد والنار وشكلت محورا مهما في تثبيت دولة ال مروان حتى قال عنه عمر بن عبد العزيز ( لو كل امة جاءت بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم ) , مايهمني في الامر هو الواقع المزري والمشحون بالالم والحسرات في تلك المرحلة العصيبة لشعبنا العراقي قبل الانتخابات من افتراء وعمليات تسقيط تدار من جهات خارج العراق وتبث نفحاتها الصفراء لتخترق قلوب البسطاء وتخلق حالة من التشنج واحداث شكوك من اجل افشال الانتخابات وتسقيط رموز العراق الجهادية , وكل ساعة تظهر في مواقع التواصل الاجتماعي معلومة تسقيطية وفديو تشهير مفبرك حتى ضاقت الناس ذرعا فمنهم من يعلق وينسجم والاخر يصمد وما اقل الصامدون واكثر المنجرفون في عالم غيبت عنه الحقيقة بسبب الاشاعة التي يطلقها شرير وينشرها حسود وينقلها تافه ويصدًقها غبي..ولايختلف الامر ان الشارع العراقي اليوم فيه الكثير من التداعيات التي يفر منها المواطن الى خارج الوطن بسبب السلوك المنحرف من بعض الضالين ومن عناصر الاحزاب في تصرفها وفي تدخلها وفرض سطوتها على المواطن بحيث معظم الذين تركوا البلاد لامن جوع او تذمر من تلكأ في الخدمات او من بطالة او من الاطفاء المستمر بالتيار الكهربائي كل تلك الامور بمرور الوقت تجد لها حل وتستقيم الحياة وتنجلي الغبرة ,ولكن المتعب هو مايقوم به بعض النفر الضال من تهديد وتسقيط والاحتماء تحت غطاء القبيلة والسرقات المتعمدة للدور وتحت غطاء بعضا من الشيوخ الذين باعوا ذممهم بحفنة من الاموال ونسوا كتاب الله وسيرة الائمة المعصومين عليهم السلام  وقتل روح الانسانية لدى الفرد العراقي ,لو قارنا الحياة بالسويد والحياة بالعراق فنجد ان طبيعة البشر التكوينية واحدة والخلقه متشابهة والاختلاف هو ان السويد يحكمها قانون فتنعدم المشاكل والظروف الصعبة الاجتماعية التي يعاني منها المواطنين وشعب سعيد تحت ضل القانون لايظلم فيها اي احد فهنالك حقوق وواجبات تنفذها وتحصل عليها , ناهيك عن الامر في العراق فالذي يحكم العشيرة وحكم العشيرة او القبيلة تخضع لموازين المصالح وغض النظر والقوي والضعيف وينعدم بها القانون الحضاري , بحيث نسمع بين فترة واخرى تراضي وصلح بين قبيلتين ومشاجرة بالاسلحة النارية وقتل عناصر بين قبيلتين حتى تحول ( الفيس بوك ) هذا المنبر الاجتماعي الخالص والحر في عرض الافكار والقصص والمعلومات التي ترتقي بعقل الانسان من ثقافة وحكمة ومعلومة وعبُر تفيد الفرد العراقي في مواجهة المستقبل المجهول  الى استعراض كامل لنشاط عشيرة فلان واخذ الدية واظهار مقاطع فديو تنشر بين فترة واخرى عن الفصول العشائرية وغياب القانون والاجراءات الرادعة بحق المجرمين والمستهترين , ونحن نتسأل الى متى يضل عنوان التحدي وعدم احترام القانون في بلد استطاع ان يخرج منتصرا على قوى الشر وحقق انجازا كبيرا حينما اعاد المناطق السليبة من يد تنظيم داعش الا يستطيع ان يضرب بحديد ليطرد المتجاوزين من اراضي ومؤسسات الدولة ومحاسبة سراق المال العام ,قبل فترة سمعت كما سمع غيري من المواطنين تبليغ وزير الداخلية الى الاجهزة الامنية بمحاسبة العناصر وهي تمزق لوحات وصور الناخبين كنت اتصور ان هذا القرار سيضع حل وايقاف التجاوزات وستكون العقوبة رادعة بحق كل من تسول له نفسه التجاوز على حقوق الناس , ولكني رأيت عكس ذلك ان بعض من الشباب يتحدون المجتمع والقانون ويمزقون صور الناخبين امام اعين الناس في وسط العاصمة بغداد دون محاسبة تذكر مع اني لم ارشح ولم اشترك في اي حزب واعتبر هذا العمل هو مخالف للياقة الادبية والحضارية خصوصا نحن مجتمع نسعى الى اظهار صورة بلدنا امام العالم والرأي العام باننا نسعى بكافة الوسائل ان نكون دولة مدنية يسودها الابداع والتقدم في كل شيىء .ولكن يؤسفني كذلك حتى المرور العامة رغم ماتقدمه من خدمة انسانية الا انها تبقى مكتوفة الايدي ازاء كل عمل تخريب وتعمل جاهدة على ان تطبق القانون بحق اصحاب سيارات الاجرة البسطاء وتترك المتجاوزين فهي تنظر بعين المجانبة للباطل , والحديث يطول اذا تحدثنا عن كل الامور مثل هكذا لاتبنى الاوطان ونحتاج الى بطش وحكم حجاج من جديد يعيد لنا هيبة بلدنا  .