في كل عام يخرج علينا السياسيون الذين جاءت بهم الاقدار ليمعنوا في تهوين الشعائر الحسينية منذ ان علموا ان الفساد الذي نشروه في البلد قد وصل الى السلطة القضائية فصار حسابهم امام القضاء كحساب ال سعود امام المحاكم السعودية…
ولم يكن من الغريب ان تكون بعض الاحزاب الشيعية حاملة لهذا الفيروس المعادي للثورة الحسينية لانهم كانوا لا يحلمون بان ياتي اليوم الذي يتسلطون فيه على رقاب المؤمنين الشيعة.
ولما كان الشيعة ياملون خيرا بهذه الاحزاب اللاشيعية فقد انبهر البعض منهم ببعض ما تفوه به بعض باعة الكلام من قادة هذه الاحزاب والذين ثبت بالبرهان انهم لا يفكرون لحظة في اعادة اي حق من حقوق المظلومين في هذا البلد هذا اذا لم يكونوا قد ساهموا فعلا في الظلم كما وقع ذلك فعلا في الاشهر التي مرت عليهم ثم في السنوات التي حكموا فيها .
وقد تخلص الشعب من تسلط بعض هؤلاء القادة المنحولين الا ان البعض الاخر لم يستطع الشعب التخلص منهم الا من خلال تدخل مباشر من المرجعية الدينية وقد حصل الامر بالفعل بعد جهد كبير بذله كل الخيرين في هذا البلد .
وخلال السنوات التي مرت تحت حكم هذا الحزب اللاشيعي فقد تبين للجميع ان هذا الحزب باقطابه كان يخطط ليجهز على كل مكتسبات القضيةالحسينية في العراق وذلك وفق مخطط مسبق وهذا امر ليس غائبا للمتتبعين لهذا الحزب وامثاله من الاحزاب التي اسست بفكر هجين لا ينتمي الى اي مدرسة اسلامية في الساحة فهو ليس شيعيا بالمطلق ولا سنيا بالمطلق وانما هو خليط من هذا وذلك على طريفة الغاية تبرر الوسيلة.
وفي تلك السنوات كان الخطاب الذي يمثل الحزب الحاكم هو خطاب المعاداة والتقليل من اهمية القضية الحسينية بصورة واضحة حتى صدرت العديد من المنشورات الداعية الى عدم ترويج ثقافة العاطفة في الثورة الحسينية وجعلها خاصة بالجانب السياسي فقط.
ولم يحصل ان شاهدنا اقطاب هذا الحزب خصوصا بعض الصراع المرير بينهم على امانة الحزب يشاركون في المراسم الحسينية الا بالمقدار الذي يحافظون فيه على انتمائهم المذهبي وعلى نطاق غير معلن مخافة ان يخسروا شركاءهم في الفساد وتدمير البلد من البعثيين وغيرهم من الفاسدين …
وفي هذاالعام فوجئنا بالمعادي الاول للشعائر الحسينية والذي كان لا يرضى ان يقال له انه كربلائي ويقول انا من طويريج ولست كربلائيا يشارك في عزاء طويريج ويركض مع الناس مع انه قد كان موجودا في هذه المنطقة في وقت ستابق عندما كان يراس مكتب الحزب هناك ولم يكن يدر في ذهن اي انسان انه سيرى هذا الرجل يشارك في شعائرها بحسب افكار حزبه الهجينة امورا دخيلة على الدين ولا تمثل الفكر النخبوي الذي يمثله حزبه الحاكم .
وبسبب السذاجة السياسية التي يحملها امينه العام الذي تامر على خلفه السابق واسقطه في ظلام الليل الامريكي وجد بعض القادة خطورة في بقاء هذا الامين غير الامين مسؤولا عن السلطة التنفيذية حتى لا يعيد تلك الايام السوداء التي مرت على الدكتور الجعفري فقاموا بطعنه بنفس الخنجر الذي طعن به الجعفري وازاحوه من القيادة التنفيذية ولا زال امر ازالته الحزبية يجري في الخفاء.
ونحن نسال متى كان هذا الحزب مع الشعائر الحسينية حتى اصبح الامين العام يشارك في ركظة طويريج البدعية بحسب افكار الحزب الحاكم خصوصا على لسان مستشار المالكي للشؤون الدينية السيد حسين بركة الشامي وغيره من مفكري هذا الحزب البائسين …
ويجب الا ننسى ان العدو الاول للشعائر هم اقطاب هذا الحزب وليس الوهابية كما يحاول البعض ان يصور ذلك لان الوهابي ليس مؤمنا بالتشيع وعداؤه فكري وايديولوجي وواضح الا ان عداء هذا الحزب وخصوصا رجال الخط الاول عداء من داخل الصف وهو اخطر بمئات المرات من خطر الوهابية المقيتة …
ولهذا نقول يجب الا تخدع الاجيال القادمة بصورة المالكي وهو يشارك في ركضة طويريج لان هذا السلوك ليس جديدا في حرب النفاق فقد حاول هذا الحزب ان يقنع الناس انه كان مع مرجعية النجف ولكنه في كل عام كان يخفق في هذه المهمة لانه كان يعيد على راي السيد فضل الله والذي يسبق في العادة السنة والشيعة معا ولذلك قيل لا حافظة لكذوب …
ويبقى سؤال الاجيال يتردد متى كان المالكي حسينيا وهو الحامي لكل اعداء الشيعة من ان تنالهم يد القانون فان الحسيني ليس من يركض مع الشيعة في ركضة طويريج بل الحسيني من يدافع عن المؤمنين حتى اذا منعت هذه الركضة والذي يفرح لان صدام منع هذه الركضة ليس شيعيا بل صدامي في لباس التشيع …
وهذا هو التوصيف الصحيح لهؤلاء السياسيين بعد ان تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود وصار الحسين في جانب وهذا الحزب في جانب عبيد الله بن زياد…وربما في الصف الاول من الجيش الاموي ….
…..فمتى كان الاموي حسينيا حتى يكون المالكي حسينيا….