23 ديسمبر، 2024 2:21 م

متى كانت مسابقات ملكات الجمال فعالية ماسونية ؟!

متى كانت مسابقات ملكات الجمال فعالية ماسونية ؟!

اثارت قناة فضائية رجعية وطائفية هي الانوار 2 موضوعة ادارة مؤسسة المدى لمسابقة ملكة جمال العراق بعد ايام لتصف الفعالية بانها ماسونية الشكل والمضمون .. ومع كون التهمة سخيفة وتدل على جهل ووضاعة من يقف وراءها فانه يبدو ان هذه القناة المسكينة والتي يشرف عليها مجموعة من الخارجين عن قوانين الانسانية – من دعاة الارهاب الطائفي الجديد ، تفسر الماسونية وفق هواها ومصالح اسيادها من النخب الطائفية .

* ماهي الماسونية؟!

الماسونية،اقدم وانشط جماعة ضغط هائلة النفوذ عبر التاريخ،حتى يومنا هذا!وهي حركة باطنية سرية تفردت بخصوصية العلاقة”المقدسة”للسر والعلن من خلال قلب موازينهما الظاهرية والباطنية!وتعرف نفسها للملأ كحركة أخوية عالمية اهدافها المساعدة المتبادلة والصداقة وخير الناس،لكنها تظهر الجزء الأيسر مما تخفيه،وتخفي الجزء الاعظم مما تظهره وتسعى اليه!يذكر ان الاخويات هي جمعيات دينية مسيحية ذات طابع تربوي تعليمي تهذيبي ديني،ومن اشهر الاخويات،اخوية”سيون”التي تضم 1093

عضوا،مقسمين على 7 مستويات!وكل ما صعدنا في الهرم كلما قسمنا العدد على ثلاثة حتى نصل الى اخر مستوى،وهو النوطونيي الذي يحتله شخص واحد فقط!وهناك اخوية”فرسان العذراء”التي ظهرت الى النور عام 1958،بعد مائة سنة على اعلان عقيدة”الحبل بلا دنس”،واصدرت لها كتيب صلاة فرض وقانونًا خاصًا بها ودليلاً للمسؤولات والمسؤولين يتجاوب مع حاجاتهم،ومن اهدافها:تنشئة الأجيال على الانجيل والعيش ضمن الجماعة المسيحية!

وكما ان كلمة لوبي ولدت في بريطانيا فإن الماسونية او البناءين الاحرار اذا اردنا ترجمة الاسم بالفرنسية”FRANC-MACONNERIE” ولدت هي الاخري في بريطانيا لتعبر بعدها بسرعة المانش لتصل الى فرنسا وتلعب دورا شديد الخطورة في نشر افكار الحرية والمساواة والاخاء،فاذا ما اندلعت الثورة الفرنسية كانت الماسونية مع احتكار عصر التنوير هي وقودها الروحي بل ان الثورة اتخذت نفس شعار الماسونية الحرية والمساواة والإخاء شعارا لها!

يعتقد الماسونيون ان الماسونية لها جذور عند المصريين القدماء،ولعل اعمال الموسيقار موزارت وخاصة الناي السحري وايزيس افضل تعبير عن هذا الاعتقاد!وقد ادرك نابليون بونابرت بعد عودته من مصر عام 1801 اهمية احتواء المد الماسوني والافادة منه بقدر الامكان!فعين اخاه جوزيف مشرفا علي المحافل الماسونية،واصبحت الماسونية منذ ذلك الحين طرفا خفيا في الحياة السياسية الفرنسية اما عن طريق جلسات العمل والندوات والموائد المستديرة حول الموضوعات الحساسة التي تهم المجتمع والتي تنظم دوريا ويدعى اليها كبار الشخصيات،واما عن طريق تعيين اعضاء لها كوزراء في الحكومات الفرنسية المتعاقبة،وكذلك عن طريق تجنيد كبار موظفي الدولة والذين يشغلون مواقع حساسة ليصبحوا اعضاء في المحافل الماسونية المختلفة.وقد عمل الماسونيون والاشتراكيون في فرنسا معا يدا بيد!اما بشكل نبيل للدفع بأفكار التقدم،واما بشكل مؤامراتي لإسقاط اليمين ومحاربة اليمين المتطرف بشكل

خاص!وكان اشهر الوزراء الماسونيين في عهد ميتران هو ميشيل شاراس وزير المالية الذي كان ايضا احد اقرب المقربين للرئيس الا ان كل هذه السلطة لم تمنع الفضائح المالية من الانفجار والظهور لأول مرة عندما ثار احد القضاة الفرنسيين احتجاجا علي تغلغل الماسونيين في الجهاز القضائي ووزارة العدل الفرنسية!

تاريخيا ظهرت الماسونية نهاية القرن السابع عشر في بريطانيا كحركة فكرية – سياسية وثقافية روحية باطنية واتخذت هيئة الدين الجديد للمثقفين المتنورين عبر سيادة تعاليم وتقاليد الرجعة والخلاص وافكار الحركات الاصلاحية الدينية واعداد المقدمات الاجتمااقتصادية والسياسية – الفكرية والاخلاقية – النفسية لمتطلبات صيرورة(العالم الجديد)اي عالم العلاقات الرأسمالية الصرف وآلهتها الجديدة – المال.اصول الماسونية ترجع الى القرون الوسطى وازدهار حقبة الطلب على البنائين لبناء القلاع والكاتدرائيات الكبرى،ومن الروايات الشائعة عن نشأة الماسونية كما يورد”بات مورغان”في كتابه”اسرار الماسونيين الاحرار”و”جون هاميل” و”روبرت غيلبرت” في كتابهما “الحركة الماسونية: احتفال بالصنعة””انها امتداد لتنظيم عسكري منقرض كان يعرف باسم فرسان الهيكل ظهر نهاية الحملة الصليبية الأولى (1095- 1099) على المشرق العربي”!

تمتلك الماسونية 3 اقسام اساسية:في المقدمة “المحفل الأزرق” وهو مكون من ثلاث درجات تبدأ بدرجة”تلميذ الصنعة المستجد”ف”زميل الصنعة”و”البناء المعلم”،القسم الثاني الاعلى هو”الطقس اليوركي” المكون من 10 درجات،القسم الثالث”الطقس الاسكوتلندي”المكون من 32 درجة.واعلى درجة ماسونية هي الدرجة 33.وفتحت الماسونية بباطنيتها ونخبويتها الاجتما- ثقافية المجال امام انتقال العناصر غير النصرانية كاليهود والمسلمين،من الشيعة والسنة،من عوالم الغيتو الى الفئات الاوربية المتنورة!بمعنى اخرى،النشاط الجاد في الدخول المباشر الى الطبقات العليا،واختراق

قيادات الحركات السياسية وتمويلها لدعم الانظمة او مناهضتها،والضغط على مراكز اتخاذ القرارات!

* الماسونية – النظام الداخلي

ارتبطت الماسونية بالسرية التامة والتكتم النادر عبر قسم الانتماء ومعاقبة المخلين به او من يكشف عن اسراره واهدافه النهائية،والخائن يعرف مصيره المحتوم على الطريقة الجاكية.ارتبطت الماسونية بالرموز والاشارات والتعليقات واشكال التحية والمصافحات السرية كتقليد يعود الى البنائين في القرون الوسطى استخدموها للتعرف على بعضهم ولـ”الحفاظ على اسرار المهنة”.الفرجار والكوس كشعار للمحفل يرمز الى”الطبيعة الأخوية”للماسونية كما يدعي فطاحلها!اما النجمة او القمر او الشمس او العين في الداخل فترمز الى الحقيقة المطلقة!بينما الحرف اللاتيني G فيمثل أول حرف من كلمة God اي الله،فالماسونيون”ملزمون”بالايمان بوجود كائن اسمى يسمونه”مهندس الكون الاعظم”وان كانوا لا يطلقون عليه اسم الله.الا ان د. كاثي بيرنز” تقول”ان الحرف G يمثل كوكب الزهرة(كوكب الصباح)،وكوكب الزهرة يمثل العضو الذكري عند الرجل،وهو يمثل عند الماسونيين الاله”بافوميت”(الاله الذي اتهم فرسان الهيكل بعبادته في السر).

والمثير للانتباه،العدد الضخم من الفرنسيين الاعضاء في المحافل الماسونية.وتعمل النساء في محفل واحد فقط اذ ان الماسونية تكاد تكون محرمة على النساء!فاذا ما علمنا ان هذه الاعداد الضخمة من الاعضاء يشغل معظمهم مراكز حساسة في الجهاز الاجتماعي الفرنسي لادركنا خطورة وقوة الماسونية الفرنسية كجماعة ضغط ،وادراك صانع القرار السياسي الفرنسي بوجوب اخذها بنظر الاعتبار!

حسب قواعد الماسونية يمنع على الماسونيين مناقشة قضايا سياسية ودينية في خلواتهم،هذا لم يمنع ان العديد من الشخصيات السياسية والدينية في التاريخ كانت في صفوف الماسونية وابرزها رئيس الوزراء البريطاني الاسبق”وينستون تشرشل”ورئيس الكنيسة الانجليكانية الراحل”جيفري فيشر”الذي توج الملكة اليزابيث الثانية.يذكر ان قانون الجمعيات غير الحكومية البريطاني الصادر عام 1799 لم يطبق على جمعية المحفل الماسوني،التي تعتبر اعرق جمعية سرية عرفتها بريطانيا والعالم!وكان اعضاء هذا المحفل من الحكام ورجال الشرطة المتنفذين والسكوتلانديارد وبلديات المدن ورجال السياسة واعضاء من العائلة الملكية حيث المحسوبية والفساد تحت ستار(الاخوة)وعبر رموز وكلمات السر والتغلغل داخل المجتمع البريطاني وتسلق سلم المسؤوليات بسرعة غريبة عجيبة وحماية السمعة.

تعتبر جمعية(بناي بريد)التي تأسست عام 1843 في نيويورك ماسونية يهودية خالصة وحتى ما فوق الماسونية.وكان لافير الرئيس الاعظم لجمعية(الشرق العظيم)الماسونية الفرنسية.وارتبط عبد القادر الجزائري بالماسونية عام 1860 عبر محفل باريسي ضم الشخصيات القريبة من الحكومة الفرنسية وانتمى لها في مصر عام 1864 ليصار قائدا لأحد محافلها في دمشق.ونشرت(بروتوكولات الحكماء الصهاينة)الماسونية باللغة الروسية عام 1901،بينما كان اغلب اعضاء الحكومة المؤقتة عام 1917 في موسكو من الماسونيين.وفي الثلاثينيات،كان هناك محفل خاص باعضاء مجلس البرلمان عن حزب العمال!

الماسونية – رد فعل رقيق ظاهريا وعنيف متطرف جوهريا على النظام السياسي القائم والسلطات الرسمية،وتقترب من التصوف الواعي كحالة ترحل بعيد عبر التسامي والتعالي والانكفاء الحالم المنظم لتحقيق اهداف الخلاص الرأسمالي الاحتكاري والطغم

المالية،ولتحويل الاحزاب السياسية الى مؤسسات تدار على هيئة شركات مساهمة من قبل المساهمين الكبار ومن ثم تقزيم الاحزاب – الشركات ولا ضرورة لأبناء الشعب وكادحيه.ويكفي لهم وجود التمويل الغامض المنشأ والكادر الضيق من الموظفين الذين يطلق عليهم مجازا اسم الكادر الحزبي.وتلائم هذه الاحزاب الماسونية لأنها تصار الى كلاب صالونات تعوي ولا تعض.وتضم الماسونية زعماء وقادة وشخصيات متنفذة من دول عربية واسلامية وشرق اوسطية،بالاخص العراق ومصر وايران وسورية والاردن ونركيا واسرائيل!وقد منعها رسميا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر دون ان يدرك مدى نفوذها وقوتها واختراقها قيادته العسكرية!

الماسونية العالمية كغيرها من التنظيمات تاريخيا تتصاعد وتخبو حسب التوظيفات السياسية للقوى الكونية المعاصرة لها!وتاريخيا كانت تخضع لسيطرة وتوجيه السلطة السياسية في الدول التي تعمل وتنشط فيها!وهي كجماعة ضغط ذات نفوذ واسع ارتبطت مع جماعات الضغط الموازية كالصهيونية بوشائج قوية!كما ارتبطت بالاستخبارات الغربية وخدمة التاج البريطاني والدعاية له،ثم غيرت ولاءها الأول الى الولايات المتحدة مع استئثار الاخيرة الهيمنة والنظام الاحادي القطب.وتمتلك الحركة الماسونية العالمية ميزانية وثروات ضخمة تشرف على رعايتها كبار البنوك الغربية والمنظمات الصهيونية والتنسيقية مثل نادي بيلدر بيرغ واللجنة الثلاثية برئاسة روكفلر،واداتها التنفيذية هي المخابرات المركزية الاميركية التي تخاطب الطبقة الاجتماعية ذات الامكانيات المادية والثقافية الجيدة!وينتسب نادي روتاري انترتاشينال الى الماسونية البيضاء اي غير النظامية.ومن جهتها سعت الصهيونية كجماعة ضغط رفيعة الشأن الى خلق السنهدرين(الحكومة السرية الخفية)لابقاء التكتل اليهودي في العالم يعمل بفعالية ونشاط ،ويلقب رئيسه بالامير!وهناك السنهدرين الاعظم والسنهدرين الاصغر.

* توأم لبغي واحد

الصهيونية والماسونية والفاشية توائم لبغي واحد هي العنصرية ربيبة الاستعمار ، والجميع ينتهج الخطوط المنحرفة التي تلتقي اطرافها لتشترك مصالحها وتتشابه اهدافها حيث نصبت كل منها نفسها منقذة وحامية لعنصرها ! والماسونية والفاشية الجديدة قوى ارهابية بقيت جذورها مستقرة في رحم الامبريالية تنطلق عندما يحتاجها الرأسمال الكبير لكبح تنامي الحركة الثورية ! … يذكر ان المواثيق الدولية تؤكد ” الصهيونية شكل من اشكال العنصرية !” .. ومن هذه المواثيق :

** الاعلان العالمي ضد العنصرية عام 1963 .

** قرار مساواة الصهيونية بالعنصرية عام 1975 والغاؤه عام 1991 .

والتفت الصهيونية على هذه القرارات عبر الجماعة اليهودية الصهيونية ، ومنتدى المنظمات غير الحكومية الاوربية ، واعلان سانتياغو للجمعيات الاهلية في الامريكيتين ! الخ … بمعنى اخرى ان الصهيونية هي حركة آيديولوجية سلبية تسعى لتجميع اليهود على اسس استثارة معاداة اليهود وبالتالي هي لا تمتلك برنامجها الايجابي ! كان صعود الموجة القومية في شخصية الصهيونية تاريخيا سوى الاستفزاز السياسي المعاصر للوجود القومي العربي في مراحل انبعاثه الجديد ! ..

* الاصولية ونظام الطوائف والقبلية ميدان نشاط خصب للماسونية

التيارات الاصولية اتجاهات فكرية وسياسية وآيديولوجية متزمتة ومتعصبة ومنغلقة على نفسها وتقاوم رياح الانفتاح والتغيير ومحاولات التكيف والاندماج مع متطلبات العصر ، وهي تيارات مراوغة وخبيثة تشدد على فرادتها وضرورة تسيدها انطلاقا من مقولات بالية واساطير التوقيع مع الأئمة الصالحين صكوك الخلاص

والعهد الابدي في الحكم وفق التعاليم الطائفية بغية تخليص الشعوب من الشرور ! يا للحماقة …

الاحزاب المتأسلمة – الطائفية العراقية في اصوليتها تسعى للتعبئة الطائفية بحجة حماية الطائفة ومنع اندماجها في المجتمع العراقي ، وتتذرع بالحجج بغية حماية الهوية الطائفية تارة والاسلامية تارة والخصوصية الدينية والثقافية لجماعاتها تارة… واخطر مافي الامر هو التبعات السياسية المترتبة على مثل هذا الخطاب العقيم ! وهي احزاب تفسر النصوص الدينية على هواها وحسب مصالحها لتستخرج منها خطابها السياسي والتعبوي الذي يسعى السيطرة على المجتمع العراقي وتحويله بالعنف الى مجتمع يتماشى مع مخططاتها ورؤيتها التي لا تختلف عن التوجهات الفاشية والدكتاتورية ، ولكن بقناع طائفي هذه المرة ! وتتخوف الاحزاب الطائفية من العلمنة وحقوق الانسان والمواثيق الدولية لأنها غير طائفية ، وبذلك تخسر هذه العصابات الطائفية مصداقيتها في اطار نموذج العصر الحديث والثورة المعلوماتية وعصر الحداثة ومابعد الحداثة .

تعرف الشعب العراقي على الماسونية والطائفية في آن واحد من خلال التاثير الاجنبي – الرجعي … في الاحتلال الاول أقام الإنكليز توازنهم للقوى السياسية الداخلية في سبيل أحكام السيطرة على العراق وتمرير المشاريع والخطط وقد ادخلوا المؤسستين العشائرية والطائفية في اللعبة. ان الطائفية التي يتم تمريرها اليوم مثلا هي من أخطر المشاكل التي غذاها الأحتلال الثاني ، والتي تهدد وطننا ومجتمعنا ، أضافة الى مشاكل الأرهاب الجماعي الشامل ، والإنفلات الأمني التام ، والفساد والأزمات الأقتصادية والخدماتية والمعيشية الطاحنة ، وضياع الأفق في وطن يتعرض للأحتلال الداعشي والنهب والتصفية المتسارعة .

* الماسونية في العراق

تعرف الشعب العراقي على الماسونية من خلال التاثير الاجنبي – الرجعي عبر الحملات والجمعيات التبشيرية ونوادي اخوان واخوات الحرية،ومكاتب الارشاد والمعاهد الاهلية لتدريس اللغة الاتكليزية،وجامعة الحكمة وكلية بغداد،وتأسيس حزب البعث والاتحاد الوطني لطلبة العراق،وعبر المؤسسات التعليمية الملكية البريطانية والاميركية في ميادين الطب والهندسة والاقتصاد.واغوت الماسونية في العراق النخب السياسية منذ النصف الاول للقرن العشرين التي رأت فيها الظهير القوي لاسناد ودعم نفوذها والحفاظ على سمعتها ولجم التأثيرات الديمقراطية المعادية للرأسمالية والقوة الروحية المعادية للاستعمار.فتورطت هذه النخب فيتشيا في الطقوس الماسونية ولتعيش ازدواجيتها داخل وخارج العراق خاصة ابان العهد الدكتاتوري البائد.

تضم الماسونية شخصيات في الهرم السلطوي في العراق وفي مجلس الوزراء ومجالس المحافظات الى جانب ادارات العديد من شركات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والنقابات والجمعيات الاهلية والمرجعيات الدينية والمافيات ومجالس الصحوة ورموز في الاعلام والثقافة والطب والفن والهندسة!مع احتفاظها بالحرس الخدمي القديم من قادة حزب البعث العراقي!كما تضم الماسونية مفارقة رموز متنفذة في الاستخبارات الايرانية”اطلاعات”والاسرائيلية والمخابرات السورية والعراقية والتركية والاردنية معا.

اسهمت الماسونية بباطنيتها ونخبويتها في تأجيج الطائفية الشيعية وطائفية الدولة العراقية معا وفي التغريب الثقافي والروحي للمواطن العراقي وبذر روح العداء بين الاقليات الأثنية،وفي التعشير الجديد والنشاط المافيوي والصهيوني.وتسهم الماسونية اليوم في العراق كجماعة ضغط ،في تصعيد نجم الادعاءات المجانية في الدفاع عن الحقوق المهضومة لهذه الطائفة أو تلك ليجري اختراق الميدان من بوابة الزعم بتمثيل طائفة بعينها من منطلق تقسيمي مرضي

ينزع الهوية الوطنية ويرجع بالشعب العراقي الى الوراء قرونا عديدة، حيث نظام الطوائف ما قبل الدولة وقبل التنظيمات الحديثة التي تفرضها سنن التطور والاستجابة لحاجات الانسان وحقوقه التي يتطلع اليها!

تستهدف الماسونية سرقة الديمقراطية النسبية التي تمتع بها الشعب العراقي اثر انهيار الدكتاتورية وتغليب مصالح الليبرالية الرأسمالية والطبقات الكومبرادورية والطفيلية والنهج التوافقي المحاصصاتي،ودعم الطائفية السياسية واصحاب الخطاب الانشائي الفضفاض لضمان تواجد شارع مسلوب العقل والارادة كما فعل صدام حسين،وبما ينسجم مع مصالح الغرب الرأسمالي ورغبات الانظمة الأقليمية!وكذلك تحجيم الثقافة الوطنية الديمقراطية التي تخدم السلام والاستقرار وتضمن حرية التعبير،واشاعة الثقافات المتهافتة واليقينيات المطلقة بامتلاك الحق المقدس!وتعادي الماسونية الشيوعية والفكر العلمي والمنهج المادي الجدلي،بينما تشجع انتشار السوفيستك الديني والبراغماتية على نطاق اوسع!ويبدو ان الماسونية عي رائدة محاولات فصل القضية الكردية عن الديمقراطية لعموم العراق وسط خارطة الظروف الموضوعية المعقدة التي تحيط بالقضية الكردية بشكل عام،والامل في احتواء وعرقلة تنفيذ المادة(140) من الدستور الدائم،وتأجيل تطبيع الأوضاع في كركوك وتجاهل الحقوق المشروعة للكرد تحت ستار مراعاة مصالح دول الجوار.المهم عند الماسونية رهن مستقبل العراق الاقتصادي بالخضوع لوصفات البنك الدولي والمؤسسات الرديفة وباعادة توزيع الموارد والأفراد عبر ابعادهم عن سيطرة الدولة الى المؤسسات الخاصة واتباع سياسة الباب المفتوح للاستيراد!

جرت محاولات اتهام المثقفين والافندية وحاملي مشعل التنوير بالوهابية تارة وبالماسونية تارة اخرى لانهما كانتا ملاذ فكري للمثقفين البورجوازيين في القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين ! بعد ذلك احيكت وشبكت الارتباطات الوثيقة الخفية بين

التروتسكية والاممية الرابعة ويسار الحركة الصهيونية والماسونية والفوضوية والوجودية ومجاميع اليسار الجديد والليبرالية والليبرالية الجديدة والاشتراكية الديمقراطية ! وسعى الجميع لأيجاد مواطئ قدم لهم في العراق والبلاد العربية وبالاخص في الاوساط الطلابية والمثقفة !

* التعشيق الماسوني الطائفي

الأحزاب والمؤسسات الطائفية العراقية وفي العالم العربي والمنطقة (خاصة ايران وتركيا) – ومنها تلفزيون الانوار- سئ الصيت.. هي تشكيلات سياسية طائفية المظهر ماسونية الجوهر مليئة بالنفاق ، لصوصية وفاسدة ، كوسموبوليتية تتسم بالعدمية القومية وافتقاد روح العزة والكرامة والانتماء الوطني ومشبعة بالذل والعبودية وتبني قيم الرأسمال المالي العالمي وتسعى الى سرقة ديمقراطية الشعب العراقي ونشر الانحطاط المادي والمعنوي. كما تتسم بدهاء الورع المزيف وانتقاء الكلمات التي لا معنى لها والتشدق بالعبارات المميزة لأنصاف المتعلمين وتغليب مصالحها الضيقة واللعب بعواطف الطائفة من اجل ترسيخ طائفيتها ،والجهل الفاضح بواقع العراق وآفاق حركته الاجتماعية والسياسية والقومية اللاحقة. وتمثل هذه الاحزاب اليوم مصالح الرأسمال المالي الاميركي والصهيوني وهي امتداد لجهل وتوتاليتارية نظام صدام حسين الارعن.

ثمة ديموقراطيون يعبرون عن وجهة نظر مفادها “صحيح أن الأحزاب الطائفية ليست ديمقراطية، ولكن يجب أن نتعامل معها بديمقراطية كتعبير عن ديمقراطيتنا، وإلاّ بم نختلف عن الدكتاتوريين؟!”. الحماقة تبقى حماقة ولو على سطح القمر ورحم الله امرء عرف قدر نفسه وعرف قدر غيره !…. لأن قرارات الأحزاب الدينية الطائفية نابعة من بنيتها وهي تريد العنب والسلة ومقاتلة الناطور. وهي الآن تشعر بقوتها جرّاء غضاضة عود

الديمقراطية في المجتمع العراقي ككل ، والتعويل على بعثرة القوى الثورية الحقة عبر الطائفية والتقاليد الدينية وتاثيرها على الفكر السياسي . وعلى الشعب العراقي أن يدرك بأن الكارثة التي عاشها طوال العقود المنصرمة لن تنتهي أبداً حتى بعد سقوط نظام صدام حسين. إن الخلاص الحقيقي يكمن في تنبي المجتمع المدني الديمقراطي مبدأ فصل الدين عن الدولة ورفض الفكر الشمولي . إن هيمنة فكر التيارات الدينية المختلفة ومن مختلف أطيافه لم يأت عبثا أو عفويا ، بل بسبب الغياب الطويل للفكر الديمقراطي والتقدمي عن الساحة السياسية العراقية نتيجة إرهاب النظام الصدامي ، في حين استمرت المساجد والحسينيات بالعمل والتثقيف والاستفادة من الحملة الإيمانية البائسة لصدام حسين.