كل أرض كربلاء وكل يوما عاشوراء في هذه المرحلة من مراحل ذكرى معركة الطف الخالد معركة الخلود السرمدي الذي خاضها الأمام الحسين مع قلت المناصرين وخذلان القوم له ولصحبه الكرام هذه الفاجعة التي أفجعت المسلمون بها نتيجة طغيان بني أمية وتعسفهم في الظلم والفساد .
في كل يوم نجد علم ينصب لذكر معركة الطف لما تتجسد بمبادئ الحرية والكرامة التي فقدها أرباب الكراسي لتنهج ظروف كظرف بيعة بني أمية في فترت حكمهم مع ظرف تسلطهم وتشبثهم في كرسي الخلافة مما أدى إلى ظلم شريحة كبيرة من المسلمون في بقاع الأرض اليوم ينتهج ساسة العراق نهج السابقون والتعدي على الشعب نتيجة جهلهم في عواقب القوم السابقين .
أن الثور التي انتهجها الأمام الحسين وصحبة ضد ولاة الجور والطغيان لم تنتهي في فترة استشهاده أو استشهاد صحبه وبنيه بل هي باقية إلى يوم الوعد الموعود هذا العهد الذي لم يزل يضع أرباب الطغيان اللا منتهي وكل من يفعل ذلك ((لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17)سورة الجن )) مع علمهم أن الحسين أبن بنت رسول الله وهو سبط من الأسباط وسيد شباب أهل الجنة لكن البغض والكراهية التي انتهجها أرباب السلطة منذ الانقلاب أول عمد إلى قتل البقية الباقية من ال بيت محمد (ص).
شرع معاوية بن أبي سفيان بأخذ البيعة من جميع الأمصار لولده يزيد رغم فسقه متهتك في المعصية غريب الأطوار لكن القيادة أمرت (( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54)الزخرف )) هؤلاء الذين قضوا حياتهم في القتل والتهديد والوعيد تارة لعقيدتهم المنحرفة في تماديهم وشل حركة الإصلاح في جسد الأمة الواحدة وإسكات كل مناوئ لحكمهم ومن هنا نجد أغلب كتاب السير والحديث يرون الإمام الحسين وغيره من رواد الإصلاح هم خارجون على الحكم وخير دليل الاستفتاء الذي خرج من قاضي قضاة الكوفة شريح القاضي ومن هنا نجد المحاور التي نفذها بن مرجانه والقاضي شريح حول استهداف الإمام الحسين بأنه باغَ وخارج عن إمام زمانه وهذه المفارقة نجدها في كل زمان ومكان من الحكومات التي تدعي الديمقراطية في الحكم .
يزيد شارب الخمر يعصر الو دكا أمسى خليفة المسلمين وأبن بنت الرسول محمد (ص) خارجي وخارج على القانون هؤلاء بني أمية أرادوا النيل من بيضة الإسلام وهذا نجلهم يزيد الملعون الفاسق في فترت حكمه قتل الأمام الحسين وأهل بيته وصحبه في معركة الطف وبعدها سبى المدينة وقتل القراء وأفضى إلف باكر وغيرها الكثير ومن بعهدها ذهب إلى مكة الحرم الأمن واحرق البيت وضربها بالمنجنيق هذا الدين الذي لعب به ال أمية ترى أي شيء افضع وأتعس لهؤلاء البغاة الذين لم تزل إعلامهم ومرتزقتهم تطبل لنشر ثقافة القتل والتشريد وكما هي ثقافة الحاد اللذان باتا سريعة الانتشار كالنار في الهشيم نتيجة جهل الأمة في عملية الوعظ والإرشاد .
أن عملية الوعظ والإرشاد التي تحققت على مدى العصور ونشر مفاهيمها التربوية نتيجة دماء سكبت ليحل محلها نصر كبير أراد منه الأمام الحسين شعلة وضئاه تنير درب المجاهدين الذين يرون في دمائهم الزاكية تخلد الشعوب المستضعفة جاءت الحركة الإعلامية المتمثلة بالنهوض وتجلي الأمام السجاد الذي خطب خطبته الأولى في قصر الأمارة بعد شهادة الحسين وصحبه وأهل بيته الميامين وسبي أل محمد ونقلهم اليه هذه المرة يتراوح التجلي الفكري وقيادة الأمة بين الأمام السجاد وعمته الحوراء زينب (عليهما السلام ).
اليوم عنوان النهضة الحسينية ركزت قواها على مرتكز واحد هو الإصلاح في امة جدة وهذه النهضة سوف تجري دماء زواكي توقظ الأمة من نومها العميق مع وجود مصالح مشتركة بين الراعي والرعية ومن ضمن هذه المصالح ما صرح به ابن سعد بقصيدته النونية فأنشد
فوالله ما أدرى وإني لصادق *
أفكر في أمرى على خطرين أأترك ملك الري والري منيتي *
أم أصبح مأثوما بقتل حسين حسين ابن عمى والحوادث جمة *
ولكن لي في الري قرة عيني يقولون إن الله خالق جنة *
ونار وتعذيب وغل يدين فإن صدقوا مما يقولون إنني *
أتوب إلى الرحمن من سنتين وإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة *
وملك عقيم دائم الحجلين وإن آله العرش يغفر زلتي *
ولو كنت فيها أظلم الثقلين ولكنها الدنيا بخير معجل *
وما عاقل باع الوجود بدين
عندما يكون اعتقاد ناقص تجد اليوم كثيرون مما يعتقدون هذا في المجتمع منهم ساستنا الميامين الذي جعلوا من جهادهم وقتالهم لتحقيق النصر المؤزر على حكومة لا تعرف الرحمة الا بالبطش حكومة البعث جاءوا الإخوة المجاهدون الذين تشهد لهم سواتر الجبهات كيفية المنازلة والعبور لأجل إسعاد أهلهم وجماهيرهم الذين ينتظرون الأمل المنشود على أيديهم جاءوا وليتهم لم يأتوا لا محبتا بحكومة البعث لكن محبتا بهم لما نشهده منهم يوميا من سن قوانين تخدم مصالحهم الشخصية وما قانون رفحاء وغيرها من القوانين التي بات وباء على الشعب المسكين .
هذه الرسائل التربوية التي عشقها خدام الحسين يوميا في مواكبهم وهيأتهم نجد لذت العيش الرغيد هذه المجالس التي تنصب للوعي والإرشاد دليل حيرة الناس من ظلم وجور السلاطين وحكام الجور في البلاد الإسلامية وخير دليل على الظلم ما يقع في الشعب اليمني والسوري وفي بلاد مابين النهرين هؤلاء مرتزقة عاثوا في الأرض فسادا لذا نجد الصيحة المدوية التي خرج بها الحسين بن علي (عليهما السلام )الحل الوحيد لنيل الشعوب المستضعفة حريتهم بإصلاح النفس أولا ومن ثم الأهل.