تَبني نظام ديمقراطي في العراق لم يكن سهلاً على الرغم من التأييد الشعبي لهذا النظام بل تعطشت الجماهير لتطبيق هذا النظام بعد سنوات الظلم والعذاب ، ولكن نوع الحكم في العراق يؤثر على جميع الأنظمة التي تحيط به ، لهذا لم تترك هذه الدول شعب العراق يقرر ما يريد وأي نظام يختار ، لهذا وضعت العراقييل أمام نجاح اي نظام يتبناه الشعب ، فكان الإرهاب والقاعدة والتفجيرات والأزمات والتدمير والدماء كلها من أجل إفشال العملية السياسية في العراق ومن ثم إرجاع الأقلية الى سدة الحكم ، وهذا لم يكن سراً أو نباهت محلل سياسي بل الجميع يلعب على المكشوف ويصرح عن أفعاله ونواياه ، وأما الداخل العراقي فقد توزع الى ثلاث مجاميع حسب مكوناته الكبرى الشيعة والكرد والسنة ، وعلى هذا التوزيع تعتمد كل حركة سياسية في الساحة العراقية حتى تَغير النظام الديمقراطي الى نظام أنتخابي توافقي يرفض إقرار أي قانون بدون موافقة الأقلية بل يقبل رفض الأغلبية بعض الأحيان أما الأقلية فخط أحمر لا يمكن تجاوزه وإلا فالعملية السياسية برمتها تكون في خطر، وعلى هذه القاعدة الغير ديمقراطية والتي لم ترفضها الأغلبية الشيعية عن قصد أو من غير قصد ، فأن الأقلية انطلقت لتفتش على تحالفات ومساعدات لكي تبدأ العمل الدؤب من أجل تأسيس قواعد سياسية جديدة تصب في مصالحها ، حتى أصبح العراق دول في دولة واحدة وكل دولة تقوم بأتصالاتها و تعمل علاقاتها مع الدول الأخرى ولو بشكل مصغر عن الدول ذات السيادة المنفصلة إلا كردستان فإنه دولة بحق وتتصرف كأنها دولة منفصلة ذات سيادة ولكن ميزانيتها من بغداد ،
وهكذا فإن المكون السني يتحرك بحرية ويفرض شروطه التعجيزية التي ستؤدي الى الإنفصال عن المركز أو تقسيم العراق ، وكردستان مستمرة بفرض شروطها الإنتهازية في الحصول على أكبر ما يمكن من غنائم كالحصول على أراضي جديدة تضمها للإقليم أو صفقات نفط إبتزازية أو مبالغ مادية وكل هذا يكرس في بناء دولة كردستان ويقويها ، أما المكون الوحيد الذي لا يمتلك أي أستراتيجية في حركته السياسية أو مخطط للحفاظ على مصالحه العامة هم الشيعة ، لان السياسي الشيعي ومن ثم التنظيم الشيعي يفكر في مصلحته الشخصية أولاً وأخراً ويوأطرها بعنوان جميل وغير واقعي (لأن باقي المكونات هدفها غير هذا ) وهو العطاء من أجل مصلحة العراق الموحد ؟؟؟، وهكذا فالعراق في مهب الرياح الدولية ولا يمكن لهذه الرياح أن تستقر إلا بستقرار السياسي الشيعي من خلال تبنيه لخطط أستراتيجية يتم من خلالها التعامل مع باقي المكونات ومعرفة ماذا يريد وماذا سيقرر وماذا سيفعل ، هل يريد أن يبقى العراق دولة واحدة أم يتم التقسيم ، وإذا بقى العراق كدولة واحدة هل سيحافظ على حقوق الأغلبية المغتصبة من مئات السنين ، كل هذا يتم من خلال معرفة السياسي الشيعي لطريقه وإلا سيرافق العملية السياسية والعراق وشعبه عدم الإستقرار والخطر في كل لحظة لأن الشيعة هم صمام الأمان للعراق الموحد.