مرة أخرى نعود لتصريحات وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري و مواقفه الملفتة للنظر التي في الکثير منها لمحات قوية تبعث على السخرية و الاستهزاء و التهکم، خصوصا عندما يکون هناك تناقضات في کلامه أو مسحات فلسفية لايفهمها أي مبحر في الفلسفة لأنها و ببساطة لاوجود لها في عالم الفلسفة، لکن الملاحظة التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار هي إن الجعفري، يکون في أحسن حالات توازنه و سيطرته على”قفشاته”الفلسفية عندما يکون الامر متعلقا بالجمهورية الاسلامية الايرانية، وقطعا لو إنه کان في کل الحالات الاخرى”صاحيا”و”واعيا” بهذه الدرجة لکنا نمتلك وزيرا لابأس به في زمن الندرة و قلة الخير و إستبدال الامور و أماکن الاشياء!
المتحدث باسم الوزارة احمد محجوب قال في بيان ان “الوزير ابراهيم الجعفري ابدى تحفظه على القرار العربي الذي صدر في اجتماع وزراء الخارجية العرب امس في القاهرة”، مبينا انه “تم رفض مقترح عراقي يتضمن اتخاذ اجراءات دبلوماسية واقتصادية جماعية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وعاصمة دولته القدس الشريف”.واضاف محجوب ان “الجعفري اعرب عن أسفه لرفض المقترح العراقي وضعف القرار العربي لكونه دون المستوى المطلوب ولم يرتق لحجم التهديد الذي تواجهه القدس الشريف”، مشيرا الى انه “دعا الدول العربية الى اتخاذ مزيد من الاجراءات السياسية والاقتصادية التي من شأنها حماية القدس”.واكد محجوب ان “موقف وفد وزارة الخارجية العراقية جاء منسجما مع تطلعات شعب وحكومة جمهورية العراق وامال الشعوب العربية بنصرة القضية الفلسطينية ومواجهة التحديات التي تواجهها”.واختتم وزراء الخارجية العرب امس السبت، اجتماعهم الذي عقد في القاهرة بشأن قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب القاضي بنقل السفارة الاميركية الى القدس، حيث تضمن البيان الختامي ان هذا القرار باطل وخرق خطير للقانون الدولي ويقوض حل الدولتين ويعزز العنف، فيما طالبوا واشنط بالغاءه فورا. هذا الموقف الثوري و الحدي الذي خرج به الجعفري، يذکرنا بموقفه من التدخلات الايرانية حيث إنه تهرب من إدانة الجمهورية الاسلامية الايرانية على ذلك رغم إنه يعلم علم اليقين بحقيقة تلك التدخلات السافرة، لکنه ينتفض اليوم وعلى طريقة رجال الدين الحاکمين في إيران الذين عمى دخان حرصهم و غضبهم و غيرتهم على القضية الفلسطينية، الشعوب العربية و الاسلامية عامة و الشعب الفلسطيني خاصة، لکن لم يرى أحد طبيخهم!
اليوم إذ تمر الجمهورية الاسلامية الايرانية بسبب من سياساتها المشبوهة و المتقاطعة مع المصالح و الاعتبارات العليا لشعوب و بلدان المنطقة و حتى الشعب الايراني نفسه، في ازمة خانقة و يکاد أن يکون محاصرا من کل الجهات، فالشعب يزيد و يضاعف من تحرکاته الاحتجاجية ضده في سائر أرجاء إيران و المقاومة الايرانية تشن حملات سياسية غير مسبوقة بحيث يمکن القول بأنها قد نجحت في تعبئة و تأليب الشعب الايراني و الرأي العام العالمي ضد طهران، بالاضافة الى الرفض و الکراهية المتصاعدة إقليميا ضد هذا الدور الايراني، فإن طهران کما يبدو في صدد السعي للتصيد في المياه العکرة و إبراز نفسها مجددا بأنها الاکثر حرصا على القضية الفلسطينية و إحادة تحسين موقفها”المشبوه و الخبيث” أمام الامتين العربية و الاسلامية کي تستغله في خروجها من أزمتها الحالية و تنفذ مجموعة مخططات جديدة کي تقف على قدميها من جديد، وهنا يجب أن لاننسى بأن الجعفري مسٶول قسم الشٶون العراقية في وزارة الخارجية الايرانية!!