18 نوفمبر، 2024 1:39 ص
Search
Close this search box.

متى سنأكل العنب ؟

متى سنأكل العنب ؟

كل مايبنى على الخطأ يبقى خطأً  , ان العملية السساسية التي اسس لها بول بريمر  ولدت ميتة  مهما اطلق عليها من تسميات , محاصصة طائفية ومن ثم شراكة وطنية بنفس الاحزاب الطائفية التي غيرت اسمائها فيما بعد  فحزب الدعوة صار  دولة القانون وتيار الاصلاح  والمجلس الاعلى صار كتلة المواطن ومنظمة بدر , والحزب الاسلامي  صار جبهةالتوافق وتجديد ومتحدون , والتوافق وجبهة الحوار  صارتا عراقية , تغيرت الاسماء وبقى المضمون  لأنهم ظنوا ان بتغير الاسماء ممكن ان تصحح العملية السياسية, اذ ان الطائفية هي من جمعت هذه الاحزاب والكتل ولم تجمعهم مصلحة الشعب فالطائفة فوق كل شيء . خارطة الطريق الذي وضعها بريمر فشلت والدليل هو الفساد المنتشر في المؤسسات الحكومية هذا من جانب ومن جانب اخر فشلت لانها اعتمدت المحاصصة الطائفية والقومية المنحازة بدون وجه حق  في حكم البلد والتي قادت البلد الى طرق مسدودة أدت بالتالي الى الصراع الطائفي والقومي . وبموجب كل ماتقدم علينا وضع خارطة طريق جديدة يضعها العراقيون بأنفسهم وهذا يعني الغاء هذه العملية السياسية التي لم تجلب لنا سوى الدمار والضياع  

تحقيق الوطنية ونشر  مفاهيم الديمقراطية  بأدوات طائفية هو ضحك على الذقون فالطائفية لاتعرف الوطنية ولاتؤمن بالديمقراطية لان هذا يتعارض مع ثقافتها , اذاً من غير المعقول ان ننتظر من احزاب طائفية تحقيق المطلبين الوطني والديمقراطي والدليل هو فشل الحكومات المتعاقبة منذ الاحتلال ولغاية الان في تحقيق اي انجاز لصالح الشعب في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية , نحن نحمل الاسلام السياسي اكثر من طاقته فهو لاينتج مايطمح اليه الشعب العراقي وبالمقابل ان رموز هذا الاسلام السياسي متشبثين بالسلطة رغم فشلهم الواضح وهنا الطامة الكبرى كيف تقتنع الاحزاب الاسلامية بأنها فشلت وعليها اتاحة المجال لقوى وطنية اخرى تحكم البلد ولهذا السبب فأنها بأستمرار تخلق ازمات لكي لايطالبها احد بالتنحي لانها مشغولة بالملف الامني الذي هو برأيها اهم من اي شيء اخر متناسية ان الفساد هو من يضعف الوضع الامني وان الصراع على السلطة هو من يضعف الوضع الامني   
هنالك من يقول ان الانتخابات وحدها قادرة على ايجاد خارطة طريق جديدة  , يصح قولهم هذا فيما اذا لو عدل قانون الانتخابات ويصح هذا فيما اذا لو شرع قانون من اين لك هذا يعني هذه الاحزاب الطائفية لديها المال العام والمال المسروق ولديها ايضا مال مشبوه متسرب من دول اخرى  وتستخدمه في دعاياتها الانتخابية بدون مسائلة , والقوى الوطنية ليس لديها القدرة على نشر اعلان واحد , وهذا مادفع البعض على اعلان نتيجة الانتخابات قبل بدئها فهم يعلمون جيدا قدرتهم على الانتشار فلديهم السلطة والمال , الانتخابات ستكون بداية التغيير وهي معركة سيخوضها ا المثقفون والقوى الوطنية الديمقراطية التي نائت بنفسها عن  الطائفية وتجمعت بتيار ديمقراطي وبألارادة الوطنية وكتل من الكفاءات العلمية والوطنية ولم تهرول خلف الفتنة الطائفية ولم تتسخ اياديها بالمال المسروق هذا التجمع هو من ستلتف حوله الجماهير الفقيرة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير المنتظرلكن المعركة في بدايتها ولكنها ان بدأت فلن تتوقف فهي من ستضيء النور في هذا النفق المظلم ,على مر السنوات العشرة الماضية لم نأكل سوى الحنظل متى سنأكل العنب . 

أحدث المقالات