19 ديسمبر، 2024 12:14 ص

متى تُعاد للجواز العراقي هيبته المفقودة؟

متى تُعاد للجواز العراقي هيبته المفقودة؟

توجد العديد من المؤسسات والمنظمات والمواقع في العالم التي تهتم باصدار تقييمات أو احصائيات عالمية تخص مختلف الظواهر الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو غيرها وتلقى هذه الاصدارات اهتماماً كبيراً من الحكومات ووسائل الاعلام والجهات الأخرى, ومن هذه المواقع (باسبورت إيندكس) وهو موقع عالمي يُصدر تصنيفاً سنوياً حول ترتيب جوازات السفر في العالم من حيث الأهمية ويعتمد في تصنيفه، على عدد الدول التي يمكن أن يدخلها حامل الجواز من دون الحصول على تأشيرة، أو الحصول عليها عند الوصول إلى المطار، أو الحصول عليها إلكترونيا.
في اعتقادي يمكن أخذ نتائج هذا الموقع كأحد المعايير الدقيقة والمهمة لتقييم أداء الحكومات في العالم لأن ترتيب الجواز في قائمة باسبورت إيندكس يوضح لنا مدى اهتمام الحكومة بمواطنها وماهي قيمته عالمياً وماهي الامتيازات التي سيحصل عليها عند سفره الى مختلف دول العالم وماهي منجزات الحكومة وجهودها في جميع قطاعات البلد والتي انعكست على ترتيب جواز سفرها في قائمة باسبورت إيندكس.
أنا أتابع سنوياً نتائج هذا الموقع وفي كل مرة أصاب بالاحباط والحزن الشديد عندما أجد العراق في المراتب الأخيرة من هذا المعيار, وفي نتائج عام 2018 جاء في المرتبة قبل الأخيرة، بعده الجواز الأفغاني حيث كشف الموقع أن الجواز العراقي يمكنه الدخول لأراضي 5 دول فقط دون تأشيرة,بينما قفز الجواز الاماراتي من المرتبة التاسعة الى المرتبة الرابعة عالمياً, وهنأ الموقع الرسمي للحكومة الاماراتية مواطنيهم بهذا الانجاز حيث بات الآن بمقدور حاملي الجواز الإماراتي الدخول إلى 162 دولة في العالم دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة, ولا تزال سنغافورة تتصدر قائمة الدول الأقوى في جوازات السفر، بحسب التصنيف الجديد، وتتشارك معها المرتبة ذاتها ألمانيا، تليها الدنمارك والسويد وتسعة دول أخرى في المرتبة الثانية نفسها.
عندما نقارن بين الجواز العراقي والاماراتي نعرف مدى الفجوة الكبيرة بين الأداء الحكومي للبلدين ونعرف مدى الفرق الشاسع بين معيشة المواطن العراقي والاماراتي, ويمكننا أن نستنبط حجم المأساة التي وصلنا اليها بعدما كان الجواز العراقي تفتح أمامه أبواب كل المطارات وتُرفع لحامله القبّعات.
ما أريد قوله ليس تجريحاً بأحد وليس نقداً هدّاماً أو تسقيطاً لأحد ولكنها الحقيقة المؤلمة ويجب على حكومتنا أن تأخذ هذه التقييمات العالمية بنظر الاعتبار وتبحث عن الأسباب الحقيقة وراء هذا الترتيب المتدني وتضع الخطط والاجراءات الكفيلة بإعادة الهيبة والاحترام للجواز العراقي وتجعل حامله يرفع رأسه بهيبة ووقار عزيزاً شامخاً في جميع مطارات العالم كما كان حال العراقي دائماً.