23 ديسمبر، 2024 5:35 م

متى تنقلب الدنيا  في العراق ؟!

متى تنقلب الدنيا  في العراق ؟!

سؤال يطرح متى تنقلب الدنيا ؟!هل بسبب الفساد والفقر ونهب الخيرات والقتل الجماعي يكفي لقلبها في العراق , بلد يأن فيه الأطفال من الجوع والأمراض وثلثه تحت خط الفقر , زرعت أراضيه بالمقابر الجماعية و30 مليون لغم , نهبت المليارات والدولارات وإبتلعتها الحيتان , أم ان الانقلاب سوف يحدث حينما يحضر رئيس الوزراء الى مجلس النواب للسؤال عن الواقع الأمني , وعلينا السكوت خوفاً من الأنقلاب , والوعود سوف تكون حينما تقترب الانتخابات ويصحى المسؤول من سباته ويحاول دخول البيوت من الباب الخلفي خجلاً من المواجهة , إنتخابات مجالس المحافظات شغلت الدولة وعطلتها فوق تعطيلها وترك الوزراء عملهم لشن حملاتهم وصولاتهم الانتخابية , والعودة بالوعود الرنانة الطنانة التي لم تتحق خلال ثلاثة سنوات , وكل يعد حسب أختصاصه حتى إن بعض الوزراء وعد بأنشاء مطار في قضاء الرفاعي المحروم من الماء الصافي والشوارع المبلطة والخدمات البلدية والصحية والبيئية , وخلال الحملات استخدم المال العام ليوزع وتوزع المشاريع المؤجلة لهذه الأيام وسخرت الحمايات الحكومية .
رئيس الوزراء بدأ حملته الانتخابية من مسقط رأسه من كربلاء ومن ثم النجف وديالى في الخالص , تطرق للأغلبية وإنهيار الدولة ودخول الحكومة الانعاش والمؤامرات والطائفية القادمة , وقبل يوم من ذهابه للناصرية قال على شاشة قناة العراقية مهدداً الاطراف السياسية كجزء من حملته الانتخابية أن الدنيا سوف تنقلب حين الحضور للبرلمان , الناصرية عقد فيها مجلس الوزراء جلسة استثنائية في العام الماضي بعد كركوك واعتبرتها اطراف مقصودة  وصلاح الدين والموصل وعلى اثرها اعيد ألاف الضباط القدماء للجيش من تجاوز عمرهم السن القانوني ومن أصيب بالضغط والسكر والربو وألتهاب المفاصل وقصر النظر , كل تلك الاجتماعات كانت في مراكز المدن أما في الناصرية فكان في قاعدة الامام علي التي تبعد 40 كم عن مركز المدينة في منطقة صحراوية قرب الزقورة ولا يربطها بالمدنية سوى شارع تم قطعه لحضور من تم استدعاهم بانتقائية ولا يستطيع صاحب حاجة وعاطل الوصل , المبررات كانت الدواعي الامنية رغم أنها أكثر مدينة في العراق امنا بعد 2003 م , هذه المرة في الانتخابات سيزورها رئيس الوزراء في المناطق الاكثر كثافة للسكان ويسعى لجمع الشيوخ والعاطلين في رابع مدينة تعداد سكان في العراق واكثرها عاطلين وثالثة من حيث الحرمان , سيكون بجانبه محافظها ذلك الرجل المغترب في النمسا وتزال عائلته تعيش هناك علمته الغربة كتابة الشعر للمعاناة ولا يزال يعيش الاغتراب ولا يخرج لشوارع المدينة ولم يزور اهوارها وقراها , وحينما يجالسه أحد اصحاب الحوائج يحدثه عن تجربته الشعرية في الغربة وحين الخروج يهديه ديوانه الشعري , حتما سوف يستدعى للاحتفال شيوخ التسعين والالفين وستدرج قائمة كبيرة للطلبات مقابل كم هائل من الوعود لمدينة مادون خط الفقر فيها 48% وعاطلين 31 % .
مدينة كانت ملاذ المجاهدين في الاهوار واغلب التنظيمات بما فيهم رئيس الوزراء يحضون بدعم أهلها واطعامهم من لقمة اطفالهم , ويقال برواية كتلك التي تقول ان الانتفاضة الشعبانية انطلقت من البصرة إنها انطلقت من الناصرية وفي ناحية الطار تحديداً حينما قامت عشائر ال جويبر والعشائر المجاورة بمهاجمة مقرات حزب البعث لتمتد الى سوق الشيوخ وتتجه للناصرية , براياتها وهي تنادي ( ماكو ولي الاّ علي ونريد قائد جعفري )  واليوم هم امام القائد الجعفري .
قرى كاملة دمرها النظام البائد وهجر اهلها وسجنوا وأعدموا وسجنوا في رفحاء , هجرة وسجون ومطاردات طالت تلك المناطق 30 عام وبيوت لا تزال شواهد كالأطلال , شملوا مثل بقية خلق الله في العراق بالمادة 140 ولكن في كردستان تم التعويض 20 مليون في يوم  واحد وفي ديالى حتى من لم يهجر جراء الارهاب تم تعويضه اكثر من مرة وتعويض من جراء جفاف حمرين , بينما هم هجروا واعدموا وشردوا وسجنوا وسجنوا لسنوات في رفحاء وتعويضهم عن 30 سنة  10 مليون بواقع 300 ألف عن كل سنة وهذه العشرة ملايين لا يزال الألاف لم يستلمها وملفاتها بيد من كانوا معهم في الجهاد وهم ينتظرون من سنوات  .
الناصرية مدينة الثقافة والأدب والحضارة لاتريد من محافظها ان يعلمها الشعر ودواوين أهلها تعج بالاطفال الشعراء , مدينة حماها اهلها ودافعوا عن النظام الجديد وحافظوا عن انتاج الطاقة في العراق وأخذوا حصتهم كبقية المدن بل أسوء , توقف معمل النسيج الصوفي والبطانيات وجفت اهوارها ومصدر عيشها وشبابها يبحثون عن عمل في ازقة بغداد والمحافظات , مدينة الناصرية كشفت عن الاهمال والتهميش والنسيان ونكران الجميل , يرون من هم برتبة فريق ركن ولواء يعاد للجيش بينما هم ينتظرون زيادة الراتب التقاعدي والرعاية الأجتماعية , مدينة أشرقت منها الشمس ونزل ادم وأبراهيم عليهم السلام , لا يمنعها شيء من اقامة المشاريع ولا مسبب لتعطيلها وأبنائها دون عمل عاطلين , مدينة الناصرية كانت لدولة القانون فيها الاغلبية 12 مقعد والمحافظ ومجلسها هم صناع القرار , لا تريد الخطابات وهي تبحث عن الافعال وإيقاض الذاكرة من النسيان وهي أهلاً للخطابة والشعر ويعرفون مابين السطور , مدينة الناصرية تقول إن الدنيا سوف تنقلب حينما يموتون جياع في الموازنات الهائلة وما يخصص لكل الزراعة في العراق 3%  وللدفاع ويموتون مرتين أما من الجوع او من الأرهاب الذي لا ترده كثرة الأموال ويقتل أخوانهم في باقي انحاء العراق , وهل يسكت ابناء  ذي قار خوفاً من انقلاب الدنيا أم إن الانقلاب حدث فعلاً على المباديء..