10 أبريل، 2024 6:49 ص
Search
Close this search box.

متى تنتهي القطط الميتة في العراق؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت سابقاً عن (ستراتيجية القط الميت – (Dead Cat Strategy والتي خلاصتها: عندما تضع قطاً ميتاً (بشكل مجازي طبعاً) على الطولة فستنجح بصرف انظار الناس عن أي قضية كانوا يتحاورون عليها مهما كانت مهمة وينتبهون الى القط الذي سيصبح موضوعاً رئيسياً للنقاش.
بمعنى آخر إذا كان الشعب منشغلاً بقضايا الوطن المحورية فأنه سيكون خطراً على بعض الجهات المسيطرة على مقدرات البلد والتي تريد من الشعب ان يبقى غافلاً عنها، فتقوم عندها بخلق حدث بسيط تقوم بتضخيمه أو استثمار وقوع حدث بسيط وتضخمه أيضاً بحيث يكون قادراً على إيقاف النقاش على أي شيء أخر مهما كان مهماً، فينشغل الناس به ويركزون عليه ما بين موافق ومعارض وينسون كل القضايا الأساسية التي تخص البلد وشعبه، فيتحقق الهدف النهائي وهو فرض أجندة الاهتمام على الناس، أي الحديث عما يُراد الحديث عنه والابتعاد عما يُراد نسيانه.
ولو راجعنا الاحداث في العراق سنجد الكثير من القطط الميتة على طاولتنا، وأخرها قضية هيفاء الأمين، وقبلها تصريحات الشيخ الكويتي، وسبقتها مسألة وصف أحدى الفرق الرياضية بكلمة (معدان)، … ألخ.
ونلاحظ في كل هذه الأمثلة، وغيرها الكثير، ان اغلب الناس لم يتعاملوا معها بشكل طبيعي، بل انشغلوا وتفاعلوا معها بشكل مبالغ به سواء ايجاباً أو سلباً وخاصة في (Social Maida)، لقد تم نفخ هذه القضايا لتأخذ أكبر من حجمها وبالتالي تحققت النتيجة المطلوبة وهي نسيان قضايا البلد الكبرى، مثل: الأمن، الفساد، الكهرباء، نقص الخدمات، … وغيرها.
والدليل على ذلك: ما نتيجة التحقيق في حادثة جسر الأئمة؟ صفقة الأسلحة الروسية؟ أجهزة كشف المتفجرات؟ سبايكر؟ سقوط الموصل؟ تسريب أسئلة الامتحانات؟ المناهج المدرسية؟ تفشي المخدرات؟ قضايا الفساد الكبرى؟
هذه القضايا، وطبعاً توجد الكثير منها، تم تصغيرها ودفنها بالمزيد من (القطط الميتة) بحيث تصاغرت، على أهميتها، وبالتالي تم نسيانها، بينما القضايا الأخرى يتم التركيز عليها وابتداع الكثير منها بشكل مستمر لإشغالنا بها، ونحن دائماً نقع بالفخ المنصوب لنا.
أيها السيدات والسادة: متى ننتبه للقطط الميتة؟ بل متى تنتهي القطط الميتة في بلدنا؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب