23 ديسمبر، 2024 5:46 ص

متى تفتح العواصم العربية أبوابها للمعارضة الإيرانية؟

متى تفتح العواصم العربية أبوابها للمعارضة الإيرانية؟

تثير خارطة تحالفات المحور العربي المناهض للتمدد والتغلغل الإيراني في المنطقة الكثير من الغرابة حين يتعلق الأمر باستبعادها للمعارضة الإيرانية لا سيما وأن المواجهة اتخذت شكلها الصدامي العسكري المكشوف في عدد من الميادين والساحات العربية في المرحلة الحالية بعد أن كانت تقتصر في العقود الماضية على الساحات الدبلوماسية ووسائل الإعلام.

 

فقد بات استقطاب المعارضة الإيرانية وضمها للتحالف العربي الذي يواجه أطماع نظام ولاية الفقيه في الدول العربية أمراً بالغ الأهمية والإلحاح في هذه المرحلة التي يمارس فيها نظام الملالي عداءه لشعوب وحكومات ومجتمعات وطوائف عربية بشكل سافر، بل ويلقي بكامل ثقله عبر ضخ المليارات من الدولارات لإحداث التغيير الذي ينشده في هذه المجتمعات.

 

وليس خافياً على أحد شكل التدخلات الإيرانية التي وصلت حد هيمنتها السياسية على عواصم عربية – بحسب مسؤولين إيرانيين- وكذلك تدخلاتها العسكرية من خلال الحرس الثوري والميليشيات التي تتبعها كما هو حاصل في سوريا والعراق واليمن، وصولاً لعبثها ومحاولات خلخلة الأمن القومي لعدد من الدول العربية كالسعودية وعدد من دول الخليج.

 

ويدعو إحجام المعسكر العربي المناهض للمشروع الإيراني في المنطقة من التعاون مع المعارضة الإيرانية المعتدلة على الرغم من امتلاكها القاعدة الشعبية الأكبر في الداخل الإيراني ما يدعو للاستغراب، لا سيما وأن هذه المعارضة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والتي تشكل منظمة “مجاهدي خلق” مكونه الأساسي، حيث تفتح هذه المعارضة أبوابها للتعاون والتنسيق مع دول المنطقة بهدف التخلص من نظام ولاية الفقيه في وقت سريع وبأقل التكاليف، وبما يضمن إبطال مؤامرات نظام طهران وخططه التوسعية والعبثية في دول المنطقة.

 

لا يمكن فهم الأسباب التي تمنع الدول المكتوية بنار نظام الملالي في المنطقة والتي بات يشكل خطراً حقيقياً عليها يستهدف استقرارها وأمنها، وربما كيانها، من التنسيق والتعاون مع المعارضة الإيرانية، ومع “مجاهدي خلق” التي رسمت أبجديات البرنامج السياسي لهذه الجسم التنظيمي المعارض، خاصة وأن هذا البرنامج الذي يتلخص في إحلال الديمقراطية والتعددية وإقرار مبادئ الحريات العامة، ينسجم مع أهداف وتوجهات ومصالح دول المنطقة في التخلص من تداعيات المشروع “الإمبراطوري الفارسي” الذي يؤرقها.

 

“مجاهدي خلق” منظمة سياسية إيرانية معارضة، لها برنامجها السياسي الواضح الذي يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية لأبناء الشعب الإيراني، تمتلك قواعدها الشعبية الواسعة، وتحظى بقبول أوروبي وأمريكي، لم يعد ما يمنع من أن تفتح لها العواصم العربية في المنطقة أبوابها بعد أن فُتحت لها أبواب العواصم الكبرى في واشنطن وباريس وبرلين..وغيرها، انطلاقاً من المصلحة العليا المشتركة وهي التخلص من حكم الملالي الذي أنهك دول المنطقة وشعوبها ومجتمعاتها من خلال تأجيجه لصراعات سياسية وفتن طائفية، هي بمثابة جروح غائرة تنزف لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى متى تبرأ منها شعوب المنطقة.