كثرت الاحداث السياسية وتعددت اسبابها في العراق واصبح البلد ساحة تجارب لكل من هب ودب من شذاذ الافاق وعتاة الزمن الاغبر ولا من متعظ من ابناءه الذين انكووا هم بكل التاثيرات التي حصلت فيه وهم اليوم (اي ابناء العراق )يلهثون ويركضون وراء اسماء وعناوين اثبتت تجارب الواقع فشلها الذريع في معالجة الوضع العراقي بل زادت هذه العناوين في دمار وخراب العراق ,يلهثون وراءهم بلا وعي ومعرفة وادراك لدورهم في الحياة فقط لمجرد الانتماء الطائفي والمذهبي والعرقي والقومي لان الكل يخشى من تفوق جزء على اخر وكانما الامر سباق للفوز بالغنيمة بحسب التفكير الداني . نحن فعلا اليوم امام مشكلة كبيرة وخطيرة في تداعياتها ونتائجها المستقبلية القريبة علينا حيث الارهاب يفتك بالبلد عسكريا واقتصاديا ويهدد الامن القومي ويؤشر على مدى كفاءة العراقيين في التصدي له ومحاربته بعيدا عن كل الولاءات والانتماءات , وايضا حيث الفساد المستشري في دوائر الدولة باغلبها وهذه الافة فتكت بكل انواع الحماية الغذائية والاقتصادية للفرد العراقي , كذلك تفتت النسيج الاجتماعي والذي كان يضرب المثل به في التماسك والقوة فاصبح اليوم مهلهلا بسبب سطوة الانتماءات الجزئية بحسب المكونات , هذا كله حصل ويحصل واغلب ابناء شعبنا ينام في العسل بعد ان تمكن سياسيي الغفلة في ايهامهم انهم هم وحدهم المدافعون عنهم وعن حقوقهم وهم الاجدر بقيادة العراق ,هنا اتساءل وبمشروعية لاتليق للكثيرين اين نهاية السير الاعمى وراء من استغفلونا وضحكوا علينا وجعلونا مثلا فاشلا امام العالم باجمعه ؟ وهل هناك من نهاية لهذا العبث ؟وهل يلوح في الافق وعيا وادراكا لطرد المتلاعبين بنا , ام نبقى اسيري العقل الجمعي المتهالك ؟ اين وصلت شعوب العالم بدولها بعد نبذها للانتماء الجزئي غير الوطني , وماهو مقياس الحضارة المتطورة لديهم وكيف نجحوا في صراعهم مع الزمن في التفوق عليه ؟ هذه الاسئلة وغيرها الكثير تعبر عن حالة الوهم والغفلة التي نعيش فيها جميعا وتنبئنا بقادم اسود اذا لم نلتفت لاسباب النكوص والانهيار المجتمعي وسنعض اصابعنا ندما بعد فوات الاوان على ماراح من فرص التعويض والبناء وحماية العراق .
اننا ايها الاخوة نخاطب في العراقي الضمير الوطني والخلفية التاريخية القوية والتي بناها الاجداد باموالهم ودمائهم وتركوا لنا ارثا عظيما مزقناه بقلة العقل والتفكير وبانجرارنا وراء الواهمين الكاذبين وايضا الارث الثقافي الذي اوجد علماء ومفكرين وادباء كانت لهم السطوة على كل العالم فتصدروا كل مجالات الابداع والبناء في العالم كله , كذلك نخاطب الروح الدينية الايمانية في النفس العراقية والتي نجحت في ان تجعل من العراق مركز الاشعاع الديني في كل الوجود , نخاطب هذه المفاصل ونامل ان يكون ماذكرناه حافزا لنا لنعود الى رشدنا ولانلهث وراء السراب والوهم ونتفق ونتوحد لنعيد للعراقي اشراقته وابتسامته الجميلة .
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا