هل هذا جزاء “سنمار”!؟ يا حكومة “العبادي” المحترَم؟!
شهدائنا من القوات المسلحة والحشد الشعبي وقوى الأمن والشرطة أعدادهم تتضاعف باستمرار! يتبعهم الجرحى ومن ثم المعوقون! إضافة إلى مَنْ يتساقطون أشلاءً مبعثرة في الشوارع وعلى الأرصفة نتيجة التفجيرات الإجرامية التي يقوم بها مَنْ يطمئن بأنه سوف يقضي فترة نقاهة في السجون العراقية ويعامل باحترام وتقدير!! فيما إذا تم القبض عليه بطريق الصدفة!!؟ وليس بالجُهْد الإستخباري المخترَق والمنهَك! وسوف يخرج “الإرهابي” في أكثر الأحيان من الاعتقال أو السجن سواء بالرشوة أو بالقوة!؟.
الذي يهمنا أكثر من هؤلاء الشهداء هم الذين يتساقطون دفاعاً عن الوطن وعن العقيدة وعن الشرف والعرض والأرض من قواتنا المسلحة والحشد الشعبي الذي يذهب إلى مقاتلة المرتزقة شذاذ الآفاق الذين لا أهل ولا أرض لهم وإن هلكوا على أيدي أبطالنا فلا أحد يسأل عنهم ولم يخلفوا عوائل وأطفال ولم يفتقدهم قريب ولم يتذكرهم صديق فيذهبون إلى جهنم غير مأسوف عليهم تلاحقهم اللعنة إلى يوم الدين.
أما شهدائنا وخاصة أبطال الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الوطنية الأخرى الذين يتاجر بهم بعض السياسيين ورجال دين!!؛ الذين تسابقوا على المشاركة في الدفاع عن الوطن والشعب وأهلهم؛ وفضلوا الذهاب إلى ساحات القتال والجهاد في الجبهات على بقائهم بلا عمل في الأزقة والطرقات!! وفي نفس الوقت يؤمنون لعوائلهم وذويهم مصدر رزق حلال وشريف بدل التورط في أعمال مخالفة للقانون وتضر بالمواطنين!؛ ونراهم مع الأسف يشاركون في المعارك وهم شبه حفاة! وبدون درع يحميهم ولا خوذة تقيهم إلى حد ما من الإصابات ولا مستلزمات الجندي المقاتل وإنما يحملون السلاح البسيط التقليدي “كلاشنكوف” غالباً ويجابهون عتاة الشقاة والمجرمين المدججين بشتى أنواع الأسلحة؛ ومع كل ذلك يقاتل عنصر الحشد الشعبي وسلاحه الأقىوى والمتوفر! الإيمان والعقيدة ومستعد للتضحية وقد أنجزت ملاحم على أيديهم وأنقذت مواقفهم وصمودهم قطعات عسكرية نظامية ووحدات محاصرة وفرق عسكرية عاجزة!!, وقيادات خائفة! ثم ينالوا الشهادة أو يجرحون أو يصابون بعطل ما في أطرافهم مما يجعلهم مقعدين طول حياتهم؛ كل ذلك لم يؤلم مَنْ تبقى منهم على قيد الحياة ولا عوائل الشهداء؛ إنما الذي يؤلم ويزيد القهر قهرا وحسرة هو إهمال الحكومة ومؤسساتها التي تدعي رعاية الشهداء والمجروحين والمقعدين من متابعة أمورهم وأوضاع عوائلهم بعد رحيل المعيل وإصابة القريب وقعود الشباب في بداية ربيع حياتهم دفاعاً عن الوطن وتلبية لنداء المرجعية؛ حيث لا أحد يهتم بهم ولا بمصير عوائلهم وأطفالهم من بعدهم وهي مشكلة أصبحت أكبر وأعظم من مشكلة “النازحين”! الذين نالوا القسط الكبير من الاهتمام والرعاية وسلطوا أضواء الإعلام عليهم بالإضافة إلى المبالغ التي خصصت لهم وسرقت ولا أحد يطالب بها!! بئس ما تحكمون!؟ وتركوا عوائل الشهداء والمجروحين والمقعدين في ظلام الظلم الاجتماعي الذي نعاني منه في مجالات عديدة.
نرجو أن تكون هناك حَمْلة موازية لحملة “أهلنا” تشمل عوائل الشهداء والجرحى؛ حملة تقوم بها الحكومة وعلى حسابها الخاص من ميزانية الدولة وليس من الصدقات!! في دعم مؤسسة الشهداء التي طالما تشكو من قلة الموارد والمخصصات لها مما يجعلها عاجزة عن الاستجابة للطلبات الكثيرة والمستمرة من عوائل الشهداء القدامى والجُدد ولا تستغلوا طيبة وتضحية شبابنا باندفاعهم اللاإرادي! ودفاعهم البطولى عن الأرض والعرض؛ ليس من أجل المترفين من السياسيين والمتخمين من الفاسدين بل من أجل حماية الشعب العراقي من مصير دام ومدمر إذا ما انتصر وهيمنَ الإرهابيين القتلة على البلاد وأذلوا العباد… سارعوا إلى التوجه إلى عوائل الشهداء والمجروحين والمقعدين وخففوا عنهم العزاء وسدوا حاجتهم وعالجوا جرحاهم من أجل أن يكتب لنا ولكم النصر المبين ….فهل من سميعٌ مجيب بعد الله ليقرض الله قرضا حسناً فيضاعفه له بالنصر والنجاح والتقدم!!؟ أم سوف تستمرون في ظلم الشهداء وتخذلون عوائلهم وتقهرون جرحاهم؟؟؟