18 ديسمبر، 2024 6:44 م

متنه هواي محد ميت بكدنا!

متنه هواي محد ميت بكدنا!

(خذني يمك بعد ما ضل كل عذر لا تعتذر )
(كون تشوف روحي شخله بيها الخوف)
(شديت باب الجرح جبته واجيت اعتذر يم باب سجينك)
(متنه هواي محد ميت بكدنا)
(نذرنالك تجي وندعيلك تعود وعمت سجينه وشيب نذرنه)

ماذا نكتب يا جبار رشيد, كيف تجرأ الموت على ارادتك, حقا لم يخجل وانت الذي قلت (اريد الموت من يمر علي ميخاف بس يخجل)

لم يخجل منك ولكن انا متيقن انه كان خائف, لانه جاءك في المرة الاولى وارتعدت فراسه وولى هاربا, حتى انهكت قواك بسبب المرض الذي طاب له الجلوس في مخيلتك, وكانت هذه الفرصة المناسبة لملك الموت, حتى جاءك في الثانية ليقبض روحك وهو يتصبب عرق الحياء منك, بل اعتقد جازما ان هذه المرة كان الخوف يعتريه والخجل من قصائدك لم يفارقه , رأيتك في مخيلتي وانت تردد لملك الموت (متنه هواي محد ميت بكدنا) .

جبار ايها الفارس الذي رسم ملامح الوجع الجنوبي السومري في (شيلات امهاتنا) من خلال حزن قصائده, لعلك تلملم القوافي والاوزان لعالم الاموات, من اجل ان تقرأ في مهرجانا للراحلين والبائسين في عالم الخلود , بجانب عريان السيد خلف, وكاظم اسماعيل, وفاضل عبد السادة, وعطا السعيدي, مع وجود نخبة من ذائقة الشعر الكريم اكثرهم من شهداء ثورة اكتوبر وتشرين, رأيت عريف الحفل واعتقد بأنه كان علي رشم حيث قدمك بأحد ابياتك التي تقول ( نذرنالك تجي وندعيلك تعود وعمت سجينه وشيب نذرنه)

جبار ايها الشاعر الذي بكت عليه بنات الجيران لأنك كنت تراهن اخوات لك, لم يكن لك اخوات من امك التي مزقت خديها ونسيت اضافرها في وجهها, في الامس عند رحيلك خرجن بنات البيوت ليلطمن خدودهن عليك ويشقن جيبوهن, لتتحقق نبؤة البيت الذي رثيت بيه شقيقك رائد ( ماعندك خوات يشكن الزيج انه اختك واشك زيجي اعله طوله)

بماذا سنكتب يا جبار فالحروف جفت واقلامنا انتكست, لعلك اخترت اليوم الذي سجله التاريخ بذكرى دفن الامام الحسين والفتية الميامين من اله, ليكون يوم لمدفنك وانت تريد الكثير (اريد الوطن للعباس خاطر بيه يتكفل اريد الطف اريد بكل شبر مقتل) تريد كل شيء يا جبار! وماذا بعد ؟ (اريد اسم العراق اول)

يا ايها الانسان الجنوبي الذي لم يذق طوال حياته غير البؤس والحزن والظيم, ها انت تترجل عن صهوة جوادك, وتسافر عبر قطار الراحلين لأخر محطات الوداع, ولترقد في امان وسلام في مقبرة السلام.

فسلام عليك يوم ولدت شاعرا عراقيا سومريا اصيلا, وعشت انسانا متواضع خلوقا طيبا, ورحلت وتركت خلفك نتاجا يتسلى به العاشقون والمغرمون بك, ارقد بسلام يا جبار الشعر وجبار العراق, سنردد بعد رحيلك ما كتبته, ليكون رثاء منك اليك ( منين نجيب مثلك حتى ننساك ومنو المثلك يعوضك لو خسرنا ).