18 ديسمبر، 2024 11:49 م

من أراد العلا عفواً بلا تعبٍ * قضى ولم يقض من إدراكها وَطَرَا
لا يُبلغُ السؤال إلا بعد مؤلمة * ولا يتم المنى إلا لمن صبرا
وبيت من الشعر لشاعر آخر
دعِ التكاسل في الخيرات تطلبها * فليس يسعد بالخيرات كسلانُ
بهذه الابيات استعرض حالة من حالات التميز التي آليت على نفسي ان أبحث عنها في كل زوايا بلدي الجريح لتكون منارا واستدلالا لعمل الخير والاخلاص والتفاني من اجل راحة الاخرين أو مسح دمعة اليتيم واشاعة البسمة في شفاه المحرومين و فضح المفسدين ومحاربة الارهاب والمجرمين .أمرأة عراقية حالها كباقي العراقيات اللواتي يعشن في كنف الحياة المره فرضت عليهن بقيود اجتماعيه لم يكن لها ناقة او جمل فيها  , انما الرياح التي تسير بعكس اتجاه الرغبات والاهواء قادتهالبحر ليس فيه شاطىء,  هذه المرأة مثال من الامثلة القليلة التي حولت النكبات التي فرضت عليها لمكسب انساني رائع وظاهرة متميزه يفتخر بها كل وطني شريف , تسجل في صحائف اعمالها امام الخالق , فقدت زوجها على يد احد اصدقائه بعملية يندى لها جبين الانسانيه عندما قام بذبحه تاركا لها أربعة اولاد في مقتبل عمرهم , بادىء الامر عانت هذه المتيمزه انواع من الآهات والنكسات لم تمد لها يد العون والمساعده من اقرب الناس لها , بعد مرور فتره وانقضاء مراسيم الدفن ومراكز الشرطة والقضاء والعزاء , اضيفت لها مصيبت اخرى بوفاة اخيها لينضم لها ايتام اخر , لم تيأس ولم تنكسر بل بقيت صامدة كالجبل لاتهزها الرياح , واعاصير الزمن الخبيث الذي اراد لهذه المرأة ان تنتهي ويخفت صوتها وينطفأ بريقها و تدفن بحياة الذل والقهر والبكاء , الاانها لم تكن هكذا , سارعت لتأسيس جمعية خيرية باسم جمعية النور لرعاية الايتام واستأجرت بيت في احدى مناطق بغداد الواقعه في مدينة الصدر قطاع 7 , لتجعل منه منارا لرعاية الايتام وادخال الفرح والسرور لقلوبهم , نعرف ان مثل هذه الحالات كيف تعيش و تشق طريق نجاحها وبامتياز بين وحوش من البشر  , متحديه كل المعوقات والطرق الوعره وهي تواصل مشوارها لخدمة هؤلاء الايتام والارامل , تطورت الجمعية من تعليم تطوعي من الاول ابتدائي لحد الثالث متوسط , وتقبل اي احد بعد جلبه لشهادة وفاة امه او والده  وبدروس مجانيه وكما يطلق عليها دروس تقويه , الدار ايجار وحالتها يرثى لها لانها تحتاج لترميم واعمار ومع ذلك لم تنثني العزيمة او تمر بها حالة اليأس , طرقت الابواب من منظمات مجتمع مدني الى المحافظ ومجلس المحافظة والمجلس البلدي لمدينة الصدر ’ لامن مجيب , وعود وكلمات معسولة لاتسمن , لم تهدأ ولم تستكين وطرقت باب العمل والجهاد في مقاولات بسيطه بغية تأمين ابسط مستلزمات المعيشة لها ولاولادها واولاد اخيها الايتام ومن تكفلت برعايتهم ودراستهم وادخال السرور لقلوبهم ومسح الحزن عنهم , واستمرت الحياة والاخت في دوامة عمل لاتعرف للراحة مكان او زاوية استراحه ترمي بها جسدها المتعب بعد يوم عمل شاق  , همها الاول والاخير مساعدة الايتام وادخال الفرحة على نفوسهم من خلال تقديم الهدايا في  المناسبات ووجبات الاكل والكسوة والسفرات الشهريه واحياء ذكر اهل بيت الرحمة لاءنها جمعت بين العمل والايمان لايفترقان في قاموسها , تستغل فرصة راحتها لتذهب في محاريب قدسية اهل بيت الرحمة متنقلة بين النجف وكربلاء , زارها العديد من المسؤولين ولكن دون فائدة تذكر
دعوة من القلب ان يبقيك ذخرا واما بارة للايتام وندعو كل المؤسسات الخيرية والانسانية ان تمد يد العون لهذه
الشريحة من الايتام ومن أولائك الذين دائما يتمشدقون بخطاباتهم واحاديثهم  بمساعدتهم وانها من اول اهتمامنا و وعود ليس لها اولا ولااخر , لوفكرنا بتقديم جزء من مدخراتنا المالية افضل بكثير من حب الدنيا والاستقتال عليها , ايتام العراق بحاجة لرعاية ودعم فلنهب لنجدة هذه السيده لدعم
مشروعها الخيري وهي تشق طريقها بصعوبة بالغة بين العيش وتوفير لقمة الخبز لها ولاولادها وبين توفير متطلبات نجاح مشروعها الانساني في رعاية الايتام .