22 ديسمبر، 2024 10:52 م

الساعه الخامسة فجرًا سباق مع الزمن.
حالة ولادة مستعجلة، صراخ امتزج مع الألم!
لم يكن الصراخ قد توقف مع شروق الشمس وولادة بسمة، كان صراخ يخالطه الخوف من الغد.
استقبل الطبيب الأم بخبر جعلها في اندهاش وحيرة
يقيدها الخوف وصدمة أوقفت التفكير!
ياسيدة أريد إخبارك أن بسمة مختلفة بسبب خلاياها التي تحتوي على ٤٧ كروموسومًا، وهذا اختلاف عن العدد الطبيعي الذي يكون ٤٦ كروموسومًا، وكان المتهم في الزيادة كرموسوم ٢١
وهذا يدعى متلازمة داون نسبة لمكتشفها (جون لانجدون داون عام ١٨٨٧م).
فقد يصاحب الجنين بعض المشاكل التي تختلف من مصاب وآخر، مثل:
مشاكل بالقلب، ومشاكل بالجهاز الهضمي، وتأخر عقلي، ومشاكل بالأسنان وغيرها.
وهذا غير الاختلاف في الملامح التي تبدو واضحة.
بعدما استوعبت أم بسمة الصدمة وتقبلت الأمر
شكرت الواهب بما أنعم عليها، وبدأت رحلة التحدي
وتوفير البيئة والظروف التي تجعل من بسمة حدثًا خارج المعتاد.
وكان سبب تدخلها المبكر وتهيئة البيئه الصحية
جعلت من بسمة تلك النسمة الضاحكة المحبوبة من الجميع صديقة مفضلة لأقرانها.
بسمة الآن متميزة، فقد حققت إنجازًا علميًّا،
كما حقق صديقها فيصل العديد من الميداليات
في السباحة وهو يشاركها المرض نفسه.
هنا تخبرنا أم بسمة أن أطفالنا جميلين، وعلينا فقط تقبلهم واحتواؤهم، وأن لا نستسلم للمحبطين والتعاطف السلبي.
وبهم نقوى.
أنت من تختار الفوز أو الانسحاب.
أمي حبيبتي: إن ملامحي تختلف عن ملامحهم، ولكن مشاعري لا تختلف!
أحبك أمي.
سأخبركم أمرًا:
الغيمة الجافة لا تمطر الأمنيات.

بسواعد عصرت الألم وكسرت المستحيل أشرقت شمس الأمل، وقطفت زهرة الصبر وحققت فرحة العمل.