التوحش هو تلك الفوضى التي ستدب في اوصال المجتمع, في حالة أزالة عنها قبضة الدولة, أو السلطات الحاكمة, وهذه الفوضى ستكون متوحشة قاتلة, يحكمها قانون الغاب.
في ظل الأزمات التي يعيشها العراق, وتفاقم الأرهاب في مناطق عديدة, وأنتشار أيدولوجيات متطرفة, وخصوصاً التي يتبناها أصحاب العقائد السياسية المنحرفة, فهل نحن متجهون الى التوحش السياسي والفوضى الخلاقة؟.
الفوضى الخلاقة, كما يراها المحللون, هي واحدة من الأستراتيجيات الأمريكية, لأحداث تغير جذري على الأوضاع في الشرق الأوسط, وهي تقوم على خلق أوضاع سياسية, جديدة غير مستقرة, بعد فوضى تعم المنطقة, وأنها تتحقق من خلال نزاعات وحروب داخلية, بين أبناء البلد الواحد, او شعوب المنطقة.
أستخدمت التنظيمات الأرهابية, المفهومين معاً, بعد سيطرتها على مناطق عديدة في العراق,حيث كانت الأداة المنفذه لتلك المفاهيم, وفرضت سيطرتها بقوة السلاح, وقانون الغاب, بعد زوال حكم الدولة عن تلك المناطق.قد يلجاء بعض ساسة البلاد, الى أستخدام تلك المفاهيم,لغرض خلط الأوراق, في الساحة السياسية,وخاصة تلك الحيتان الكبيرة, التي أستولت على مقدرات البلاد, وعاثت فساداً فيها,والتي قامت بأفعال يندى لها الجبين على مدى عقد من الزمن,للتغطية على أفعالهم الشنيعة.
في ظل التطورات الحاصلة والنقمة الشعبية العارمة,على النخب السياسية الحاكمة, فأن هناك أيادي تعمل في الخفاء,لأشعال فتيل الأزمة من خلال تجاهل مطالب الجماهير وعدم أخذها على محمل الجد,وأستشعارها بالخطر المحدق بالبلاد.بعد أن بحت أصوات المرجعية بالمطالبة بالأصلاح ومحاربة المفسدين, وأغلقت أبوابها بوجه تلك الوجوه التي لم تجلب الخير للبلاد, بدءت عناكب المفسدين بنسج شباكها,المغمسة بالمال الحرام, فنصبت شراكها وحبائلها, من أجل أيقاع البلد في الفوضى الخلاقة والتوحش السياسي, للتغطية على جرائهما وفسادها, الذي فاحة منه الروائح النتنة, التي أزكمت أنوف العراقيين.
يبقى أن نقول أن عقول العراقيين, أنضج من أن تقع في حبائل الشيطان, بعدما أستفاقت من غفلتها, التي دامت ثلاثة عشر عاماً, بفعل تلك النفثات الشيطانية,وعادت الى رشدها في المطالبة بحقوقها المسلوبة, وأموالها المنهوبة, ومحاكمة رموز الفساد وحبال الشيطان للتخلص من جميع أثارها, ومخططاتها التي تريد ايقاع البلد فيها.