التداعيات التي رافقت الولاده العسيرة لعملية تكليف حكومة جديدة للعراق بعد ثمان عجاف ، والتدخلات الداخلية والاقليمية والدولية ، والتوقعات المتباينة ، والتوتر الامني وغيرها من المفردات ، لم تكن تعني للصدريين شيء ، اذ كان موقفهم واضحاَ من الولاية الثالثة وكانو يراهنون على انها ضربُ من المحال ، بل ويتمسكون بموقفهم الرافض رغم الضغوطات والعروض الكبيرة والمكاسب التي عرضت عليهم مقابل الموافقة على تجديد ولاية السيد المالكي .
الصدريون يختلفون عن كل الاحزاب الدينية الاخرى التي ولدت في ظروف خاصة ونمت وترعرعت معارضه في دول اخرى وبرعاية مخابرات هذة الدول ، واستنفذت سنين عمرها ( الجهادي ) في محاربة بعضها البعض وتجمع المعلومات والفضائح والملفات ولم تكن حصة النظام البعثي المقبور من جهاد ( اغلبها ) الا بضع بيانات او صحف كانت تطبع في دمشق ولندن وطهران وتوزع على بعض من ينتمي لها او تعاطف معها.
اما التيار الصدري فقد كانت ولادته الطيبه في مسجد الكوفه من اب روحي مجاهد ناصع الصفحة ، محيطا بكل المتغيرات متحديا كل المصاعب متجاوزاَ كل صنوف المراقبة والتضييق زرع في قلوبهم بذرة التحدي والمواجهة ، وكسر في تربيتة لهم كل حواجز الخوف ، وانتشل الضالين من متاهات الضياع وهيأهم وعبأهم ليوم كان العراق في امس الحاجة لهم فية .
ثم كانت المرحلة الثانية في نضج التيار الصدري وتحويلة الى رأس حربه في مقارعة المحتل وجهاده و الوقوف بوجه الفكر التكفيري قولا وفعلا وحماية حواضر العراق والتي سعى التكفيريون لاستباحتها ووأد الفتنه الطائفية التي ارادوا تأجيجها ..
ثم كانت صفحة المشاركة في حكومتين متتاليتين للسيد المالكي تنازلو له في اولاها عن استحقاقاتهم الوزارية حتى يقدموا للاخرين مثلا على عدم الاستئثار بالسلطه . وكان اداء وزرائهم في آخرها يتفوق على إداء الاخرين وكانوا في موضع مراقبة ومحاسبة من قيادتهم بأستمرار، بيد أنهم لم يكونوا ليصبروا على ظلم أو ضيم أو اذى يصيب ايًّ من مكونات الشعب العراقي فكانت مواقفهم الوطنية واتجاهاتهم اللاطائفية، ومطالبتهم بتصحيح المسار المنحرف، والتوجه الفردي في إدارة البلاد سبباً في أن( تفتح عليهم نار جهنم ) مبكراً ويكونوا أكثرفصيل شيعي يتعرض للأذى والتسقيط والاعتقال والاقصاء بعد ان أعلنوا جهاراً رفضهم للفساد والتسلط عزل المكونات وأستباحة الحرمات .
لم يكن الصدرين ليريدوا من من السيد المالكي أكثر من أن يتعامل مع مكونات الشعب الشعب العراقي بأحترام، وكانت مواقف السيد مقتدى الصدر اعزه الله وبياناتهِ المتتالية فيما يخص أزمة الانبار في مراحل التظاهر الاولى واضحة ونصائحهُ المجانية للحاكم الذي لايصغي مفتاحا طيباً للحل ، وكان بأمكان الحاكم المستبد أن يكون في جنب العراق لحل التداعيات التي تلت هذه الصفحة، ولكان حال العراق الان مختلفاً ولم يكن للتكفيرين والبعثيين ليسيطروا على اكثر من ثلث مساحة العراق ويعم الخراب ويكثر الخبيث ويوضع البلد على شفا حفرة من التقسيم والاستباحة .
وربما يمكن لمن يراجع ادبيات التيار الصدري وما اعلن عنه من بيانات او مقالات كتبها ابناءه ، ان يكتشف انهم لم يكن لهم موقف من شخص ( المالكي ) كأنسان بل من مواقفه ومواقف حزبة الذي تعرض هوه الاخر ( كقيادات بالطبع ) لعملية سيطره محكمه من قبل القائد الجديد المنفرد وبالاشاره الى مجموعه مقالات السد ( جليل النوري ) التي نشرت في موقع كتابات، وهو شخصية وطنية صدريه مخلصه ، وقريبه من مصادر صنع القرار الصدري ، يمكن ان نستشف الحكمه البالغه والوطنية المتمكنه والاحساس بحجم المعاناة لديهم ولدى القاعده الشعبيه التي ترتبط بهم الصدريون تعرضوا لما لم يتعرض له اي فصيل شيعي في زمن المالكي ولم يكن يطالبون بمكاسب دنيوية
كانو يدفعون دوما بالتي هي احسن ، وكان قائدهم السيد مقتدى الصدر( اعزه الله ) عنوانا كبيرا للصبر والثبات والمواجهة والنُضج .
ربما لو كان السيد المالكي مستمعاَ لغير النمامين والمتملقين، ربما لوكان يستمع الى الضمير ، او الى صوت الناصحين ودعاة الاصلاح في الاوساط المرجعية ، او الدعوية المخلصة، لو كان يستمع الى اهات المتعبين وانفاس المعذبين في سجون تضم حشوداً كبيرة من الابرياء والمقاومين لو كان، يستمع الى الاعلاميين الوطنيين ، والخبراء المشردين في بقاع الارض ، لو كان يستمع فقط، لما وصل حال العراق الى ماهو عليه ولما كان يوم تكليف ( غيره ) برئاسة الوزراء له طعم فرحة العيد التي اذهبت سياسات الرجل الرعناء فرصتها على العراقيين بعد ان نزح وتشرد مليون ونصف المليون من العراقيين. قبل ايام قلت لاحد نواب دولة القانون ممن تربطني به صلة قربى – قل للرجل ان يتصالح مع نفسه – قل له ان يذكر الاخرين بخير في واحده من خطاباته الاسبوعية – قل له ان يطلق سراح المعتقلين ممن لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين – قل له ان يعترف انه قد اخطاْ – قل له ان يرُسل رسائل طمأنه للشركاء – قلت- وقلت – وقلت .
وربما كان الاخ قد قال ( لانه اخبرني انة اتصل به ) وكان ربما لم يكن الاخر ليستمع .
مافرح الصدريون الا لأنهم عراقيون ، يفرحون لفرح العراق ويحزنون لحزنة .
أما متى سيفرح السيد مقتدى الصدر (اعزه الله ) فأنه سيفرح حين يرى العراق ، امه واحده لايفرقها شيْ وسيكون اكثر فرحا كلما اقترب اليوم الموعود ولاحت بشائر الظهور المبارك لقائد دولة العدل الألهي ( الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف )
*falihalamiri@gmail. com