23 ديسمبر، 2024 3:20 ص

متظاهروا الأحياء السكنية بين العفوية والتنظيم

متظاهروا الأحياء السكنية بين العفوية والتنظيم

بعد تراجع متظاهري ساحة التحرير أمام قمع القوى الأمنية ، تراجع صوت التظاهر عن أذان مسؤولي الكتل السياسية ورجال الحكومة الذي بات يؤرق الجميع الحاكم وهم يقبعون في المنطقة الخضراء، انتقل التجمع إلى ساحة الطيران وبعدها تحت جسر محمد القاسم ، ومن ثم تنادت المحلات لتعلن التظاهر كل سحب محلته وكل حسب شعاراته، غير ان ثمة شعار واحد وحد الجميع الا وهو شعار محاربة الفساد وحيتانه ، والملفت للنظر ان من تنادى للتظاهر المناطقي هم فقراء احياء بغداد الفقيرة ، وكان تناديا عفويا اظهر ان ثمة فقر مدقع يقف وراء هذه الوقفة ، وان التداعي للتجمع والتظاهر كان تلقائيا وليس منظما لغياب الإنترنت ، وقد كان حري بالكتل ان تقرأ هذه الظاهرة التي تحدث للمرة الاؤلى منذ الأربعينات من القرن الماضي ، الا وهو ان تشابه الظروف وتقاسم الالام كان الموحد للوقوف والتقاسم للشعارات وتقاسم المساعدة وإسناد الاؤل للثاني تجاه عنف غير مبرر وتجاه تشدد حكومي غير مدروس، والكل السياسي يعلم ان تتابع المظاهرات منذ عام 2011 ، سيجدد هذه المظاهرات من جديد غدا اذا تم تعطيلها اليوم ،
سادتي التظاهر وسيلة تفرح بها حكومات الديمقراطيات الغربية لانها تفرج عن الاحتباس الحراري للكامن في نفوس الناس ، وأنها باب تدخل منه الحكومات للتعامل المباشر مع اؤلئك الناس ، كما وانها محرارا يكشف الخطأ في تطبيق البرامج الحكومية ، فهي اذن تنفع ولا تضر اما اذا انحرفت كان لابد من تصحح مسار انها عن طريق قواعد أحزابكم وتنظيماتكم لانها أقرب منكم الى الشارع. كان على الكتل ان تدرس مطالب أؤلئك الشباب المتظاهر وان لا تفسر ما ليس بحاجة للتفسير ، وأن تدفع بالحكومة لتأخذ بجدية مطالب الشارع المتظاهر وان لا تضيف عليها نموت ربما تكون ظالمة وفي النهاية إلحاق الأذى بالجميع حكاما محكومين …