في الكتابة الصحفية عن الأقليم وعن مجريات الأحداث في الأقليم , فهذه الكتابة من زاوية المفردات والتعابير والتوصيف , فأنها لم تعد متطابقة بنسبة ” مئة بالمئة ” كما كانت في السابق في مرحلة الإستفتاء او فترة إنزال العلم العراقي من المؤسسات الحكومية في كركوك واستبداله بعلم كردستان .! , فقبل ذلك التأريخ او الحدث كان بالأمكان الكتابة او القول ” الأقليم ” او الكرد او حتى ” اربيل ” بأعتبارها عاصمة الأقليم , او الإشارة عموماً بكلمة ” كردستان ” , ويتفرّع ذلك الى ” حكومة الأقليم ” , وفي الحقيقة فأنّ جميع اومعظم هذه التوصيفات كانت تؤدي الى معنىً متقارب سواءً مجازاً او غير مَجازٍ , بأعتبار أنّ كردستان كانت شبه موحّدة تحت مفردة ” الأقليم ” ومن الناحية اللغوية على الأقل , وقبل سواها من الأعتبارات السياسية الأخرى .
انما ولكنما في الظرف الحالي , وبعد فشل عملية الأستفتاء وما افرزته من تداعيات وانقسامات في الصف الكردي وفي انشقاقات الأحزاب , وخصوصاً بعد استقالة السيد مسعود البرزاني , وبعد تولّي السيد نيجرفان البرزاني لرئاسة حكومة الأقليم , والذي تتحفّظ بعض الأحزاب الكردية المعارضة على منصبه من دونِ تغييراتٍ جذرية في حكومة الأقليم , فلم يعد مناسباً اطلاق سمة او صفة التعميم على اقليم كردستان ” سياسياً ” وذلك لأجل توخّي الدقّة في التوصيف والتعبير , فأحزاب كرديةٌ اخرى كالأتحاد الوطني الكردستاني او حركة التغيير ” كوران ” والجماعة الأسلامية وسواهم ايضاً قد برز كيان كلاً منهم بأستقلايةٍ وخصوصيّةٍ اكثر من السابق , ولم تعد ترضى بدمج عناوينها مع حكومة السيد نيجرفان البرزاني,
الوضع الآن مختلف بالكامل عمّا سبق , فالحديث عن الأقليم او من الأقليم يمثله ” الحزب الديمقراطي الكردستاني ” اذا لم نقل الأسرة البرزانية الكريمة , كما أنّ الأشارة الى القوة العسكرية في الأقليم فهي ” بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني ” والتي تختلف من زوايا عدّة عن ” بيشمركة الأتحاد الوطني الكردستاني ” , لذا ففي التطرّق لشؤون الأقليم ينبغ توخّي التحديد والدقّة لإيصال المعلومة بوضوح الى المتلقي والى عموم الرأي العام < وخصوصاً أنّ حكومة السيد نيجرفان تستخدم عن عمد خطاباً اعلامياً وكأنها الممثل الوحيد لكلّ الأقليم او الشعب الكردستاني واحزابه .! > فأمسى من المطلوب والأنسب تحديد وتوصيف الجهة السياسية او الجغرافية المراد الكتابة او التحدث عنها , وهذه من المفارقات فالجميع أشقّاؤنا ومن ابناء ومواطني هذا البلد .!
وهكذا كانَ الإستفتاءُ وكأنّه استفتاءً على الشقاق والإنشقاق في الصف الكردي .! ولم يجرِ حسابُ لعبة الإستفتاء وفق اصول اللعب .!
