23 ديسمبر، 2024 2:52 م

متطلبات المواطنة الصالحة

متطلبات المواطنة الصالحة

-1-
اذا كان (كرينشام) – العالم الاقتصادي المعروف قد ابتدع قولته الشهيرة :
{ العملة المزيفة تطرد العملة الصحيحة } ووجدتْ من يُصدّقها ، فاننا لسنا من المصدّقين بها ، ولا ممن يُعيرها الاهتمام .
إنّ بعض (الأغرار) حاولوا تعميم المقولة على عوالمٍ أخرى غير العالمَ الاقتصادي ، فرأوا ان الأدب الزائف يستطيع الانتصار على الأدب الرائع…!!
وهكذا الحال في سائر القطاعات والمجالات …
وهذا كله مردود على أصحابه ، فمن ذا الذي يقيس (الجواهريّ) بقامته الشعرية الفريدة، بمن هبّ ودبّ من الشعراء الزائفين ؟!!
هناك أشخاصٌ طرحوا أنفسهم (مراجع) للدين في مقابل كبار الفقهاء وأساطين العلم ، فباؤا بالفشل ، ولم تقم لهم قائمة ..
وكم من أدعياء للثقافة والمعرفة باتوا محل تَنَدُرٍ وسخرية …
فالصحيح ان يقال :
ان الحق يهزم الباطل ،
وان الاصيل يطرد الهزيل ،
وان الجيد لايقاس بالرديء ،
وليس الغث كالسمين ،
ولا الوسيم كالدميم ….
-2-
ونحن اليوم نقترب من موعد اجراء الانتخابات النيابية العامة ، حيث تقرر ان تكون في نهاية نيسان /2014 ،وهناك ركام هائل من الاسماء، فهل يعقل القبول بتقديم (المزيفين) على (المواطنين المخلصين ) ؟
الصحيح ان يقال :
ان الفرصة قد حانت للخلاص من المفسدين ، واختيار المخلصين ليحلوا محلهم في عملية انقاذ حقيقي للبلاد والعباد .
-3-
نحن لاننفي امكانية تسلل (المزيفيّن) في غفلة من الزمن، الى بعض المواقع الحساسة ، والمناصب المهمة .
وان هذا قد حصل بالفعل
ولكن لو دامت المناصب لغيرهم لما وصلت اليهم .
فالتغيير قادم لا محالة
-4-
ان عملية صُنع التحول من مرحلة غرقى بالثغرات والفساد، الى مرحلة عامرة بالمعطيات الايجابية ، لاتتم على يد الغرباء …
وانما تتم على يد المواطنين العراقيين، المحبين لوطنهم وشعبهم، والمتطلعين الى الغد المشرق ، المواّر بِعَبير الكرامة والأمن والاستقرار والازدهار .
ولن يتم هذا التحوّل الاّ عبر صناديق الاقتراع .
من هنا يمكن القول :
ان المشاركة في الانتخابات ، لاختيار المهنيين الأكفاء، من ذوي الخبرة والنزاهة، والقدرة على أداء المسؤوليات الجسام ، هو التعبير العملي عن الحب للدين وللشعب وللوطن .
وان اعتزال الساحة ، والعزوف عن المشاركة في الانتخاب، هو النكوص الصريح عن مهمات المواطنة الصالحة .
ولا ينبغي لأحد ان يتخلّف عن شرف الاسهام بمتطلباتها …

[email protected]