في النظم الديقمراطية وجدت المعارضة لمراقبة سياسات الحكومة واعمالها و مواقفها على صعيد الجماعة او الافراد ومحاولة تصحيح المسارات والاتجاهات على اسس وطنية ومجتمعية ودينية . هكذا تفهم المعارضة في الديمقراطيات الغربية على الاقل و التي يحتذى بها في معظم دول العالم الاخرى ولا تفهم على انها وجدت لتعارض اي شيء يتعلق بممارسات بضمنها تلك المسائل التي تخص المساس بالسيادة الوطنية والمقدسات والقيم الدينية والمجتمعية ا ستنادا الى مواقف شخصية تهدف الى تحقيق مكاسب سياسية انية و بالتحديد انتخابية.
فمثلا اذا تجاوز فرد من دولة اخرى واعتدى على احد ابناء الوطن وهو يؤدي واجبه بنزاهة و امانة واعتدى عليه بشكل سافر ومخالف للقوانين او قام نظام دولة اخرى بالمساس بمقدسات وثوابت الوطن والشعب المتعارف عليها هنا تتوحد المواقف السياسية والشعبية وتتخذ الاجراءات المطلوبة ونرى هناك مواقف مساندة من معظم دول العالم وادانة للفاعل مهما كانت هويته او نفوذه. تتوحد المواقف لان هذه المسائل ليس من المسائل النسبية ولكنها من الثوابت . العمل المدان هو عمل مرفوض قطعا بالنسبة لكل المواطنين شعبا وجيشا وحكومة ومعارضة واعلاما لانه اعتداء سافر ومساس بحقوق ابناء شعب او مساس بمتعلقات سيادة دولة.
والشي بالشيء يذكر في لندن في الثمانينيات من القرن العشرين قام العاملون في احدى سفارات الدول ذات الانظمة الدكتاتورية في حينها باطلاق النيران لتفريق مظاهرة قام بها معارضون لنظام تلك السفارة.وكانت الشرطة البريطانية تواكب سير المظاهرة في الجانب الاخر من الشارع الذي تقع فيه بناية السفارة وراح نتيجة هذا الحادث شرطية بريطانية كانت تؤدي واجبها بمراقبة سير المظاهرة وفي الحال توحدت مواقف الحكومة والمعارضة والاعلام والشعب في ادانة هذا العمل الذي يمس الثوابت الوطنية.
في النظم الديمقراطية الهشة ان صح التعبير في دول اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية نرى المعارضة تحاول تصيد اخطاء الحكومة وممارساتها الاخرى او العكس بالعكس . وتتبرر المواقف المتخذة وفق المصالح السياسية وتغليبها على القيم والثوابت والمقدسات وتركز على مثالب الحكومة والاتيان بمبررات غريبة وغير مقنعة .ولكن الذي يحدث بعد تضخم وتصاعد المواقف الاحتجاج الشعبية والسياسية الداخلية الخارجية تاتيك التوضحيات من المعارضة وتصحيح المواقف ولوم الاعلام لعدم دقته وموضوعيته في نقل المواقف اوتقوم المعارضة بالابتعاد عن مصدر تحديد الموقف والقول انه لايمثلها وتقف في صف الحكومة بعد فوات الاوان دون التاني في اتخاذ المواقف الصحيحة والمناسبة.
هذه التذبب في المواقف لاسيما من جانب المعارضة يمثل في الحقيقة ظاهرة غير صحية وتعبير واضح عن الانانية والمصلحية والانتهازيةعلى حساب الثوابت والمقدسات وبمثابة محاولة انتهاز بداية اعلان حرب في اوقات حرجة على الحكومة المنتخبة بعد فوزها باغلبية برلمانية في اغلب الاحيان.
ما اردنا قوله ان نبذ الانانية والمصلحية والانتهازية ضرورة من ضرورات العمل السياسي النزيه الذي يسعى الى خدمة الوطن والشعب ومن متطلباته ايضا عدم التخلي او الابتعاد عن الثوابت والقيم والمقدسات ووضع مصلحة الوطن نصب الاعين .