23 ديسمبر، 2024 6:11 م

ليس من عادتي ان ارد على تعليقات البعض اذا كانت لا تحمل معنى او فكرة. لكن ما رايته يوم امس بخصوص التضامن مع مجزرة باريس اثارني جدا. ولتوضيح الحقائق وتبيانها وازالة الغشاوة عن عيون وقلوب (المنفعلين) ومحبي الاوطان كذبا وبهتاناً كان لابد من ان ابين التالي:
لستُ فرنسيا ولم ازر باريس يوما، نعم انا عربي ومسلم وكان حري بي ان اتعاطف مع قضايا بلدي وقضايا العرب والمسلمين وان اقف معهم في محنهم المتوالية ونكباتهم المتلاحقة، وذلك اولى من التعاطف مع باريس او غيرها الا اذا كان شان العرب والمسلمين لا يعنيك كما لمح البعض بل وقال اخرون ان التعاطف مع تلك البلدان ياتي من باب التملق والرياء.

هكذا يحلو لبعض المرضى والرجعيين الذين لا يرون الدنيا بغير عقولهم ومفاهيمهم العقيمة التي اورثهم اياها العرف والقبلية والدين المنحرف.

اقول لهؤلاء وامثالهم انتم على حق فيما ذهبتم به وما رايتموه لكل قبل ان نعطيكم الحق المطلق الذي تريدون ان تقنعونا به.. اجيبوني عن التالي:

اي فاجعة تريدوننا ان نتعاطف معها من توجعكم والامكم التي لا تنتهي منذ قرون وعن اي مباكي تريدون ان نواسيكم فيها، كثرتم وكثرت مشاكلكم الا ترون بان الفوضى والقتل وكل ما هو سيء يتواجد في ارضكم وقبل ذلك في عقولكم.

ثم لنفرض جدلاً اننا تعاطفنا معكم وقد فعلنا، فمع من نتعاطق ومع اي جهة او جماعة او حزب.. وهل سيكون تعاطفنا يسارياً او يمنيياً.. اشتراكياً ام راسمالياً.. ملحدا او مسلما.. كرديا ام عربيا ….

لا اعرف مع من اتعاطق فقد كثرت جراحاتكم وازماتكم واحزابكم وتشتت شملكم فدعونا منكم فقد سئمناكم.

ثم اين انسانيتكم المدعاة وحبكم للخير وتعاطفكم مع فواجع الشعوب ووقوفكم بوجه الشر والارهاب اينما كان، ام هي شعارات وادعات فقط..

يكفيكم كذبا ونفاقا اتركوا الخلق للخالق..

فقد سئمكم العالم، فاستيقضوا فنومكم طال وعمر.