ما أكثر أولئك الذين يتصيدون بالمياه العكرة في ساعة العسرة، ويتوهم أولئك أنهم بفعلهم الظلامي هذا يغالبون الله سبحانه توهما منهم أنهم يغلبونه وينتصرون!! وما أسفه تلك الحلوم التي تتنفس في تلك الصدور المملوء حقدا وحسدا على من لا تستطيع مداناته أو لا أقل فإن مجرد وجوده يكشف عن سوءاتهم التي يجتهدون في سترها عن الجمهور بغية خداعه والضحك على ذقون ذلك الجمهور الذي بات مسحوقا بين قطبي رحى المصادرة، ولعل العجب لا ينقضي من مجتمع ابتلاه الله سبحانه ببلاء لا يدفعه إلا التكاتف والإيثار الحقيقي، تجد في هذا المجتمع من لا يتعظ فبدلا من أن ينحو نحو التخلق بتلك الأخلاق الكريمة لدفع هذا البلاء، يترك الساحة مفتوحة لذوي القلب السوداء من مثل ناعق الشيطان المسمى (مجاهد منعثر منشد) كي ينعق بما لا يفقه وهو يأبى إلا أن يكون مشاركا للدواعش المجرمين باستباحة الدماء المحرمة لا لجرم ارتكبته تلك الدماء سوى أنها تعتقد بعقيدة لا يسوغ للظلاميين المنتفعين حضورها الشعبي الذي بدأ يتنامى، وكأن هذا الظلامي ومن ينهج نهجه لا يقرؤون قول الله سبحانه{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(التوبة/32).
فهذا المجاهد المنعثر ـ وفي اسمائهم آيات للمتوسمين ـ بدلا من أن يتقي الله في نفسه في هذه الأيام العصيبة من حلقات المؤامرة على هذا الشعب المظلوم ويتحرى ويدقق قبل أن يترك لسوداوية قلبه التي وجدت لها ـ في غفلة من العقلاء ـ سطورا تنفث فيها سمها وحقدها على قوم خطابهم معلن، ووجودهم معروف، ومؤسساتهم رسمية، وما يدعون إليه ليس فيه استعداء على أحد بل على العكس تماما فدعوة اليماني تدعو الناس إلى نبذ الخلاف والنزاع والتحزب والتشتت والاقتتال، تدعوهم إلى تبني الخطاب الإنساني الذي يدلهم على ما ينجيهم ويخلصهم من مثل تلك الغدد السرطانية من الارهابيين الذباحين، ومن يعادوهم في العلن ويسندوهم تحت الطاولة من مثل هذا (المجاهد المنعثر) ففي خطابه الإقصائي الظلامي هو ينهج نهج داعش التي يحذر منها، ومن دون أدنى ضمير أو وازع أخلاقي يجد مثل هذا الخطاب أروقة كثيرة تتبناه وتروج له، وكان ينبغي للمواقع التي تدعي أنها رسل ثقافة وسلام أن تنأى بنفسها عن مثل تلك الخطابات التحريضية، التي لست ابالغ بوصفها بالخطابات الإجرامية التي تدعو جهارا نهارا بسفك الدم الحرام، وإلا بربكم بماذا يوصف مثل هذا القول الذي نفثه هذا المنعثر : (فعلموا باننا وعشائرنا سنتصدى لكم وسنزيلكم عن بكرة ابيكم ,وهذا ليس تهديد فحسب وانما حقيقة سترونها انتم ومن يدعمكم في القريب العاجل ان شاء الله تعالى.) فبماذا يختلف هذا الخطاب عن خطاب داعش والوهابية الأنجاس الذباحين؟؟؟!! أليس هو الخطاب نفسه ويصدر من فم ظلامي مجرم واحد؟؟!!
ألم يأن لكم أيها العقلاء أن تنفتحوا على دعوة اليماني وتنظروا إلى ماذا يدعوكم صاحبها، ما الخطاب الذي يتبناه؟؟!! تدعون أنكم مسلمون وتتناخون بالعصبية الجاهلية لتهدروا دماء أناس آمنوا برجل بعثه الإمام المهدي(ص) رسولا منه لكم لينقذكم من حالة التردي التي تعيشونها على كل المستويات سواء؛ الفكرية أو الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية، فهل توجه أحد منكم وسأل اليماني الذي تجتهدون في الاستهزاء به والدعوة إلى قتله وقتل أنصاره؛ هل توجه أحد منكم وسأله: ما السبيل إلى الخلاص من هذه المحنة التي أناخت بثقلها على صدر الوطن الذي كان وما زال يئن من وطأة هذا التخلف والتناحر والتحزب والمتاجرة وبالمزايدات الكلامية التي لم يحصد منها الناس غير مزيد من الدماء والخراب؟؟!! هل توجه أحد منكم وقرأ ما كتب اليماني ليرى هل ما يدعو له مخالف للعقل والمنطق السليم؟؟!!
اليماني اليوم بين ظهرانيكم وأنصاره بين ظهرانيكم ترمونهم بالحجر وهم يلقون إليكم بالتمر، يلقون إليكم طعام السماء، في خطابهم وعملهم يقدمون لكم ما يحييكم ويحفظ كرامة الإنسان وعزته، فهل أضحى هذا الخطاب الإنساني بمقاييس عشائركم وعقلائكم خطابا ظلاميا؟؟!! هل يعقل هذا؟؟ أحمد الحسن خطابه خطاب جده علي بن أبي طالب(ص) فهو يقول لكم: أريد حياتكم وأريد نجاتكم، فلماذا يكون ردكم رد المرادي، فما الفرق بين رد (المنعثر) ورد المرادي؟! فها هو علي(ص) يتمثل قول القائل: (أريد حياته ويريد قتلي *** خليلك من عذيرك من مراد)، وها نحن اليوم نتمثل بهذا القول في قبال تلك الدعوات الظلامية التي تدعو إلى قتل اليماني وأنصاره، وما انفكوا فتلك دعواهم منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه دعوة اليماني في عام 1999م وإلى يومنا هذا!! أليس في انتشار هذه الدعوة وبلوغها مشارق الأرض ومغاربها داع يدعوكم إلى النظر فيها وفي خطابها ودليلها؟؟!!!
هل في علمائكم أو رجالكم أو عقلائكم من واجه الفكر الإلحادي مواجهة حضارية وفتح معه باب الحوار والمناظرة غير أحمد الحسن في كتابه (وهم الإلحاد)، ألستم ترون بأم أعينكم ما يقوله علماء الدين والكثير ممن يلوكون خطابهم من دون قراءة أو بحث أو تفحص: إن نظرية دارون الشهيرة تقول إن الإنسان أصله قرد؟؟!! ولا أحد منكم طالب أولئك العلماء أن يدله: أين قال دارون هذا القول السفيه؟؟!! نظرية علمية عملاقة كنظرية دارون يقوم عليها اليوم علم الجينات، وتدرس أفكارها في كبرى الجامعات العالمية نواجهها بهذا الخطاب المضحك المبكي؟؟!! الذي فتح الباب على مصراعيه أمام دعاة الإلحاد ليؤسسوا فكرهم استنادا إلى تلك النظريات العلمية زائدا موقف رجال الدين واتباعهم من تلك النظريات التي رفضوها وسفهوها من دون فهم أو علم بها، هكذا بالهوى حكموا أن دارون قال: إن الإنسان اصله قرد!!! وبين أيديكم نظرية التطور وما كتبه دارون فدلونا يا عقلاء في أي صفحة من نظريته قال دارون ما تزعمون؟؟!!
هل هناك من علماء الدين من انفتح على النظريات العلمية وحاورها وأثبت من خلالها ما حاول الملحدون نفيه وإنكاره؟؟!! لا أحد، فكل الكتاب المسلمين عندما يتناولون النظريات العلمية فهم على حال من حالين؛ إما مستلبون لهذه النظريات ومسلمون للموقف الفلسفي المبني عليها، أو مهاجمون بعصبية وحمية جاهلية تزيد الطين بلة، وتدفع بالفكر الالحادي إلى أن يحقق ما لم يحلم به لو كان هناك رجل رشيد يتعامل مع الفكر البشري تعاملا بناءً وبميزان عادل يعطي لكل ذي حق حقه، فها هو أحمد الحسن يقدم للبشرية جمعاء وبلغة سهلة واضحة تراعي الجميع العلماء وأنصاف المتعلمين في الطرح كي يكون بيدهم سلاح علمي نافع نامٍ، لا سلاحا تدميريا لمواجهة ما يشيعه الالحاد اليوم، فماذا تريدون من رجل هذا عطاؤه؟؟؟ فمن الذي يبني الحياة الحرة الكريمة خطاب (مجاهد المنعثر) الداعي إلى القتل وإباحة الدماء، أو خطاب الدعوة اليمانية وأنصارها الداعي إلى الحوار العقلاني الهادئ والبحث والقراءة وكشف الحقيقة التي يحاول تجار الظلام والمتصيدون بالماء العكر إخفاءها عن الناس؟؟!! من خلال ذر الرماد في العيون بهذه الخطابات التي ما زادت الدعوة اليمانية إلا قوة ومضاء، فما كان لله ينمو.
ونقول لهذا الظلامي الداعشي (مجاهد منعثر منشد) ومن يروقه خطابه الإقصائي الإرهابي ما قاله الله سبحانه في كتابه المجيد: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(آل عمران/173-176)، والحمد لله وحده.