18 ديسمبر، 2024 9:51 م

مرثية لأخي عادل الحلفي
**
ضيقًا كان الكلام
ضيقًا كان المكان
وانا امشي على أطرافِ قلبي
وعلى عيّ اللسان
نائحًا كان حوارُ الروحِ من جور الحكايةْ
لم أكن وحدي على جرفِ الطفولةْ
فانا احملُ في خبزِ شعيري ذكريات
دهشتي الأولى وصوتكْ
وامتدادَ الصحوِ في عتمة جهلي
لتنحّي كلّ ما خالجَ روحي
من شرايين التكلس..
طرقاتِ الخوفِ والدغلَ، غبارَ الوحشة،
الماءَ الذي التفت يداهُ ذات يومٍ حول جذعي
لأطير بحمامات الصبا
نحو رؤيايَّ وأرضِ الذكريات
لم يكن يفزعني صمغُ المساء
وانا بينك أمشي
في طمى النهر وهمس المستحيل
لنصيد الليل والطلع واعشاش النخيل
ببقايا الشيطنة
كم ضَحِكْنا
ضِحْكَنا كان يغطي جثةَ النوءِ التعيسةْ
ونبوءاتِ مرايا كسرَتْ حافاتها اصواتنا
وحُشاشاتِ الكلامْ
قبل ان تكسرَ قلبي
وكؤوسَ الطمأنينة
فوق قبرك
*
عاريًا كنتُ ولكني مشيت
نحو أبوابِ المياهِ
كي أندّي شفتيكَ
وازيدُ الخمرَ خمرًا
لمسافات الطريق
سائرًا نحو شعاعٍ من جبينكْ
علني امسحُ من شالٍ البناتِ
حنظلَ الطينِ الذي يملأ قلبي
علني اسكب من إرث حليبي
قطراتٍ لاستعارات البقاء
علّ يومًا
بعض يومٍ
من ثقوبِ النورِ انّي التقيكَ
قبل ان يفجعني كعبُ رحيلكْ
بالرثاء
*
ضيقًا كان المكان
ضيقا كان أصيصُ الامس، كي يحملَ
في منفاي اهوالَ الفراقِ
وضَراعاتِ غدي
فتريثْ!
واتركِ النعشَ وعُدْ منه الينا
وادخلِ القلبَ وعانقني
فاني في الضياع
وامنحِ الوقتَ لوقتي
علني اكتبُ في مدحكِ جملةْ
جملةً اخرى تخبّي
بين اهدابِ الحروفِ
حبكةَ الموتِ ودمعي
قبلَ ان ترقدَ في قاعِ الغيابِ
بكمةُ الروحِ
وانت..
قبل ان أصقلَ ألماسَ الحقيقة


قد تأبطتَ الوداع
**

ـــــــــــــ
إثر نوبة قلبية فارق اخي الحياة كمدًا، بعد ان فارقت الحياة ابنته، دنيا الحلفي