23 ديسمبر، 2024 4:41 ص

متحچون! ..”شبيكم” خايفين تگولون صدّام كان محقًّا عندما قاتل نظام إيران؟

متحچون! ..”شبيكم” خايفين تگولون صدّام كان محقًّا عندما قاتل نظام إيران؟

وأعني حاجز الخوف أن يخرج عن سكّته الّتي سكّتها أميركا حدًّا فاصلًا ومن خالف أصبح “يغرّد خارج السرب” ,ومن أصبح هذه حاله فلن يسمعه أحد ..بينما نحن إن تكلّمنا وخضنا في موضوع فيه صدّام فذلك لا يعني كما يفهم البعض خطئًا تمجيد شخصه أو انتماء أو حنين للبعث أو إقرار به كحاكم يصلح لحكم سوى صلاحه كعلاج للقضاء المبرم على الطائفيّة والعرقيّة والمذهبيّة إن كان يعجّ بها بلد ما ..ولكن لا يعني هذا أنّه حزب يمتلك رؤيا اقتصاديّة أو اجتماعيّة أو سياسيّة إن صلحت ,فلن تكون صالحة على طول الخطّ ,فمثلاً صدّام حسين كانت سياسته في غير إيران برأيي حوت الكثير من الأخطاء منها قاتلة كدخوله الكويت ,ونجاحه المأساوي في إيران لم يكن من أفق سياسي مبني على أسس عميقة ,ولكن كان قرار أقرب للفطرة او لردّة الفعل من ذلك الّذي عادةً ما يعتمد على الحواسّ ..فقد كان قرار قصمه ظهر النظام الإيراني نابع من أحاسيس فطريّة سليمة تمامًا يمتلكها صدّام يتساوى فيها مع مشاعر الحيوانات المفترسة أو ذات الاستشعار المبكّر لبعيدة المدى كالذئب أو كسمك القرش أو كالفئران مثلًا وغيرهنّ ممّن يتفوّقن على جميع المخلوقات بشمّ رائحة الخطر أو الدم من مسافات بعيدة جدًّا أو استشعار الزلازل قبل وقوعها بساعات ..فقد شم صدّام بإحساسه الفطري رائحة الخطر على العراق وعلى نفسه وعلى حزب البعث وعلى المكوّن “الشيعي العربي” قبل المكوّن “السنّي” من اعتبارات قوميّة كان يلهج بها طيلة حياته ورافقته حتّى حبل المشنقة وهو يردّد هيامهّ بعروبته ,ثمّ أنّ نظامه مُعترف به من قبل جميع دول العالم تقريبًا حتّى وإن كان الاعتراف لظروف دوليّة ,منهم شاه إيران ..والرجل عندما كان “السيّد النائب” قال فيه الرئيس الأسبق للاتّحاد السوفييتي العظيم ,السيّد ليونيد بريجينيف : “نحن بانتظار زيارة أهمّ شخصيّة في الشرق الأوسط” ..أنا عن نفسي لاأحمل حقد قيد أنملة تجاه إيران ,فلو كنت كذلك فلن أستحق أكثر من دقيقة واحدة أتنفّس الهواء ,على العكس.. فكم أعجبت بشعبها وبجمال طبيعتها بعدما حالفني الحظّ وزرتها قبل أشهر قليلة وكم شدّني شبابها ونظافة شوارعها وأناقة الحجاب بناتها ولنسائها وغير المحجّبات وكم أعجبت بالخدمات الكبيرة الّتي تقدّمها الدولة للشعب ..تصوّر عزيزي القارء أنّ الحمّامات العامّة في “الترنيمالات” أي كراجات السيّارات أكثر نظافة وأوسع خدمة من أيّ دولة في منطقتنا ,فمياه حنفيّات التواليت حارّة في جميع الأوقات!حتّى لم ينس مسؤولوها “الخدميّون” من وضع حمّالات لأمتعة المسافر داخل غرفة “التواليت”  نفسها! .. في الساحات و”الترنيمالات” على جوانب أرصفتها “مصطبات” على شكل أرجوحة مبسّطة للعامّة بميكانيكا جديدة صنع إيراني خالص! .. كلّ فرد جاهز لخدمة أيّ مستفسر هنديًّا كان أم عربيًّا لم ألحظ تفرقة او استفسار عن مذهب مع العراقيين أو مفاجأة ارتسمت على محيّا أحدهم إن عرف الجواب بعكس ما يروّج البعض ..بعض الشباب الإيراني الّذين علموا أنّني عراقي احتفوا بي كثيرًا وبحيث من كرمنشاه بالباص وحتّى الفجر لوصولي “أروميه” بين وقت ووقت يسألوني إن كنت محتاجًا شيء حتّى اخذت أدّعي النوم هربًا من الإحراج الّذي شعرت به! لكن إيّاك أن لا تبالي من يلحّ عليك وأنت “بعمر يثير الشكوك” يوحي أنّك ممّن شارك في حرب الثمان سنوات!, جد لك طريقة تصرف الشكوك عنك أن تكون قاتلت في تلك الحرب ,فقد تورّط البعض ولقي بعض الامتعاض واللوم المبطّن كما علمت من أحد العراقيين فيما بعد خارج إيران, بالنسبة لي شعرت قبل أن أعلم قد يحصل ذلك بداهةً ,وفعلًا صدق حدسي فدخلت في مثل هذا المحذور تلافيته بسرعة رددت دون تردّد “انا منذ صغري كنت أعيش في أوروبّا”! فانصرف السائل هههه, سوف لن  يصدّقني إن قلت له لم أقتل جنديًّا إيرانيًّا واحدًا بتلك الحرب ولا بغيرها ..بعض منهم يتعامل ببعض الخشونة وإصرار لا معنى له ..شعب إيران قد لا يستحقّ ما يعانيه من خنق اقتصادي قاتل يكاد يفيض به منه ,صاحب تكسي نفر وهو يعبّر لي عن ذلك ..ولم لما يجري لولا طموح نظام الوليّ الفقيه في “تصدير ثورته” الّتي أجّلها العراق بدماء مئات الألوف من أبنائه ..شعب  يمتلك وعيًا وأداءً وتعاطيًا سليمًا مع الحياة,  ليحشره هذا الأحمق في قفص ادّعاه عن محادثته الموتى أو تلقّي أوامر من “غائبون” لم يقله محمّد ص نفسه ,فمن العيب ومن غير اللائق لأجل أطماع تستحضر من أزمنة سحيقة كان فيها الناس يعبدون ما يسقط على الأرض من الشهب “نيزك” فتريد من ناس عصرنا هذا عصر المعارف والعلوم الإيمان بها! ثمّ  نترك السذّج سُذّجًا ونزيدهم جهلاً لنسرق ما في جيوبهم دون أن نبادر لتوعيتهم كما أمر الإسلام الحقّ ..فمن يرضى اليوم شعب من الشعوب مهما صغر حجمه يتحكّم به شعب آخر مهما كبر حجمه وللايمان لهرطقات من الّتي يسعى إليها النظام الإيراني.. على الأقلّ كان صدّام يقاتل في جبهات القتال بنفسه بينما صاحبنا جالس على فراشه وجنده يبادون دون رحمة على طول جبهات القتال ,ومات وهو على نفس الفراش! ..فقد وقفت شعوب العالم اليوم وخاصّة بأحداث اليمن على حقيقة النظام الإيراني ,منهم من حمد الله وهو يقول: “ماذا لو نجحت إيران بتصدير ثورتها إلى العراق قبل خمسة وثلاثون عامًا!.. من المؤكّد لحاق بالعرب أضعاف ما يحيق بهم اليوم” ..ثمّ إنّنا هنا نسأل والجميع يسأل دون أن يلقي إجابة حتّى من عراقيّو الهوى الإيراني : “إن كانت إيران مسالمة فماذا تفعل في اليمن؟ ومنذ متى كان هناك جيش للحوثيين ومنذ متىّ تأسّس ولماذا ,ومن درّبهم وكيف وما هي الطرق الّتي استطاعوا بها إمالة كبرائهم “الاسماعيليّون” الأقرب إلى “السنّة” منهم إلى “الاثني عشريّة” للتدريب العسكري والاعداد الفكري في إيران؟ ..ولماذا لا تتعامل مع العراق ومع شعبه باحترام وتتركه وشأنه؟ لماذا سلّطت عليه أتابعها بدل أن تعينه وتثبت للعراقيين انّ صدّام كان مجرمًا فعلًا بحقّ إيران حين أعلن الحرب عليها وانّها دولة مسالمة مسلمة تبحث عن الخير لجميع المسلمين وانّها بلد يحمل إرث حضاري لا كره فيه أو اعتداء ..كان الأجدر بها أن لا ترينا العكس ..فماذا يفعل سليماني في العراق؟ مثلًا؟ وماذا يفعل 5000 حرس ثوري في ديالى وسامرّاء؟ فإن رضوا “الشيعة” بوجودهم فغالبيّة الشعب لا يقبل وجودهم العسكري أو الوصاية عليه من دون إذنه ..أهكذا هي تعاليم الإسلام؟ ..أهكذا هي أخلاق آل البيت ع؟ أهكذا هي المبادئ العليا الّتي جاء بها الخميني للشعوب الاسلاميّة وللعراق؟ ..فإن قيل لا ..فما معنى “تصدير الثورة”؟ ولمن؟ ولماذا لا تسمّي الخليج “الخليج الإسلامي” بدل أن تنحاز لما قبل الإسلام؟ ..ها قد رأينا البضاعة الّتي كان ينوي تصديرها لنا نائب الغائب عج والّتي لولا استباقيّة صدّام الفطريّة أو لنقل “ردّة فعله الفطريّة السليمة” لكانت المنطقة بقبضة إيران منذ 1980 فقد كانت الإدارة الأميركيّة وقتها وهي خائفة من التمدّد السوفيتي تعوّل لأن تكون إيران بحجم كبير لكي تطمئنّ على المواجهة الّتي انيطت بنظامها في مواجهة السوفييت بحجم “يملي العين” فاقتصرت مع فشل ذلك على يد العراق لأن تعيد “خططها” فتقتصر مهمّات إيران على التدريب وتمرير “المجاهدين”!..  وتمرير “المجاهدين”!..