17 نوفمبر، 2024 5:45 م
Search
Close this search box.

متاهات في أخاديد اللوحة

متاهات في أخاديد اللوحة

في الغرفة الأخرى (شهريار غاضب) وجنوده تستعد لليلة ليس لها بوح أو همس ..
لأن شهرزاد غائبة ..
وأنا احبس أنفاسي , أتطلع للوحة التي خط عليها طلسم لم أر مثيلاً له ..
هلوسة وصخب خارج الدار – أقصد المملكة – وأنا أحاول استعارة الهدوء رغماً عنهم ..
مَنْ ….. ؟
………؟
………؟
لم أسمع طرقاً على الباب , أو أحداً ينادي , أو صوتاً يوحي أن أحدهم قادم ..
لماذا يصرخ الملك …….؟؟
الأصوات تتشابك , وأنا هنا استوعب نفسي بلا تردد , اللوحة تغير ألوانها , لم انتبه بداية الأمر إلا أني تذكرت انطباعات معلمتي وهي تشرح لي في درس الرسم ..
– إن اللوحات تتكلم ..
وعرفت حينها أنها تهذي أمامي بألوان مدهشة , فخطوطها توحي بثرثرة أحمق يرتل تعاويذ الشقاء ..
تفاعلت اللوحة مع صخب الدار – أقصد المملكة –
جدتي تهذي وأنا الوحيد الذي هرب منها , أترجم طلاسم لوحة وضعتها هي ..
فجأة صرخ أحد الجنود ..
شهرزاد غائبة .. ماذا نفعل ؟؟!!
ضحكات امتزجت بين أخوتي وجدتي ..
في عينيها التقطت غيابي ومازالت تحكي .. لم ينتبه الجنود لحركات اللوحة , استثنوا فقط براءتي وتركوني معها لأن شهرزاد بانت أخيراً معالم حكاياتها , فجدتي أيقظتها بدلال , لم تضجر منها يوما ..
شهريار أعاد توازنه بينما أزيح عن كاهلهم همُ عناء البحث , العصافير أقلقت صمت الغابة .. لترسم صفاً حول المملكة – أقصد داري – ولتعلن اللوحة جمالها .. جميع أخوتي اندسوا في حلم عنوة , وأنا واللوحة هائمان , وجدتي أسدلت حكاياتها الألف وصراخها على مدى السنوات بين أركان البيت ..
أين أنت يا حفيدي ؟!!
لم تعلم للآن أني تهت بتفاصيل اللوحة !!!

أحدث المقالات