9 أبريل، 2024 3:14 ص
Search
Close this search box.

متاجرة الموظف بسلطته

Facebook
Twitter
LinkedIn

في كل المجتمعات الشرقية والغربية تستشري ظاهرة الرشوة لكنها تتفاوت بنسبها وانواعها من دولة الى اخرى ، حتى اصبح الحال اما الرشوة وإلا المشقة ، تنوعت الرشى بين المبالغ المالية بالعملات الاجنبية الى القطع الذهبية الى الهاتف النقال الى انواع السلع الكهربائية والالكترونية ، والدعوة الى العشاء للاتفاق على اساليب اخرى تبعاً لتنوع الخدمة التي يقدمها الموظف بالمقابل ، وفي كل عصر وزمان تؤدي الرشوة دوراً في انتشار عصابات الفساد التي تلغي الحق في الحصول على الاستحقاق والاولوية الا بعد ان تدفع ( الاتعاب ) مقابل انجاز ذلك الاستحقاق .
والرشوة سلوك لا اخلاقي وغير سوي تدخل تحت مظلة الفساد ، وهي ظاهرة خطيرة تمارس بشكل واسع بالخفاء ، فترفع اشخاصاً على حساب اشخاص دون وجه حق ، وكسب اموال دون استحقاق للكسب وعلى حساب ناس خسروا وهم لا يستحقون الخسارة ، هناك من يرمي اللوم على الدولة بانها لا تحارب المرتشين ويتذمر ، متناسياً ان عليه بنفسه اولاً  فلا نشخص المرض ثم ندعو بالشفاء ولا نحاول العلاج، فرب الاسرة عليه باسرته ، والمعلم عليه بالنشء الجديد ، والرئيس الاداري عليه بالموظفين ، والقائد عليه بالرعية ، والاعلامي من خلال وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وهكذا فكلهم مسؤولون .
      نحن ياسادة ياكرام نعمل بقصد او بدون قصد على تشجيع المتعاطين بالرشوة ، تحت ذريعة اننا مضطرون لان الموظف المعني متمسك بالاجراءات الادارية العقيمة ماضٍ على خطى التعقيد  لاجبار المواطن على دفع الرشوة ، وبالمقابل القائم على الرشوة يعدها إجراءً عادياً يسهل متطلبات الحياة ، فنحن نفعل الإثم ونستغفر ، نفعل وننكر ، ثم ننكر ما نفعل ، حتى تعودنا على ذلك واصبح سلوكا طبيعيا فتلك المعاملة تحتاج لوقت ولروتين قاتل كي تنجز ، وذلك الخريج يحتاج الى وظيفة ، وهذه المريضة تحتاج الى عناية خاصة ومعالجات طبية كي تشفى ، وهذا المتمكن(المستعجل)  يدفع مبالغ مقابل الاسراع في اتمام استحقاقه باسرع وقت بعيداً عن الروتين بحجة انه لا يتحمل الازدحام او انه مشغول بامور اخرى .
     والرشوة قانوناً هي متاجرة الموظف بسلطته لعمل شيء او امتناعه عن عمل يكون من اختصاص وظيفته ، وجريمة الرشوة تقتضي وجود موظف يتاجر بسلطته وصاحب مصلحة يريد قضاءها ، الاول يسمى بالمرتشي والثاني يسمى بالراشي ولا تتم جريمة رشوة الا بحصول العرض من احدهما والقبول من الآخر ، وقد حدد قانون العقوبات العراقي العقوبات المنصوص عليها في المواد ( 307-314) كونها تعد من اخطر صور الاخلال بواجبات الوظيفة العامة .ز
      وفي الختام لا ننسى قول رسول الله (ص) ( لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما) اي ان الله تعالى يلعن آخذ الرشوة ومعطي الرشوة والوسيط الذي يتولى مهمة التفاهم ويسهل امر دفعها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب