18 ديسمبر، 2024 9:08 م

متابعة الاخبار بين هيمنة الميديا وصناعة وسائل الاعلام

متابعة الاخبار بين هيمنة الميديا وصناعة وسائل الاعلام

بعد أن كانت طوال عقود مضت القنوات التلفزيونية والاذاعات العالمية ثم القنوات الفضائية المصدر الرئيس لنقل وتداول الاخبار عالمياً لفترة طويلة من الزمن، وفي ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والسوشييل ميديا واقبال اغلب الناس عليها، أضحت متابعة الاخبار خلالها بصورة أكبر بكثير من متابعتها عبر القنوات الفضائية او الاذاعات، ما آثر على عمل القنوات الفضائية والاذاعية. ودفع وسائل الاعلام الى نقل بثها المباشر واخبارها وبرامجها عبر مواقع التواصل السوشييل ميديا، بل أصبحت وسائل الاعلام تقيس نسبة متابعيها عبر متابعي البث المباشر لهذه القنوات فنرى أن اغلب، بل معظم وسائل الاعلام أصبحت تبث نشراتها الاخبارية مباشرة عبر هذه المواقع.

اليوم نشهد فوضى اعلامية، بسبب اتاحة مواقع التواصل الاجتماعي المجال لغير الاعلاميين والصحفيين أن يظهروا على الساحة الاعلامية والصحفية وينشروا اخباراً قد تكون غير دقيقة وغير مهنية، اضافة الى كثرة الاعلاميين العاملين اليوم في وسائل الاعلام وقلة خبرتهم العملية في التغطية الاعلامية، كما نشهد اليوم الاعتماد الاكبر على اخبار السوشييل ميديا وهناك تأثير للعديد من صفحات غير الاعلاميين على صحة الاخبار ودقتها ما يربك عمل وسائل الاعلام.
احيانا بعض الفديوهات المباشرة المنشورة من قبل بعض الناس الذين أصبحوا من دون أن يعلموا كمراسلين يبثون مقاطع تصبح ترنداً وقد تشكل رأياً عاماً لظاهرة معينة او حالة جديدة في المجتمع وتنقل لتصبح خبراً مثيراً في نشرات الاخبار وتحلل في القنوات الفضائية والاذاعات.

نستطيع أن نقول اليوم أن البرامج التلفزيونية والاذاعية عندما تبث عبر مواقع السوشييل ميديا أحيانا تصبح عرضةً للانتقاد من فئات لا تمثل الشريحة المستهدفة لهذه البرامج العلمية او التخصصية، مثال ذلك بعض البرامج السياسية التي تكثر التعليقات من اعمار لا يملكون باعاً في السياسية وغيرها، كما أن القنوات الفضائية ووسائل الاعلام التي تبث البرامج مباشرة تتعرض لحرج من بعض التعليقات غير اللائقة عبر البث المباشر ما يتطلب استخدام تقنية معينة لمنع تكرار ذلك.

فضلاً عن سهولة الحصول على السبق الصحفي لوسائل إعلامية أخرى عن طريق متابعة هذه البرامج عبر مواقع السوشييل ميديا، لذا اصبحت النشرات الاخبارية غالباً ما تتناول الاخبار التي تشاهد من غالبية مستخدمي هذه المواقع.

ونستطيع أن نؤشر أيضاً الاهتمام الكبير من قبل كبار السياسيين والمسؤولين بما يكتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والدليل ان الكثير من رؤساء الدول في وطننا العربي والمسؤولين يلتقون ببعض المواطنين عن طريق مناشدات عبر هذه المواقع والتي تقلل الوقت والجهد، كما ان هؤلاء المسؤولين والعراق مثال على ذلك يستخدمون مواقع السوشييل ميديا في تصفية خصومهم السياسيون، واغلبيتهم يحاولون ان يشاركوا هم او عبر مكاتبهم الإعلامية لجميع لقاءاتهم عبر وسائل الاعلام على صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل أن اغلبهم يتخذ قرارات سياسية مهمة ويعلنها عبر موقعه ثم تتناولها وسائل الاعلام مشيرةً الى نشرها عبر موقعه الرسمي.

أضحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم سلاحاً قوياً ترصد له كل الجهات السياسية او الحكومية والشركات والقطاع الخاص مبالغ كبيرة لتوظيف مختصين او بارعين في صناعة المحتوى، بل حتى الاستفادة من بعض الخبرات الإعلامية والصحفية لدعم هذه المواقع.

من يعلم قد يأتي يوم تفقد القنوات الفضائية والاذاعية متابعيها وبريقها بسبب ذلك أو قد يقتصر بثها عبر مواقع السوشييل ميديا لكسب أكبر ما يمكن من المشاهدين والمستمعين والمتابعين وتقليل النفقات الاكبر عبر البث الفضائي او الاذاعي، وستخبرنا الأيام لمن الغلبة.