على الرغمِ منْ حرب الأعصاب والإلتهاب والمصحوبة بالعذابٍ , والتي تشنّها الحكومة العراقية على كلّ الشعب العراقي عبرَ قطعها لشبكة الأنترنيت وبضمنها حيوية ال facebook ومعظم السوشيال ميديا منذ ثلاثة ايّام ” بأستثناء نحو ساعتين في يوم امس الأول لذرّ الرماد في أعيُن الإعلام العربي او لخداع الرأي العام العربي , ودونما اكتراثٍ من هذه الحكومة لمصالح الجمهوروالموظفين في مؤسسات الدولة والمصارف والشركات وسواهم , وسواءً بأدراكٍ او عدمه فأنها وكأنها تطعن الجماهير بالحراب وبما فيها مناطق ” تحت الحزام ” , ثمّ وبغباءٍ مسرف فتظنّ هذه السلطة الحاكمة بتصرفاتها هذه بأنها قد تخفّف من حدّة التظاهرات , ودونما شعور او تحسّب بأنّ قطع غذاء النت الروحي على الناس قد يزيد ويضاعف اعداد المشاركين في التظاهرات الأحتجاجية , ممّا ستمتزج مطالب هؤلاء واولئك , وقد يؤدّي ذلك الى ما يؤدي خارج نطاقات الحسبان .!
الفائدة الوحيدة الشديدة المرارة التي استفدتُ منها في قطع اوصال الشبكة العنكبوتية والتي هي في الحقيقة تقطيعٌ لأوصال العراقيين , هي أن اُتيحت لي فرصةٌ اوسع لمتابعة تفاصيل واخبار التظاهرات عبر قنواتٍ فضائيةٍ متعددة اكثر مما كان عليه الأمر مع او عبر الأنترنيت , لكنّ ما جعلني اصطدم ببوابة الذهول أن الغالبية العظمى او القصوى من الفضائيات العراقية التابعة للأحزاب الدينية او للقطاع الخاص وسواءً داخل او خارج العراق , او حتى التي تبثّ من الأقليم , فتبدو معظمها وكأنها تنظر الى هذه الحركة الأحتجاجية بعينٍ واحدة وتُغمض الأخرى ! سواءً عن قصد او جرّاء قصر النظر الإعلامي والسياسي , كما أنّ معظم مراسليها لتغطية مجريات التظاهرات فأنهم يفتقدون المؤهلات الإعلامية المطلوبة وبُعد النظر السياسي في إعداد تقاريرهم , وقد كان لهذا الكمّ الهائل من الفضائيات العراقية أن ينعكس سلباً على النوعية في الأداء .!
وإنّه لأمرٌ محزن أنْ تقدم بعض القنوات الفضائية العربية ” وخصوصاً القنوات الثلاث : الجزيرة , العربية الحدث , والعربية ” صورةً اوضح ” وليست شديدة الوضوح ” عمّا يجري في شوارع المحافظات وبأكثر ممّا تقدمه وتعرضه القنوات العراقية .
وبعيداً عن التعميم وزوايا نظر الآخرين المتباينة , فبالنسبةِ لي شخصياً فأجد أنّ ” قناة العربية الحدث ” هي الأكثر موضوعية وتفصيلا وتغطيةً من سواها من القنوات الأخرى بالرغم من وجود مراسلة عراقية في ستوديوهات القناة وهي تفتقد للحدّ الأدنى من الكفاءة الإعلامية , وهي التي تتولى إعداد الكثير او معظم التقارير الصحفية من استوديو القناة وتعتمد على الأجتهاد وتصوراتها الذاتية اكثر من الوقائع الجارية على الأرض وابعادها .
أمّا شبكة الإعلام العراقي وخصوصاً قناتي العراقية , وبقدر تعلّق الأمر بالتغطية الأعلامية للتظاهرات الأحتجاجية فأنّ وجود هذه الشبكة او القناتين او عدم وجودها فالأمر سيّان .! وهنالك نسبة عالية من الجماهير لا تشاهد هاتين القناتين اصلاً إلاّ فيما ندر , وبقدر ما تعانيه هذه الشبكة من فقرٍ مدقع في الإعلام الأكاديمي والمهني , فأنّ ادارة هذه الشبكة اقيمت على اسسٍ لا علاقة لها بالأعلام , وعلاقتها متعلقة بالأمور المعروفة الأخرى .
——————————————————
تنويه لطفاً : نضطرّ لننوّه هنا بسبب قطع وسائل التواصل الأجتماعي , حيث في مقالتي ليوم امس في موقع ” كتابات ” والتي كانت بعنوان < التظاهرات .. حدث وحديث الساعة , والى اين > , فقد قفزت او طارت ! او انحذفت كلمة في السطر العاشر من الأسفل , والمفروض ان تكون العبارة : فيكاد من المحال عدم , فالكلمة الأخيرة كانت محذوفة مما يغير المعنى بِ 180 درجة , ونأسف لهذا الخطأ الذي لم نرتكبه …