18 ديسمبر، 2024 7:54 م

مبعوث ترمب الشخصي كوشنير محذراً أمراء الحشد .. العبادي والصدر خطان أحمران !

مبعوث ترمب الشخصي كوشنير محذراً أمراء الحشد .. العبادي والصدر خطان أحمران !

أفادت آخر التسريبات والمستجدات على الساحة العراقية الملتهبة والمرتبكة أصلاً , بسبب بما يدور ويجري وما تمر به المنطقة والعراق من مخاض عسير في حال تم فعلاً غلق باب الإرهاب وطي صفحة حركة طالبان الداعشية العراقية قريباً .. !؟.

وأن مَقّدم صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ومستشاره المُدلّل في البيت الأبيض الشاب اليهودي الثلاثيني ” جيراد كوشنير ” وزيارته المباركة المفاجئة بعد أن حلَّ ضيفاً عزيزاً وخفيف الظل على حيدر العبادي من أجل تجديد الدعم والتأيد له وتطمينه بالمضي قدما لإكمال مشواره وحقنه بجرعة شجاعة ثانية كي لا يخاف أو يتردد في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلف الكواليس أثناء زيارته الأخيرة للولايات الأمريكية المتحدة !.

نعم .. لقد جاء الشاب الوسيم ” جيراد ” إلى العراق حاملاً رسالة شفوية تحذيرية شديدة اللهجة .. محذراً ومخاطباً قادة وأمراء الحشد الشعبي وكل من تسول له نفسه باشعال نار الفتنة والحرب الأهلية ” الشيعية – الشيعية ” لا قدر الله , وأنه جاء إلى بغداد ليؤكد لهم ما قاله لهم السيد حيدر العبادي بعد عوته من أمريكا , بأن السيد العبادي نقل وأكد لهم وجهة نظر إدارة البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي كما هي , وعليهم أن لا يلعبوا بالنار أبداً , وتشير بعض المصادر بأن صهر الرئيس ترمب ومبعوثه الشخصي قد قال لهم بشكل مباشر وبدون تقية … بأن السيد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هو رجل أمريكا القوي الذي تعول عليه في الوقت الراهن والمرحلة القادمة لإعادة البناء والاستقرار والاستثمار والاستعمار وإقامة القواعد العسكرية الدائمة في العراق , وأنه .. أي رئيس الوزراء خط أحمر بالنسبة للإدارة الأمريكية لترتيب البيت العراقي بشكل عام , وكذلك ترتيب أوراق البيت الشيعي بشكلٍ خاص , وكذلك أكد لهم بأن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هو الآخر خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية في الظرف الراهن , ولا نسمح لكائن من كان استهدافه أو محاولة اغتياله من قبل جماعة نوري ومن خلفه إيران وأذرعها ومليشياتها , كون أمريكا قبل غيرها تعرف جيداً وتعلم علم اليقين بأن الموالين لآل الصدر وهم بالملاييين سيحرقون العراق من أقصاه إلى أقصاه والمنطقة الخضراء عن بكرة أبيها , وهذا ما لا تريده أمريكا أبداً …إلا في حال فشل مشروعها وما تخطط له من بقاء طويل الأمد في العراق , ولهذا تفضل احتواء الصدر وأتباعه .

المراقب والمتابع للشأن العراقي بشكل جيد يرى بأن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل أداء فريضة الحج والعمرة للبيت الأبيض ليس كما هو بعد عودته منها وأدائه الفسم وفروض الطاعة !!!, الرجل عاد مفعم بالحيوية والنشاط والثقة بالنفس !, بل أقوى واشجع وأوضح من ذي قبل , بعد أن حصل على الضوء الأخضر من الرئيس دونالد ترمب الذي استقبله استقبال القادة والزعماء والحلفاء كما أشرنا في مقال سابق لإيصال رسالة إلى خصومه الطائفيين الذين كانوا ومازالوا يدورون في الفلك الإيراني , وبعد أن قدم له النصائح والارشادات والمشورة وقال له بالعراقي على ما يبدو .. ” أبو يسر روح والهوا بظهرك وفوت بيها وعلى ترمب وكوشنير خليها ” .

عاد السيد حيدر العبادي هذه المرة مزمجراً ومقدماً غير مدبراً , ومحذراً غير مهادناً بعد أن تسلح بسلاح الفيتو الأمريكي , بالرغم من بعض الهفوات والتردد والتلكؤ في اتخاذ بعض القرارات الحاسمة , كما هي حسم ملف مستقبل الحشد بعد أن يتم اسدال الستار على مسرحية داعش ( الشكسبيرية ) وفلمها – الهوليودي- الهندي – الإيراني ), وكذلك موضوع الانتخابات القادمة في حال تم اجرائها في موعدها المحدد … !؟, ومن يحق أو لا يحق له المشاركة فيها فيما يخص قادة وأمراء الحشد والمليشيات !؟؟.

بما إن أخوة يوسف المشاركين في العملية السياسية وعلى رأسهم الرفاق في حزب الدعوة أو ما يسمى التحالف الوطني الحاكم بدأت تساورهم الشكوك , وصاروا ينظرون بعين الريبة والشك والحذر تجاه تحركات وتصريحات رفيقهم رئيس الوزراء المحسوب على حزب الدعوة أصلاً , والذي لولاه لما تقلد السيد حيدر العبادي أعلى منصب في الدولة . ولهذا ستبقى المخاوف تحوم فوق المنطقة الخضراء , وأن الأسابيع القليلة القادمة حبلى بالمفاجآت , خاصة بعد المظاهرة الكبيرة التي نظمها التيار الصدري وقادها مقتدى وسط بغداد , وكانت عبارة عن قمبلة فجرها مقتدى الصدر ومن خلفه هذه المرة أمريكا وحليفه بالسر حيدر العبادي إيصال أكثر من رسالة وضرب أكثر من عصفور بحجر واحد , عندما كشف لأول مرة بأنه مهدد بالقتل والتصفية من قبل جهات داخلية وخارجية , وبالتأكيد كان يقصد المخابرات الإيرانية ونوري المالكي الخصم والعدو اللدود وزبانيته , ناهيك عن تصريحاته ومطالباته المتكررة بحل الحشد الشعبي بعد إنهاء حقبة داعش السوداء , وأنه أول من سيقوم بحل جيش المهدي وسرايا السلام , وهذه الفكرة مُرحّب بها من قبل جميع العراقيين والحكومة الحالية والقادمة وأكثر بكثير من قبل أمريكا وحلفائها الغربيين , وكلنا نتذكر بعد الحرب التي خاضها التيار الصدري في النجف مع القوات الأمريكية بداية الاحتلال والتي انتهت باتفاق وعقد صفقة بين مقتدى والأمريكان أقدم على أثرها ببيع سلاحه لهم وتخلى عن مقاومتهم !, وأن مقتدى الصدر بات اليوم أقرب لهم ومحط ثقة خاصةً بعد أن أصبح أكثراً إدراكاً ووعياً , وتعلم خلال هذه الفترة الكثير من الدرس والعبر وصار يجيد فن أو بعض فنون المناورة السياسة , وأن الشعارات التي كانت تكتبها له إيران كي يرفعها ويرددها هو وأتباعه وأنصاره كــ ” كلا .. كلا .. أمريكا , و كلا .. كلا إسرائيل , وأن أمريكا الشيطان الأكبر وغيرها , قد أكل وشرب عليها الدهر وأصبحت من الماضي , وبما لا يقبل الشك في حال فهم اللعبة واستوعب الدرس مقتدى جيداً وتخلى عن الهمج والرعاع وأنصاف المستشارين وعن إيران فإنه في المرحلة القادمة سيكون رجل أمريكا ومرجعها الشيعي القادم في العراق حتى على المدى البعيد , بالضبط كما هو حسن نصر الله الشيعي رجل ومرجع إيران في لبنان وسوريا والأيام بيننا . وبما لا يقبل الشك أيضاً .. أن الولايات المتحدة وأذرعها في العراق بما فيهم وعلى رأسهم جهاز ” السي آي إيه ” وربما حتى الموساد الإسرائيلي … إن لم يكونوا قد بدءوا منذ سنوات بتوفير الحماية السرية له … فإنهم بلا أدنى مبالغة قد حسموا أمرهم هذه المرة وسيوفرون له الحماية الشخصية الكاملة بعد الحماية الإلهية , وكذلك لرئيس الجمهورية القادم حيدر العبادي بعد أن يتم تغير النظام البرلماني القرقوشي إلى نظام رئاسي جمهوري قريباً بعد أن يصبح مطلبا شعبيا , الاهتمام بهذين الشخصين ( العبادي + الصدر ) ليس من باب الحرص والحب لهم … بل من أجل الحفاظ على الهدوء والسلم الأهلي والاسقرار والبدء في عملية البناء والاستثمار والاعمار والقبول بالاستعمار الاقتصادي في العراق إلى أجلٍ غير مسمى , وكذلك من أجل قطع الطريق واليد التي تحاول أن تمتد لهما , أو تلك التي تنوي خلط الأوراق , وهذا ما لم ولن تسمح به أمريكا لمن جلبتهم بعد 2003 وسلمتهم الحكم , والآن جاء وقت الرحيل واستبدالهم بأدوات جديدة .. والشهور القادمة بيننا .