18 ديسمبر، 2024 10:01 م

ان مناسبة المبعث النبوي الشريف، هذه المناسبة العطرة، لابد من الوقوف عندها لما تحتويه من دروس مهمه، واهم هذه الدروس هوالسبب والميزه التي تميز محمد ابن عبد الله وجعلته اهل لحمل الرسالة السماوية الابدية، وان يكون حبيب إله العالمين ومخلص البشرية.

قد يقول قائل: ان سبب بأنه من نسل ابراهيم –عليه السلام- وان هذا النسل الطاهرالذي لم تنجسه الوثنية، وتمسكة واستمراره على دين التوحيد انه دون غيره الاحق بان يحمل هذه الرساله السماوية العالمية، لكن هذا السبب مع اهميته لكنه لا يعطي ميزه لمحمد دون غيره من رجال هذا اليبت لانها صفات يمتاز بها كل اهل هذا البيت الطاهر،

هذه الميزه هي ميزه الوعي، وهذا لا يعني ان هذه الميزه لم تتوفر في باقي رجالات البيت الهاشمي المبارك، ان انعزاله في الغار وتأمل في الكون ورؤعة هندسته ونظامه وقدرة الخالق العظيم، الذي خلقة دليل على الوعي الكامل، الذي يتمتع به النبي محمد –صل على عليه واله أفضل الصلوات- الذي اهله لان يحمل هذه الرسالة وينطلق بها نحو جميع سكان العالم، هذه الرساله التي سوف تكون نبراس لجميع بني البشر فيما يجب ان يكون عليه الانسان الحق في جميع جوانب حياته.

وتحميل جميع الظروف الصعبة التي واجهها الرسول، وتفهمه لاسباب هذه الصعاب منها ان الدين الاسلامي كان يحمل مبادئ خلاف لما يحملوه من مبادئ، وتنظيمه للحياة باسلوب قائم على المساواة، هذا الاسلوب خلاف اسلوب حياتهم الذي تعودوا عليه، والذي حقق لهم الامتيازات والترف، وتهديم الرسول للاصنام التي حققت لهم الثروة، وسلطتهم على رقاب الناس، كل هذه الاسباب وغيرها كان محمد واعيا لها ولطرق معالجتها.

وكذلك كان واعيا –صل على عليه واله أفضل الصلوات- لنفاقهم، وان اغلبهم دخل الى الاسلام تماشيا مع الواقع الموجود، وليس ايمان منهم بمبادئ الدين الاسلامي، لذلك كان دائما يشير لهذه النقطة، وهذا الوعي هو وعي انسان مسدد من الله، وان جميع ما قام به النبي في مواجه الصعاب لم يكن تصرف لدني من عنده، وانما بتوجه وتسديد من السماء.

لذلك يجب علينا كمسلمين ان نكون واعين لجميع التحديات التي تواجهنا الان التي تتمثل في الافكار والاساليب التي يتم ادخالها الى مجتمعاتنا لستهدافها وخصوصا الشباب لأنهم يحملون ارث هذه الامة العظيمة وهم يبنون مستقبلها.