هل سمعتم أنتم يا طائفيّون أو قرأتم يوماً عن احتفال ل”السنّة” بعيد ميلاد عمر أو أبو بكر أو عائشة أو تأبيناً بوفاتهما أو يوماً “عاشورائيّاً” بمقتل عمر على يديّ الفارسي الملثّم بلثام الاسلام القاتل أبو لؤلؤة الفارسي يعاد الاحتفال به كلّ عام ؟ .. خاصّةً وأنّ لدى الكثير من صحابة الرسول ميراث شنيع من الاضطهاد واجهوه ممّن ظلموهم ومحبّة بالإسلام منهم ودفاعاً واضحاً عنه التحموا جرّائه مع مشركين وكفرة ويفكوا لأجل أطناناً من الدماء توازي مآسيها ومعانيها أضعاف “مأساة” الحسين أو “مغامرة” الحسين ومعانيها الّتي قدم لها بقدميه ! كالخنساء الّتي فقدت أربعة أخوة وأبناء لأجل الإسلام ضدّ كافر به ومحارباً علنيّاً له وميراث عظيم من المنجزات لو أراد “السنّة” فرشها للاحتفال بها لما جعلوا للمتاجرين بمآسي الحسين دقيقة واحدة من الزمن يستطيعون بها إحياء طقوسهم العوجاء الكاذبة والوهميّة ..
أنا مع الرأي القائل أنّ العرب بتحطيمهم حضارة الفرس إنّما هي همجيّة ارتكبوها نتج عنه جرم لا يُنسى إذ ليس للفرس لوماً في احتلال العراق حينها بل اللوم على العرب أنفسهم لأنّهم هم من تحالف مع الفرس ضدّ حضارة العراق القديمة وهم من ارتضى بالفرس حكّاماً لهم حينها بعدما تكلّموا “العربيّة” لغة العراق كما ارتضوا اليوم “بالاتفاقيّة الأمنيّة” مع الأميركيين يحمونهم بظنّهم “من الظلمة السنّة” كي ينفردوا بثروات العراق يوزّعونها على دول الجوار وأرصدة تحفظ لهم اليوم الآخر لشراء ذمم الملائكة ! ولو أراد العرب التخلّص حينها من الفرس لاقتلعوهم من الأرض ولا داعي لأن تتوجّه جيوش المسلمين لتحطيم حضارة لها ما لها وعليها ما عليها وهي برأيي من الأخطاء الجسيمة الّتي ارتكبها المسلمون حينها كان يمكن تلافيها بإجراءات مرنة لا تجعل للفرس ما يحمّلون به كل هذا الكمّ الهائل من الضغينة والحقد والثأر على العرب نتج عن ما أصابهم من دمار شامل وأصاب حضارتهم ومنجزاتهم وأن يتعاملوا معهم كما تعاملوا مع الروم حين فقط أبعدوهم مسافات كافية “حيويّة” عن بلاد المسلمين بعد معركة اليرموك ولم يلاحقونهم للقسطنطينيّة الشرقيّة “استانبول” أو بعدها يلاحقونهم إلى عقر ديارهم في روما حيث “القسطنطينيّة الغربيّة” كما فعلوا مع الفرس حين لاحقوهم لأعالي الجبال وطاردوا “يزدجرد الثالث” بن شهريار ! آخر ملوك الفرس وقتلوه هناك بعد سنين من انكسار الفرس في المدائن ! ..
الفرس قوماً مستعمرون وطبيعتهم استعماريّة كان بالإمكان احتوائهم لو كان العرب يمتلكون شيء من حذاقة سياسيّة أو قوّة حقيقيّة يستشعرونها لا خوف يستشعرونه من قوّة الفرس ! بدلاً من أن يصل بالعرب الأمر أن يقول خليفتهم عمر ابن الخطّاب قولته الشهيرة بعدما رأى أنّ تحطيم حضارتهم لم يمنع أذاهم عنهم بل زاد : “لو كان بيننا وبين الفرس جبل من نار نتّقيهم فلا يرونا ولا نراهم” ! لكنّ العرب قوماً لا يؤتمن بعضهم البعض واشتهروا بالاصطفاف مع عدوّهم المشترك لأجل أسباب واهية ووهميّة وتافهة كما يصطف اليوم بعض العرب تحت يافطة “التشيّع” ونصرة آل البيت “وكأنّ آل البيت من الفرس” وعمر وابا بكر ليسوا عرباً أيضاً ! لأجل هذه الأوهام السفيهة وتحالفوا لأجلها مع الفرس ضدّ أبناء جلدتهم وضدّ أبناء قومهم وعمومتهم عشيرتهم ودمهم ضاربين أروع الأمثال للأمم الأخرى بالتفاهة والغدير عفواُ والغدر وقتل بعضهم البعض كما يفتك بعض الحيوانات المفترسة بعضها بعضاً لأتفه الأسباب , وليس بعيداً عنّا تحالف شيوخ الجزيرة مع الأميركيين ضدّ أبناء جلدتهم ودينهم وقوميّتهم ودمهم وعشيرتهم العراقيين والسوريين والليبيين أمثلة أخرى ! , في حين لم يذكر لنا التاريخ أن روميّاً واحداً أو فارسيّا واحداً اصطفّ مع العرب أو مع غيرهم ضدّ أبناء جلدته وقومه ! ..
احتفال “أبناء العامّة الشيعة” ب “الغدير” لم يُعرف لا في العصور المتأخّرة ولا قبلها , فقط كان يشخّص “الغدير” بمثابة منعطف أو “رصيد” يعتقدون به يعزّز حججهم بخلافة عليّ من لدن النبي ! : “من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه , اللهم والي من والاه وعادي من عاداه” اغترّ بها بعض المتعجّلي الفهم من الطائفة الشيعيّة على أنّها “بيعة” ! في حين لو دقّق عقلائهم سيجدها لا تعدوا ترضية لعليّ لموقف أصابه من بعض الصحابة وهم في طريقهم لليمن احتقن لها عليّ وهو المعروف بنفوره السريع وعصبيّة تتملّكه سريعاً “يعني گلبه طيّب” نتيجة واحدة منها اطلق عليه النبيّ جرّاءها “أبو تراب” من خصام له مع زوجته فاطمة هرب جرّاءها من بيته “وحدها هذه تنفي العصمة عن كليهما” ! .. و “الموالاة” أمر سار في اللغة يدلّ على ضرورة التحصّن بالجماعة , لذا فقد وردت في القرآن تخصّ كافّة المسلمين “المؤمنين” في أكثر من موضع : ( المؤمنون بعضهم أولياء بعض .. المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض .. ) يعني أيّ مؤمن هو وليّ على كافّة المؤمنين , وعليه , وعلى ضوء ذلك فليس عليّ فقط هو المؤمن الوحيد طيلة سنين الدعوة المحمّديّة الطويلة ولا يُعقل ذلك , لأنّه والحالة هذه سيعتبر دين فاشل بجميع المقاييس ! ..ولو كان الأمر بيعة لخلافة الرسول بعد موته كما يظنّ الجهّال ويسوّق لذلك بعض أصحاب العمائم العفنة مع بالغ احترامي للزيّ العربيّ الأصيل , لقال الرسول بالخلافة جهاراً نهاراً وبالكلام الفصيح ولنزلت آية صريحة وليست “ظنون” و”مخاتلات لغويّة” كما يسوّق لذلك الشيعة من حيث يعلمون أو لا يعلمون وكأنّ الله يخاف الصراحة وهو الّذي ضرب أروع الأمثلة ببعوضة فظنّ هذا البعض في البعوضة أنّها ضعيفة فضرب الله الأمثال بها ولم يضربها بالأسد ! ..
أنا مع الاحتفاء بالغدير وبغيره إذا كان الأمر يعزّز من إشاعة المرح والسرور الاجتماعي بين أبناء الوطن لا تفرقة لهم كما يفعل بالغدير اليوم الجهلة والظانّون بالله ظنّ السوء بمساندة مفضوحة وواضحة لا غموض فيها من قبل السيّد كارل لويس عفواً قصدي السيّد المالكي وهو مقبل على دورة أولمبيّة ثالثة وحكومته الطائفيّة الجاهلة البغيضة , خاصّةً لو دقّقنا في الغدير وغيره لوجدناها لا تعدو أن تكون عبارة عن احتفالات “شيعيّة” , أو غيرها من الّتي يحتفل بها السنّة , أعتبرها أنا عن نفسي جميعها , فيما عدى العيدين الأضحى والفطر , “حجج” وأساليب و “حيل” اجتماعيّة للقاء على الهواء الطلق بعيداً عن البيوت المتلاصقة بعضها ببعض وحاراتها الضيّقة الّتي لا تسمح لدخول الهواء النقي إلاّ بشقّ الأنفس وجد الناس آنذاك في كلّ فرصة يمكن تحويلها إلى “عيد” مهرباً لهم من تلك “الخوانق” السكنيّة ومشاكلها البيئيّة الموبوءة لذلك كثرت الأعياد والمناسبات في تلك الأزمنة في المناطق الحارّة خاصّةً استغلّها المتاجرون بالدين ليجدوها مناسبات لجني الأموال فزادوا من قداستها في عيون المحتفلون بها بطرقهم المعروفة وحمّلوها ما لا تحتمل لتخويف العامّة بالنار لمن يحاول تركها ..