18 ديسمبر، 2024 8:05 م

مبدع ومصيبة- الاعتراف بك!

مبدع ومصيبة- الاعتراف بك!

في سلسلة مقالات لماء الذهب:
انا اكتب ، اذن انا كلكامش ( مقولة الكاتب) ()
الحرف ابي ، والقراءة أمي ، والكتابة حِرفة ابي وامي(مقولة الكاتب)
الاعتراف بك في عالم اليوم، لايأتي طواعية ، ولا يأتي انتزاعا ، فهو عصي في الأمرين ؛ لأنك تعيش جيل الصلافة ، وجيل ( مطربة الحي لاتطرب)، وجيل الذوق الهجين ، وتعاني زمن الفقاعات المدوية في ضجيج الاوهام0
فإذا كنت اسطورة في المنجز مثلا ، فلا يصدقك احد ؛ لأنهم اعتادوا الأكاذيب ، واعتادوا السرقات ، واعتادوا المزيف والمعاد ، والطلسم والترهات والخزعبل0فلا بد لك من صبر أيوبي ، وحلم محمدي ، وتسبيح يونسي ، وندم ذنوني ، وحكمة لقمانية ، وحزن خنسائي ، وتكبر متنبي ، وغضب عنتريي ، وهجاء كافوري ، وجواد حسيني ، وهتاف زينبي ، ووفاء عباسي ، وإرادة حبيبية ، وإنسانية جونية ، وتضحية وهبية وو00 الخ لتصمد امام هذا المد الغثياني الكاسح ، فالمزيفون والطارئون ، والدخلاء هم الذين يقرؤون ويكتبون ، ويسمعون ويقولون ، ولا داعي لأن يقول جنابك او يسمع ، او يقرأ، فأنت ضحية لامحالة تنال حقك واستحقاقك من التهميش والتعويق والتأخير والتغييب ، وربما حتى تُسرق ، وتتهم بأنك انت السارق ؛ لأن مشكلات السرقات الأدبية انتفع منها المدعون واتهم بها المبدعون منذ طرح قضيتها في الشعر والأدب وحتى يومنا هذا، بسبب كلام يطول شرحه ، أقول قد يتهم المبدع بأنه هو السارق ؛ لأن متطلبات هذا السلوك الغريب ، أصبحت اعتيادية وطبيعية ، ومرغوب بها ومؤيدة ومسددة0 وعندما تشظى الإعلام بوجه نبوغك ، وفي مرحلة طلوع شمسك ، صودرت حقوقك ، وصرتَ خلف الركب ، فتقدم فلان وفلان وفلان ، ممن يسميهم الآخرون نكرات، ويسميهم البعض وجوه إبداعية متألقة ، او جديدة ، وبين النكرات والتألق الحقيقي ، بون شاسع ، وعذاب واقع!
يقولون عنك ، انك لكي تصمد ، فعليك ان تنحت ، او تحفر اسمك على الحجر ، فماذا تفعل اذا كان هناك من يبدل لوح الحجر الذي تنحت عليه اسمك في كل مرة سبعين مرة ، فيستفيدون من إبداعك ، ومن لوح شهرتك ، بضربة فساد إداري واحدة ، فتعسا لحظك لو استمر الأمر هكذا ، وطوبى لصبرك بمملكة الأرض ، ومملكة السماء