18 ديسمبر، 2024 5:05 م

مبدعو المحافظات يحصدون التكريم

مبدعو المحافظات يحصدون التكريم

طير السعد يواصل التحليق بمحبة فوق محافظات العراق ، حاملا معه سلال الوفاء لينثرها فوق رؤوس مبدعين اجزلوا العطاء في يفاعتهم ، لكنهم عانوا التهميش في كهولتهم من
الدوائر المسؤولة ، فلم تستذكرهم في المناسبات والمؤتمرات ، فبقوا يتأملون ماضيهم بإعادة قراءة مذكراتهم ، ينظرون الى صور ابداعهم بحسرة ..

طير السعد ، الذي تمثله مؤسسة ( خطى ) لرعاية رواد الصحافة والادب والفن ، حطت هذا الاسبوع في محافظة ميسان ، ضمن فعالياتها التي شملت سابقا محافظات عدة من
وطننا الحبيب ، ففتحت ابواب الالفة ، واعادت الامل لـ ( 11 ) مبدعا ومبدعة من رواد الابداع في المحافظة التي تتنفس الثقافة ، مثلما تتنفس الهواء.

وقد سعدتُ ، ومعي عدد من الزملاء الكبار في الاعلام ، بدعوة مؤسسة ( خطى ) لمرافقة فريقها الرائع في احتفالية التكريم لمبدعي ميسان ، لكن الفرح زاد من سعادتنا ، حين
اعدت المؤسسة برنامج زاه لنا ، بالتنسيق مع محافظ ميسان السيد علي دواي لازم ، شمل جولات رائعة لجغرافية مدينة العمارة ، وابرز معالمها الثقافية والمعمارية المتمثلة
بالجسور والمجسرات والساحات الفارهة والشوارع التي اتسمت بالأناقة والجمال ، والكورنيش واماكن السياحة الاخرى ، وزيارة مهمة لمندى الصائبة المدائيين ، المطل على نهر
دجلة ، وكنيسة ” ام الاحزان ” التي تم انشاؤها سنة 1880 ، وهي اقدم الكنائس في المنطقة الجنوبية في العراق ، ولازالت تستقبل زوارها بعد الترميم الذي شمل جميع مرافقها ..

كما نظمت المؤسسة بالتعاون مع محافظة ميسان ، زيارة الى منطقة ” الطيب ” اضافت لنا بهجة ستبقى عالقة في الوجدان ، وهذه المنطقة توصف بـ “المنطقة المنسية ” لجمالها
الخلاب ، واجوائها الساحرة ، وطبيعتها المتنوعة التي تجمع مناظر البادية والسفوح الجبلية المشابهة للمحافظات الشمالية ، ولعل وجبة الغداء التي اقامته المؤسسة ، كانت هي
الابرز في فعاليات ” الطيب” فقد تناولنا السمك المسكوف على الطريقة ” العمارتلية ” وكذلك الدجاج المشوي والرز العنبر المعروف في مضيف كبير.

وفي يوم السبت المنصرم ، كان العرس الذي ينتظره اهالي ميسان ، واعني به حفل تكريم مبدعي ميسان في المجال الصحفي والفني والارشفة والتاريخ والشعر والادب .. كان عرسا
بهيا ، بكل معاني البهاء ..

ايها المبدع الكبير ، راعي ومهندس فكرة ( خطى ) د. علاء الحطاب ، وفريق ” خطى ” من الزملاء الاكارم .. لكم احر التهاني ، فهذا الجهد ، سيسجله لكم التاريخ بمداد الشكر،
فالتاريخ هو ذاكرة الامم ، وجهدكم يمثل العمق الانساني ، ويسعى الى زيادة نمو بذرة الابداع في الوطن ، تحت سجادة الارادة النبيلة ، فالإرادة هي قلب الحياة ، فإذا وجدت
الإرادة وجد النجاح والتفوق ، ولابد ان تقترن الإرادة مع الصبر، وبدونهما لا يحقق الإنسان أي شيء ، وقد وقفتم صابرين ، بإرادة صلبة ضد كل المعاول التي حملها الفاشلون
ضدكم ، وها هو نجاحكم لؤلؤة تنير الدرب .. هنيا لكم .