18 ديسمبر، 2024 8:45 م

مبدعون من بلادي

مبدعون من بلادي

بكل صراحة عن الاستشراق والبرامج الاذاعية والتلفزيونية والتنمية البشرية مع الدكتور أمجد الجنابي
حاوره / احمد الحاج
رائع هو الإبداع والتألق ولاريب، الا أن الأروع منه هو ذلك التنقل الممنهج والترحال المدروس بين مجال أكاديمي وآخر من دون تقاطع ولا تضاد بينها ولا إنقطاع حتى ليعضد أولها آخرها ويكمله بمهنية وإحترافية عالية ،ولاشك أن من جاب بساتين الثقافة وحلق في سماء المعرفة بعصر التصحر العلمي والجدب المعرفي كنحلة جوالة ليرتشف من رحيق هذه الزهور وتلك حري بتسليط الضوء على سيرته ومؤلفاته ومجمل أعماله وإن كان معروفا لشريحة كبيرة من المتابعين وذلك في حوار شائق يمازج بين فني” دفق المعلومات،وسيرالشخصيات “لينتج لنا في نهاية المطاف ألقا مفعما بعبق خاص يستحق المتابعة ليملأ الأجواء ويذكيها بعطر فواح ونحن نتنقل بمعيته من محطة الى أخرى،ونتجول برفقته من مرفأ الى ثان ومحطتنا ستكون مع مبدع عراقي له في كل مجال بصمة ، إنه الدكتور أمجد يونس عبد مرزوك الجنابي،الذي أبدى إستعداده للحوار بصدر رحب وإبتسامة عراقية جميلة لاتكاد تفارق محياه وبادرناه بالسؤال الأول وإن كان مطولا :

س1: بداية الثمانينات كنت برفقة زميل لي في جولة إعلامية خارجية وهناك على ضفاف نهر الالبة بمدينة هامبورغ الالمانية وفي إحدى الأمسيات بفندق انتركونتننتال شاركنا الطاولة قدرا كابتن طيار ألماني ما إن علم بأننا عرب حتى بادرنا بسؤال إقشعرت له أبداننا وأصابنا بمقتل حين قال لنا وبالحرف” لماذا تعبدون محمدا ؟ّ!” فلم نحر جوابا بداية الأمر لهول الصدمة إلا أننا وما إن إستجمعنا أفكارنا ولملمنا شعثنا حتى شرعنا بمحاولة إقناعه -عبثا – بأن المعلومة التي تعشعش في رأسه غير صحيحة بالمرة وإنما هي من مخاض الإستشراق المتحامل عموما ومن نتاج المستشرقين الحاقدين وسبق لي أن ذكرت تلكم الواقعة في الحلقة الأولى من سلسلة”لماذا أحب محمدا ﷺ؟”وبما أنك متخصص بالدراسات الإستشراقية وحامل لشهادة الدكتوراه فيها،وبما أن لجنابك الكريم كتابا طبع مرتين في غضون ثلاثة أشهر لأهميته القصوى بعنوان (آثار الاستشراق الألماني في الدراسات القرآنية) الصادر عن مركز تفسير بالرياض عام 2015 أرجو أن تحدثنا قليلا عن دور الاستشراق الاوربي عامة والألماني خاصة في حرف بوصلة الحقائق وتشكيل العقل الجمعي الاوربي تجاه تعزيز كراهية الاسلام والمسلمين وترسيخ نظرية “الاسلام فوبيا ” .

ج/ بداية شكرا لك على هذه الاستضافة وتحية لك ولمن يقرأ ويتابع هذا الحوار..

الاستشراق هو دراسة غير المسلمين لحضارة الشرق عموما وللاسلام خصوصا؛ وبدأ مع الإرهاصات الأولى للحروب الصليبية من أجل التعرف على الأرض الجديدة (الشام وفلسطين ومصر) وكان لا بد لزاما التعرف على ثقافة ودين تلك البلدان حتى أن أقدم ترجمة لمعاني القرآن الكريم تعود إلى عام 1150 م تقريبا..

والحركة الاستشراقية تاريخيا كانت وما زالت ترعاها مؤسستان منفصلتان عن بعضهما متفقتان في أهدافهما العامة؛ المؤسسة الأولى؛ هي الكنسية والتي يديرها ويوجهها رجال الدين من المسيحيين وقد اسشرق الكثير منهم وكتبوا كتابات حول الاسلام وحاضروا ونشروا مقالات عبروا فيها عن رؤيتهم للاسلام وقد شاب نظراتهم وكلامهم الكثير من المغالطات والشبهات التي أثاروها هنا وهناك..

المؤسسة الثانية هي الأكاديمية ويبرز فيها دور اساتذة الجامعات والباحثين حيث انشأت مراكز بحوث وأقسام علمية في الكليات تبحث في الحضارة الاسلامية والشرقية عموما وقد نحى المستشرقون فيها منحى علميا موضوعيا بحسب ما يدعونه لكن الواقع يشهد بعكس ذلك وان كانوا أقل ضررا وأخف تهجما على الاسلام.

كلا المؤسستين تسير وفق توجهات المؤسسة السياسية الغربية وهي المحرك لهما في كثير من المحطات.

بالنسبة للاستشراق الألماني فالأمر مختلف قليلا حيث يعده الباحثون في الاستشراق منصفا وموضوعيا مع أنني وآخرين نتحفظ على هذا التوصيف المتفائل لسببين رئيسين؛ الأول أنني وفي أثناء دراستي اكتشفت أن الألمان لا يجاهرون بالعداء وإنما يخفونه وراء عبارات مهذبة ومن خلال دس الشبهات بشكل أذكى من غيرهم والسبب الثاني أن كل مستشرق يعبر عن نفسه ورأيه فهم ليسوا سواء أبدا، وكثير من الاساتذة الألمان العاملين في هذا المجال تجد عندهم الاحترام والتقدير للاسلام والمسلمين بدرجات متفاوتة وذلك واضح من خلال كتاباتهم..

أما عن مصطلح (الاسلامفوبيا) فهو بالـتأكيد تعكز أصحابه على كتابات وبحوث المستشرقين الذين نبشوا التراث الإسلامي وانتقوا منه ما يعزز هذه النظرية وقد صرفت لهم أموال وبذلت جهود كبيرة في سبيل ترسيخ هذا المفهوم عند الاوربيين والغربيين عموما لا سيما بعد احداث الحادي عشر من ديسمبر..

اليوم نلاحظ انحسار هذا المفهوم بسبب الجهود التي بذلت من الدعاة والعاملين في المراكز الاسلامية الغربية من المسلمين ولا سيما مع اجواء الحرية المكفولة عنهم في تلك البلاد.

س2: في عين العام على الحادثة الآنفة عرض ”فيلم الرسالة ”بنسخته الانجليزية وللمرة اﻷولى في ألمانيا وسط حراسة أمنية مشددة وبدأ العرض فسال الدمع ،ساد الصمت ،جاشت المشاعر،هاجت الذكريات وكلما صدحت سمفونية الموسيقار الفرنسي موريس جار، كلما همنا عشقا وطرنا شوقا في رحاب المصطفى ﷺ حتى إنتهى الفيلم ..وووبدأنا ، وكم تمنيت لو أن الطيار الالماني إياه كان برفقتنا ساعتها ربما لغير الكثير من قناعته لما للسينما من دور خطير في تنميط الصور والسلوك والافكارعلاوة على غسيل العقول وتغيير القناعات سلبا أو إيجابا ولا أدل على ذلك من قلب المعادلات عبر أفلام السباكيتي ويسترن التي جعلت من الهنود الحمر وهم سكان أمريكا الاصليين مجرد وحوش وأوباش ماكان يدفعنا للتصفيق عند قتلهم وسلخ رؤوسهم ، كذلك فعلت بالمكسيكيين وحولتهم الى ثلة من اللصوص وقطاع الطرق ليس الا ،فيما دفعت تجاه التعاطف العالمي مع اليهود وبشكل ملفت بتركيزها على “الهولوكوست” والتي ينفي العديد من المؤرخين وقوعها – بهذا الحجم الهائل على أقل تقدير – ودعني أسأل هنا وبما أنك قد قدمت برنامجين متلفزين مهمين جدا،الأول “السياسة بعين السينما ” والثاني “أبعاد سينمائية” عن دور الفن السابع الذي أغفلناه عمدا وأهملناه سهوا وربما حرَّمناه ايضا في قلب الحقائق عاليها واطيها !!

ج/ السينما رافد مهم من روافد الثقافة؛ والغريب أننا ننظر لها أنها مكان لتضييع الأوقات وللعيش في الأوهام بينما في الغرب عموما يتعاملون مع ما يعرض فيها من أفلام بصفته حقائق تاريخية وتغذية معرفية في الكثير من المجالات، ويكفي أن تعمل استبيانا بسيطا لتكتشف أن الشاب الغربي قد شاهد مئات الأفلام ويعد ذلك جزءا لا يتجزأ من حياته وهو ما يفسر لنا سرعة انتشار الصورة النمطية عن العرب والمسلمين في اوروبا والامريكيتين…

من خلال متابعتي وتقديمي لأكثر من مائتين وخمسين ساعة تلفزيونية عن الأفلام المنتقاة بعناية بالغة وجدت أنها تحمل قيم انسانية كثيرة وفيها مادة غزيرة نفهم من خلالها المجتمعات الغربية وكيف ينظرون الى ما حولهم ومن حولهم وكيف ينظرون لنا وما هي المفاهيم السائدة لديهم..

السينما أداة مهمة جدا في تشكيل الوعي المجتمعي وفي توجيه السلوك العملي، ولمن يجهل أهميتها يكفي أن يطلع على الملايين التي تصرف من أجل فيلم واحد تاريخي او سياسي او حربي ليعرف حجم الامكانات التي تحشد لترسيخ الافكار عن طريق الافلام وصناعتها جنبا الى جنب مع مراد الحكومات الغربية وفي هذا المقام يطول الكلام..

برأيي أن بداية النهوض من واقعنا تكون بالاهتمام بشكل موضوعي واحترافي بما عند الآخرين من خير والسينما وما فيها من أفلام قد تتعدى نسبتها الـ 15% تصب في تعزيز الثقافة ونشر الوعي ويجب ان لا تهمل مع ضرورة تحليل وتفكيك بعض المشاهد في الافلام من اجل فلترة واعية لما يقدم عبر الشاشة.

س3: برنامجك الرمضاني الأخير بنسخته السادسة “ملتقى القلوب” حقق حضورا طاغيا وإستطاع أن يجذب المتلقي برغم كم المسلسلات والبرامج الرمضانية وركامها وتمكنه من ترقيق القلوب وتأليفها فضلا عن ترطيب الالسن بذكر الله والتعريف بسير ومواقف الصحابة الأخيار وآل البيت الأطهار والتابعين الابرار رضي الله عنهم أجمعين،في وقت كان رامز جلال ” المجنون رسمي “يصول ويجول للضحك على ذقون المشاهدين كذلك مسلسل” أم هارون ” أو ” أم شارون ” كما يحلو لبعضهم تسميته ،إضافة الى مسلسل ” مخرج 7″ ودعوتهما المفضوحة للتطبيع مع الكيان الصهيوني المسخ ضمن صفقة القرن المشبوهة ، ترى كيف استطاع ” ملتقى القلوب”أن يسحب المشاهد الى مساحته ليحجز أحدهم مقعده متسمرا أمام الشاشة الصغيرة إستعدادا لعرضه تاركا خلفه كل إبهار البرامج الأخرى وتقنياتها الكبيرة وإنتاجها الضخم ، وماهي رؤية البرنامج ورسالته وكواليسه ؟

ج/ الحمد لله أولا وآخرا لكون البرنامج قد عرض على أكثر من قناة ومنصة اعلامية وهو بشكل عام أخذ حضوره في زخم المحتوى المتعدد والمنوع الذي عرض في رمضان..

للبرنامج رؤية وهو يسعى لتأكيدها في كل موسم وهي أن المتصدرين للشأن الوعظي في العراق ما زالوا موجودين وفاعلين وهم يلتقون سنويا للحوار وانتقاء اطيب ما عندهم من كلام ويقدموه في صورة جميلة وفي أجواء هادئة وحوارات بناءة..

والبرنامج من أهدافه المتوسطة تشجيع طلبة العلم الشرعي على الظهور وتقديم ما لديهم للناس عبر منصات الاعلام وخارج جدران مساجدهم فهي مهما كانت تبقى محدودة الـتأثير لكنهم بخروجهم في البرنامج يحققون مساحات اوسع ويعرضون ما لديهم من خير لجمهور آخر غير جمهور المسجد المحلي.

البرنامج نعد له ونحضر له ونصوره في بحر أربعة اشهر تقريبا حيث ننتقي المشايخ والدعاة والاساتذة الذين سيشاركون في البرنامج ونرسل لهم ورقة اعداد البرنامج والتي قد تصل احيانا الى عشر صفحات اشرح فيها الفقرات المتنوعة التي سيقومون بالتحضير لها وتعد هذه الورقة هي خارطة البرنامج وما نقدمه فيه اثناء الموسم الواحد والذي تبلغ حلقاته 30 حلقة ثم نختار مكان التصوير وهو غالبا في احدى المحافظات التركية فمرة صورناه في اسطنبول واخرى في اسبارطا وثالثة في مرعش وهكذا ونحدد ايام التصوير وهي بحدود عشرة ايام ثم نذهب وننجز المهمة ويعود الكادر لتبدأ مهمة المخرج والمونتير وهي تستغرق منهما شهرين تقريبا لانجاز كل الحلقات لكثرة الفقرات في كل حلقة..

س4: أعددت وقدمت برنامجين اذاعيين مهمين حظيا بمتابعة جماهيرية واسعة قاربت الـ 50 حلقة اذاعية ، أولهما كان بعنوان ” أحسن الحديث” والثاني “اضواء على الحدث” حدثنا قليلا عنهما فضلا عن التجربة الاذاعية ودورها في الارشاد والتربية والتعليم .

ج/ البرامج الاذاعية انيسة لمن يكثر التنقل في سيارته أو لركاب السيارات بشكل عام وهي تسهم الى حد كبير في نشر الوعي وذلك لتركيز السامع على ما يقال دون تشتيت لأن الصورة والمؤثرات قد تبهره فلا ينتبه الى المحتوى بينما البرنامج الاذاعي ليس له من محتوى غير الكلام فيلتقط السامع الفكرة بشكل ادق واكثر انتباها..

في البرنامجين كان الحديث عن نشر القيم لا سيما قيم العدالة والحرية والحقوق العامة..

وقد لاحظت أن الكثير من الاصدقاء والمعارف قد استمعوا للبرنامجين لا سيما وان حلقاتهما تتكرر في اكثر من وقت خلال اليوم ولاحظت كذلك ان السامعين يلتقطون العبارات ويفهمونها ويناقشون فيها بشكل اكثر دقة من البرنامج المرئي وهي نقطة قد يغفل عنها صناع المحتوى الاعلامي..

النية والعزم والارادة تبرز اكثر في نبرة الصوت ومن يتقن الاداء الصوتي فسيكون له حضور لافت في الاذاعة وسيحقق من خلال ذلك توجيها تربويا ونشرا للوعي بشكل يحقق له الرضا والسلام الداخلي كونه ينجز شيئا مهما.

س5: الرواية صنف أدبي رفيع وخطير له ما له وعليه ما عليه ،ولطالما شغلت البشرية وترسخ في ذاكرتها روايات شهيرة كان لها الدور الاكبر في صياغة منظوماتها الفكرية والثقافية المتفقة احيانا والمتضادة أحايين ولكم في هذا المضمار تجربة واعدة هي رواية “توأم وعواصم” بطبعتين عراقية ومصرية زيادة على ثلاث روايات مخطوطة قيد الطبع وهي على التوالي (الكأس الشاهدة )،( الرئيس الخادم) ،(ساقي الملك)، ترى ماهي رؤيتكم للدور الذي يلعبه هذا الفن الادبي الراقي وبالاخص بعد عودته الى الواجهة وبقوة بعد فترة أفول مؤقتة ألمت به لأسباب لامجال لإستعراضها هاهنا مع الاقبال منقطع النظير عليه للمثقفين العرب وأخص منهم الشباب حتى أن الرواية الأخيرة الفائزة بجائزة البوكر العربي”الديوان الاسبرطي “للجزائري عبد الوهاب عيساوي،سبقها للظفر بالبوكر رواية “فرانكشتاين في بغداد “للعراقي أحمد السعداوي،كذلك رواية “دوامة الرحيل “الفائزة بجائزة كتارا للاديبة العراقية الراحلة ناصرة السعدون ،وغيرها قد نفذت من الاسواق وترجمت الى لغات عديدة ؟

ج/ الرواية فن لا يمل ونص لا يستهلك وهي مطلوبة على كل الاصعدة ومن جميع الفئات لا سيما الشباب..

ومقارنة بسيطة بين الكتاب المؤلف بنص اكاديمي وبين الكتاب المؤلف بنص روائي تكتشف أن الأول إن قرأه عشرات فالثاني يقرأه مئات وربما ألوف..

فكرت كثيرا في النص الأدبي الأول (توأم وعواصم) واستغرق مني قرابة السنة لإنهائها وسلكت فيه مسلكا أعده من المسالك الادبية الجديرة بالاهتمام وهي أنني جمعت في هذه الرواية والروايات التي بعدها نقطتين رئيستين هما؛ المتعة والفائدة..

وارى ان الروائي الناجح هو الذي يقدم معلومات ثقافية وتوعوية دقيقة من خلال قالب أدبي ماتع..

الرواية ليست بديلا عن الكتاب بصورته النمطية وانما هي شكل من الكتابة اكثر قبولا للقارىء واكثر استجابة لمتطلبات العصر وانا شخصيا قد شرعت بقراءة الروايات من وقت مبكر جدا وربما مر علي ربع قرن وانا أقرأ وما زلت فأصبحت الروايات الرصينة التي تجمع ما بين المتعة والفائدة احدى الروافد المهمة في تشكيل وعيي وتنظيم معرفتي.

ولأضرب للقراء مثالا بسيطا؛ إذ أن كل قارىء للروايات يتعرف من خلالها على المجتمع الذي تتناوله الرواية إضافة إلى تعرفه على الأنماط الاجتماعية والنفسية لأبطال الرواية فالنص الروائي يقدم لك المجتمع بكل تقلباته وصراعاته في شكل يعكس لك المجتمع الحقيقي على الارض في اي بلد تتناوله الرواية.

رواياتي الأربع تنوعت في الزمان والمكان والشخصيات والمواضيع فمثلا رواية ” توأم وعواصم” كانت اجتماعية تدور احداثها في بحر عشرين سنة في ثلاثة عواصم بينما رواية ” الكأس الشاهد” تدور احداثها في مطعم شعبي في زمن عشرين ساعة فقط وهي رواية رمزية تروى على لسان كأس على منضدة تشهد الاحاديث العفوية للزبائن وهم يتناولون الطعام!

أما رواية “الرئيس الخادم ” فسياسية تتناول تجربة لسياسي اسلامي في إدارة منصب رئاسي ، بينما الرواية الرابعة فهي تاريخية تتناول قصة النبي يوسف ، على لسان احد صاحبيه في السجن وهو (ساقي الملك)!

اتمنى ان ترى الروايات الثلاث النور قريبا..

س6: انت خبير ومحاضر فاعل داخل العراق وخارجه في برامج التنمية البشرية ومهارات التعامل مع وسائل الإعلام ،الظهور الإعلامي الناجح ، السياسة الدولية والبروتوكول ، لغة الجسد ،مهارات العلاقات الإعلامية ، كيفية التعامل مع الكاميرا ووسائل الاعلام المتنوعة ، ولكم خمسة افلام تنموية قصيرة ( تعداها ، حلم ، حديقة رمضان ، نظام ،دعوة للتامل) وكلها من اعدادك وتقديمك وقد تخرج على يديك مئات المتدربين في واحدة أو أكثر من هذه المجالات الفاعلة، نود إعطاء القراء والمتابعين نبذة عن دور المهارات الانفة للارتقاء بالمجتمع والنهوض بطاقاته المدفونة ومواهبه الخلاقة الى أفق أرحب لبناء حاضر العراق ومستقبله .

ج/ شخصيا أفرق في التدريب بين الدورات المهارية وغيرها من الدورات التنموية وذلك لكون المهارية تسعى لإكساب المتدرب مهارة معينة كمهارة الظهور الإعلامي والتي قمت بتدريبها للمئات من الأشخاص داخل وخارج العراق مع ملاحظة أؤكد عليها دائما وهي أن الدورة تعطي الأساس في المهارة أو مفاتيح المهارة ثم على المتدرب أن يستغل كل فرصة سانحة للظهور الاعلامي في مجاليه الرئيسين المرئي والسمعي..

المدرب يسعى لأكساب المهارة أو نشر الوعي وعليه واجب ثقيل ومسؤولية إخلاقية في عدم المبالغة في بهرجة العناوين أو النفخ في شخصية المتدرب لإلباسها ثوبا لا يناسبها بل التريث والتمهل والموضوعية العلمية ينبغي أن تكون هي السائدة في جو الدورة..

المجتمع ولا سيما فئة الشباب فيه بحاجة إلى أنواع كثيرة من الدورات لكن يجب أن تعطى بإصولها ووفق منهج علمي رصين وإلا فنحن أمام موجة من المحاضرات العامة والتي تسمى خطأ بالدورات لتضخيم محتواها من أجل غاية مادية أو شهرة موهومة للمدرب والمتدرب على حد سواء.

أرى أن يتحلى طرفا التدريب بسمات مهمة كي يأخذ التدريب دوره المهم في تنمية وتطوير المجتمع ومن هذه السمات؛ التواضع والطرح المتوازن وتغليب جانب الورش العملية على التنظير والمزاوجة بين المثال والواقع واحترام وقت الدورة والالتزام بتفاصيلها الرئيسة والفرعية وفق مخطط مرسوم وجدول مناسب.

وهناك حقيقة ثابتة لمستها في كل من عمليتي التعليم والتدريب وهي أن المعلومة تصل إلى المقابل عبر وسائل التدريب المنوعة أسرع بكثير من وسائل التعليم كالمحاضرة على سبيل المثال.

س7: لنخرج عن الدورات والنتاجات الاذاعية والتلفزيونية والروائية ونخوض قليلا في المجال الاكاديمي بصفتك استاذ جامعي سبق لك أن حاضرت ودرست في كلية الامام الاعظم في كركوك ،وكلية الاداب / الجامعة العراقية في بغداد ، ومعاهد المعلمات بوزارة التربية ، ترى كيف تقيمون تجربتي نظام المقررات الدراسية ، والتعليم الموازي محليا ، ناهيك عن التعليم الالكتروني عن بعد والذي فرضه وباء كورونا المستجد (كوفيد – 19 ) للعام الدراسي 2019/ 2020؟

ج/ مناهج التعليم وطرقه يجب أن تخضع للتطوير والتحديث بشكل دائم وذلك لأننا نعيش في عصر التكنلوجيا المتسارعة ففي كل يوم هناك براءة اختراع او تطوير في جانب من جوانب المعرفة..

أحد أبرز أسباب التخلف عن ركب المدنية والحضارة هو الجمود عند الأساليب القديمة في التعليم والوقوف عند عتبة ما كتبه الأولون..

بوابة العلم مشرعة ويتسابق في طريقها ملايين البشر ومن يأخذ بزمام المبادرة ويعمل على تطوير طرقه ومناهجه يصل قبل الآخرين، نحن اليوم أمام فرق هائل في العمل الأكاديمي إذ يعتمد العالم المتقدم على التعلم وليس التعليم بمعنى أن الطالب يتعلم كيف يبحث ويصل إلى المعلومة الدقيقة وليس يتعلم المعلومة من كتب ومناهج خطتها عقول القرن العشرين!

اليوم نحن علينا أن نعلم الطالب كيف يستكشف المعلومة (How to discover) وليس (How to cover)؛ بعبارة أخرى علينا أن نغادر طريقة ضع يدك على المعلومات ورددها عن ظهر قلب!

ربما كانت أزمة كورونا فرصة سانحة للولوج إلى عالم التعليم الرقمي وقد لاحظت بالفعل تقدما ولو بطيئا في استثمار التكنلوجيا للتعليم عن بعد وربما ينقصها في هذه المرحلة المنهجية الصحيحة والدعم الفني لكن من سار على الدرب وصل كما يقولون وانا متفائل بكون هذه المرحلة رغم صعوبتها إلا أنها ستصنع فكرة استثمار التكنلوجيا وقد تكون في المدى المنظور جزء رئيسا في العمل الاكاديمي وهذا ما نطمح له.

س8: الملاحظ أن هنالك خلطا محليا عجيبا ولا أريد أن أقول هرجا بين الأمنيات الشخصية والفئوية من جهة وبين التحليلات السياسية الواقعية من جهة أخرى فترى المحلل السياسي العراقي في الأعم الاغلب إما يغرق متابعيه بأمل زائف يمثل غاية أمانيه ويجسد قمة أحلامه ، وإما يصيبهم بإحباط ونكوص داهم وفي بعض الاحيان دائم ، فيما يذهب بعضهم بعيدا ويغرد خارج السرب ليتحدث بطريقة – المنجمين والعرافين وقراء الحظ والطالع – وبطريقة الجزم ظنا منه أن ما يقوم به على طريقة – ابو علي الشيباني ومعلمه الوهمي – هو محض استشراف مستقبلي مستلهم من استقراء تأريخي سابق وقراءة حاضرة لاحقة وبما انك قد استضفت في قنوات عديدة لتحليل الشأن العراقي عبر فضائيات البغدادية وسامراء وبغداد واذاعات محلية فضلا عن الحلقات المنشورة على قناتك الخاصة بموقع اليوتيوب وقد كان لك حضور ملفت وقوة حجة وسداد رأي ،أسأل جنابك هل انت مقتنع بما يقدمه المحللون السياسيون العراقيون لجماهيرهم،أم أن لديك مؤاخذات على بعضهم ،اذ لم يظهر فينا حتى اليوم محلل كمحمد حسنين هيكل ، ولا عبد الباري عطوان على سبيل المثال لا الحصر برغم تحفظي على الكثير مما يطرحان الا ان ” الكذب المصفط ” كما يقول اجدادنا ” خير من الصدق المخربط ” فمابالك بـ” الكذب المخربط والتهويل والاماني الفارغة ” التي تساق لنا صباح مساء وعلى الهواء مباشرة ؟

ج/ قيل قديما (النائحة الثكلى غير النائحة المستأجرة) وهو قول يركز على صدق المتحدث وتبني قضية ما..

لكنني في هذا الصدد أقول أن التحليل فن من فنون الكلام له أصوله ومدارسه ونظرياته وكنت أتمنى أن تجتمع عند المحلل للشأن العراقي ثلاثية التحليل الدقيق؛ المعلومة الصحيحة والواقع الفعلي والاستشراف المستقبلي المبني على النقطتين الاولى والثانية.

وارى أن السبب الرئيس وراء كثرة المحللين وعشوائيتهم هو وجود المال السياسي الذي يوظف لتلميع صورة فلان أو علان وهو ما نشهده يوميا عبر ساعات الفضائيات الإخبارية فيعمد المحلل إلى اجتزاء الحقيقة وتوظيفها في تعبيد طريق من يدفع له أجرة الظهور!

كما أن غياب المراكز البحثية المستقلة عن المشهد هو أحد أبرز أسباب هذه الفوضى وربما سعى البعض لانشاء هذه المراكز لكنها في النهاية وقعت في احضان اصحاب المال والنفوذ فمالت عن اهدافها الى مصالحهم الشخصية!

وواقعنا الامني فرض كذلك تكميما للافواه ومداراة لهذه الجهة او تلك من اجل المحافظة على حياة المحلل والذي بات لا يجرؤ على مجاوزة الخطوط الحمراء من سياسيين واحزاب ووصل الامر أن نسمع مصطلحات بعينها تتداول على السنة المحللين وهي في اصلها مصطلحات محازبة تنتصر لهذا الطرف على حساب الاخر وهكذا..

خلاصة رأيي أن وضع العراق الداخلي محكوم بعدة توازنات تضغط على من يتصدر للتحليل والتنظير فتحرفه عن المسار الموضوعي وتأخذ بسفينته بعيدا عن مرفأ الحقيقة تائها في موانىء أصحاب النفوذ…إلا من رحم ربي.

س9: على مدار أعوام طويلة كتبت عشرات المقالات المتعلقة بالشأن العراقي نشرت في مجلات البيان والنور والرائد والال والاصحاب وغيرها ، إنطلاقا من ذلك كله كيف تنظر الى مستقبل الصحافة العراقية المكتوبة والمقروءة ” الورقية ” هل هي في طريقنها الى الاندثار بغياب قانون فاعل يحمي الصحفيين ويضمن حقوقهم وفي كل يوم تطلع فيه شمس نسمع بإغلاق صحفية ومجلة ومؤسسة اعلامية لها باع طويل لقلة الموارد .

ج/ الصحافة المقروءة لا سبيل لاندثارها بأي شكل من الأشكال لأنها من صميم العمل الإعلامي لكنها قد تأخذ شكل النشر الألكتروني لا الورقي وربما يصار إلى طريقة في النشر تتناسب والمواقع الالكترونية او مواقع التواصل والمنصات الاخرى..

كما ان الحرية وحقوق الصحفيين يجب ان تكون في اولويات الحكومة والنقابات المعنية وذلك لارتباطها المباشر بالثقافة والوعي الوطني والمجتمعي ونأمل أن نخرج من فوضى العمل إلى نظامه المكفولة فيه كل مقومات الصحافة المقروءة.

بالممارسة يا صديقي وجدت أن بعضا من الشباب يميل الى الصحافة المقروءة ولا يحبذ العمل في المرئي والمسموع ومن هنا كان هذا المجال واعدا لهم وعلينا جميعا ان نسعى لتشجيعهم والاخذ بايديهم إلى المضي في تطوير مهاراتهم ونشر مقالاتهم وتشجيعهم.

كل كلمة حق تكتب وتنشر هي بمثابة لبنة توضع في بناء حضارتنا واستقرار بلداننا ، وتراثنا عامر بنصوص تمجد الكلمة في وجه الظالم وهي النور الذي ينير الطريق للاجيال التي تلحق..

أنا وأنت نتاج كلمة ما قيلت لنا من فم رجل حكيم ما فصرنا ما نحن عليه وسلكنا ذات الطريق وأمام أعيننا أول فعل في القرآن وهو الأمر بالقراءة وهل يمكن لنا قراءة ما لم يكتب!

س10: الملاحظ وفي العقد الاخيرتحديدا أن جل ولا اقول كل الندوات والمؤتمرات واللقاءات قد افرغت من محتواها ولم تعد تجد نفعا وباتت أكثرها قاصرة على إلقاء ملخصات بحثية تلقى على عجالة وبطريقة رتيبة تدفع الى النعاس والسآمة أو الى مغادرة القاعة الكبيرة بالتزامن مع رداءة الصوت وعطل الاجهزة عموما وانقطاع الكهرباء اكثر من مرة وتوقف اجهزة التكييف لتنتهي الندوة أو المؤتمر في غير مواعيدها المقررة سلفا بوليمة كبرى تستنزف الموارد يسبقها في العادة عرض سريع لتوصيات انشائية مع توقيع مذكرات تفاهم ستظل مجرد حبر على ورق حبيسة الرفوف مع توزيع دروع التقدير وشهادات المشاركة بين الحضور ، وأسأل جنابك الكريم وبما انك قد ادرت العديد من الندوات البحثية الاعلامية والاكاديمية الناجحة بشهادة كل من حضرها وقد كانت مختلفة عما اسلفت لكم من حيث حسن الاعداد وجودة التنظيم ، لماذا يحدث ذلك في بقية الندوات والمؤتمرات المحلية وما هو الحل ؟

ج/ العمل المنظم ينتج نتاجا منظما وواعدا..

الندوات والورش والمؤتمرات كلها تدور في فلك واحد لكنها تتبع نظاما صارما وتنظيما دقيقا فمن تجاوزه يقع في مطبات لا تحمد عقباها بدءا من اهتزاز الثقة بالنفس وصولا الى العيش على هامش الانجاز..

لا أدعي أن ما أدرته من ندوات كان في قمة التنظيم وقمة العطاء لكنني بذلت جهدي في أكثر من مناسبة للخروج من هذه الورش والندوات بأكبر حصيلة علمية وعملية وكان عملي في مركز البحوث في الجامعة العراقية إضافة أفتخر بها مع زملائي طيلة أكثر من ثلاث سنوات قدمنا فيها عشرات الورش والندوات وكانت بمعدل ندوة او ورشة اسبوعيا بالتعاون مع اقسام كليات الجامعة وهي موثقة وقد اخترنا فيها عناوين تهم المجتمع الاكاديمي والعام على حد سواء..

ونصيحتي لمن يتصدر لإدارة او تنظيم هذه الورش والندوات ان يستعين بدورات تطويرية ليكسب من خلالها المهارة المطلوبة في الادارة لانها ستنقلها الى فضاء رحب من الانجاز والعلاقات والعلوم النافعة.

س11: ماهي مشاريعك المستقبلية على مستوى الاذاعة والتلفزيون والإعداد والتأليف ؟

ج/ مستمر في الاعداد للموسم السابع من برنامج (ملتقى القلوب) والاعداد للموسم الثاني من برنامج (شباب الامل) وعلى مستوى الكتابة الادبية اوشكت ان اضع اللمسات الاخيرة لكتاب في آليات ومعالم تدبر القران الكريم على شكل يوميات اسرة تتحاور فيما بينها واسال الله ان يوفقني وييسر لي كتابة عملين روائيين قادمين هما (عمامتان) و (س).

س12: بماذا تنصح الباحثين والمتخصصين في مجال الاستشراق والشعوبية وكلاهما قد كانت طروحاته المادة الدسمة التي استندت اليها هوليوود في تشويه صورة العرب والمسلمين حول العالم اضافة الى انها أيقونة ما يسمى اليوم بـ” المتنوريين الجدد”واللادينيين واللا ادريين واللامنتمين والملاحدة العرب أمثال ابراهيم عيسى ،واسلام البحيري ، وشحرور وغيرهم الكثير ؟

ج/ الدراسات الاستشراقية تحتاج الى باحث متقن للغة البلد الغربي الذي يكتب فيه مستشرقوه عن حضارتنا لأن آفة الاستشراق هي النقل والترجمة غير الدقيقة وانا انصح كل من يريد البحث في هذا المجال ان يتقن على الاقل اللغة الانكليزية كي يراجع النصوص الاصلية للمستشرقين وليس ما نقل عنهم في مصادر ثانوية..

كل من ذكرت وغيرهم انما يعتمدون على انتقاء نتف من هنا ومن هناك من تراثنا الزاخر ثم يصرفونها على غير الوجهة التي قيلت فيها ويتحركون في البقع العمياء من تاريخنا ويحللون ويخرجون بنتائج وطروحات غريبة لا ترضي سوى نفوسهم التي حشدوا فيها الغث والسمين ثم شرعوا في تبني الغرائب من اجل الشهرة والتميز في اغلب الاحيان.

لا ارى أن ينتهج الباحثون في الاستشراق منهج الردود فقط وانما يحاولون ان يضعوا ركائز ومعالم لما يمكن ان نسميه منهج الذود عن حضارتنا وتراثنا باسلوب يجمع بين الموضوعية والمعاصرة؛ الموضوعية في التناول والمعاصرة في الاسلوب..

البناء أفضل من ملاحقة الهادمين ولا بأس بأن ينفر من كل جيل أفراد يردون ويفضحون من يتصدر مشهد التشكيك..

وكل ميسر لما خلق له..

س13: وماذا تقول عن إهمالنا عمدا أو سهوا لفنون خطيرة ومهمة للغاية كالرواية والقصة القصيرة والاخراج والمونتاج وكتابة السيناريو والتصوير والكرافيك والصحافة بفروعها والكاريكاتيرعلاوة على اغفالنا للسينما والاذاعة والتلفزيون والمسرح والدراما والستاند آب كوميدي والبانتومايم والمونولوج السياسي الذي ودعنا منذ زمن برحيل المونولوجست السياسي العراقي الوحيد “عزيز علي ” برغم يساريته الا انه لم يتكرر كتجرية بصرف النظر عن انتمائه وما تزال وبعد مرور اكثر من 50 عاما نتاجاته تلك تبث عبر الاثير وتحظى بمتابعة هائلة ، لقد سمعت وعلى لسان اكاديميين متخصصين بأن هذه الفنون إنما هي مضيعة للوقت والجهد والمال وفاتهم بأن كل الحقائق التأريخية والمبادئ والقيم قد شوهت بفعلها ولابد من ركوب موجتها لإصلاح وإعمار ما هدمه الآخرون عن طريقها وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وانتم اعلم بأمور دنياكم كم جاء في الاثر لأنها سلاح ذو حدين من شانها ان تبني ، ومن شأنها ان تهدم بناء على من يقف خلفها ويدعمها لتحقيق أجندته والبروباغندا التي يسعى للترويج لها وتحقيقها على ارض الواقع وأهل الحق اولى من غيرهم بتحين الفرص واستثمارها على النحو الامثل خدمة لدينهم وبلدهم ومجتمعهم وقيمهم .

ج/ الفن ليس للفن أنما الفن لايصال غاية سامية وهدف نبيل..

هذه الفنون التي ذكرتها كلها نافعة ومهمة وهي لغة العصر والثقافة وعلينا ان نخرج من دائرة (الانسان عدو ما يجهل) لنعترف بجهل جمهرة كبيرة من المتصدرين للمشهد الوعظي بهذه الفنون وهذا يفرض عليهم ان يعترفوا بذلك لا ان يكابروا فبداية التصحيح تكمن في الاعتراف لنفتح الطريق للشباب ان يبدعوا في ظل حدود القيم الرفيعة والخلق النبيل وان لا نحجر واسعا وعلينا ان ندعم كل شاب يسعى ليثبت نفسه بالفن الهادف ايا كان نوعه ونعينه عليه..

الرسالة تنتشر بالمرسلين وبالوسائل المتاحة المعاصرة ولا تعارض بين الوسيلة وغيرها ما دامت مشروعة ولا تخرج عن الذوق العام والفطرة السليمة وكم كنت اتمنى ان اجد وانا ابحث في تطبيقات الهاتف الذكي عن العاب احترافية للاطفال والشباب تنطلق من منطلقات حضارتنا وتحفها القيم الرفيعة لكنني اعود حسيرا بعد جولة بحث صغيرة!

لا بد لنا من نفض الغبار والسير نحو التجديد ومواكبة هذه الفنون واستثمارها فيما ينفع الناس.

س14: كلمة أخيرة تودون إضافتها الى القراء الكرام .

ج/ شكرا لكل من يتابع ويقرأ ويحرص على النفع والانتفاع ولا سبيل لنا الا النهوض بواقعنا وتكرار المحاولة دون يأس لأن العاقبة واحدة..والسلام عليكم.