الحصان الذي تعثر ذات حزيران وبشر المبشرون بموت قوائمه نهض من عثرته ووقف مستويا وكرَ على من جاءه بالموت من جديد .
كانت الرماح تنهال عليه من كل جهات الارض وهو يصول ، وسيوف الغدر تلاحقه من الخلف يشهرها عليه ممن يبكون على حاله كذبا .. ومن لحمه كان ينهش كل ذئب نهم لئيم ،
والكل .. الكل كان يريد انهياره ولاشيء غيرذلك .
لكنه :
مر من بين كل النصال والنبال والانياب والخالب والاظافر ، راكلا بقوائمه اجساد الوحوش وساحقا بحوافره رؤوسها ، غير مبال بما سال منه من دماء الغدر الى ان وصل الى نهاية الشوط .
الحصان العربي الاصيل وقف اليوم بعد حرب طويلة برأس هائل الشموخ ، مادا بصره في الافاق ، ملاحقا بزهو ماتبقى من جموع الوحوش المحطمة وهي تهرب هائمة في براري الهزيمة ، عائدة الى حفرها القصية شانها شأن كل مهزوم جبان .
مبارك له وهو يعود كما كان ..نشيطا معافى قويا ، وصهيله معزوفة نصر يسمعها العالم كله بلا استثناء.